ايام فاصلة عن موعد الحســم الحكومي.. فهل يفعلــها الحريــري؟
بعد فشل اجتماعات باريس...الصدمة ضرورة والاعتذار ليس خيارا وحيدا
ايران: استراتيجيتنا محو اسرائيل ولن نؤكد "المحادثات السرية" مع فرنسا
المركزية- هي خطوة من خارج اطار "الكلاسيكي" سيقدم عليها الرئيس المكلف سعد الحريري نهاية الاسبوع على أبعد تقدير، اذا لم تحصل معجزة تخرج الحكومة الى النور خلال اربعة او خمسة ايام يطوي معها كانون الثاني آخر اوراقه، فيقلب الطاولة التي بقي جالسا اليها طوال الاشهر الثمانية على القوى السياسية المعرقلة "عن سابق تصور وتصميم" وفق ما تبين، ويضع الجميع امام مسؤولياتهم. الصدمة باتت ضرورة، لان التسليم باستمرار التعطيل والفراغ قد يدفعان "القيمين عليهما" الى التجديد ثمانية اشهر اضافية وربما اكثر، ما دام الوضع يناسبهم وعدة العمل التعطيلي متوافرة.
واذا كان الاعتذار "آخر الدواء" والاكثر فاعلية في مجال احداث الصدمة النوعية، فإن مصادر سياسية مطّلعة اوضحت لـ"المركزية" انه ليس الخيار الوحيد، اذ ثمة خيارات أخرى تخضع راهنا للنقاش بين الرئيس الحريري وفريق عمله وشكلت محور بحث ايضا مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في لقائهما الباريسي الذي افادت اوساط معراب انه جاء في اطار الاجتماعات الدورية بين الرجلين تخللته قراءة شاملة للوضع السياسي عموما في المنطقة والداخل. وتم استعراض المخاطر المحدقة بالبلاد والناجمة عن الفراغ الحكومي سياسيا واقتصاديا لجهة ضياع الفرص الكبيرة لتقديم المساعدات لا سيما من سيدر وروما وبروكسيل، وتعاظم المخاطر المتأتية من التطورات الاقليمية. وكان تشخيص دقيق للوضع انتهى الى اتفاق على ضرورة عدم استمرار الامور على حالها ووجوب احداث اختراق في جدار الازمة.
حسم ايجابي او مشهد آخر: وتزامنا مع جولة مشاورات حكومية جديدة سيطلقها الحريري في الساعات المقبلة، استكمالا للمفاوضات التي أجراها في باريس، اشارت مصادر بيت الوسط الى ان الرئيس الحريري في حال ترقب وينتظر اجوبة الفرقاء الآخرين على ما بُحث من خيارات في العاصمة الفرنسية، وهو يقول انه قام بما عليه من تنازلات"، لافتة الى "اننا في ربع الساعة الأخير في الملف الحكومي وإذا لم تُشكّل الحكومة فنحن نتحدث عن مشهد آخر". واكدت المصادر ان "هذا الاسبوع سيكون حاسما في ما خص التأليف وجولة اخيرة من المشاورات تحصل"، مضيفة "الحريري يأمل أن يكون الحسم "إيجابيا"، أما الخيارات البديلة عن التشكيل، فمفتوحة، ولا يملكها أحد سواه، وكل ما يقال حول اعتذار او فضح للمعرقلين هي فقط في إطار التحليل الصحافي"...واذ اشارت الى ان اجتماعات باريس لم تحمل الكثير من الجديد، قالت ان "زيارة الحريري الى الرئيس عون في بعبدا تنتظر الجديد في مسار المشاورات، وان اجتماعات باريس، لو كانت ايجابية وحاسمة وتوصلت الى حلول، لما كان بدأ الحريري جولة مشاورات جديدة".
التشاوري: في المقابل، قالت مصادر اللقاء التشاوري ان ايا من الاطراف لم يتحدث الينا في الموضوع الحكومي ولا نزال عند رأينا، وطالما لم يتحّدث احد معنا فالحكومة ليست قريبة... وواصل أعضاؤه التصعيد في وجه الرئيس المكلف والوزير باسيل في آن. فأكد النائب جهاد الصمد، في تغريدة وجهها إليهما، أن "الثلث المعطل هو تعطيل للطائف". واوضح في حديث تلفزيوني، أن "المعلومات تقول أن نسبة التشاؤم في تأليف الحكومة تجاوزت التفاؤل"، معتبرا أن "باسيل هو الوزير المكلف والمؤلف في تشكيل الحكومة". وتوجه إلى الحريري قائلا: "إحترم الموقع الذي أنت فيه كرئيس مكلف"، معتبرا ان "على الحريري أن يتصرف كأي وزير في حكومة تصريف الأعمال، كونه بمثابة وزير أول، وأن يداوم في مكان عمله وفي مقره في السراي الحكومي الكبير". وأضاف: "أمر شاذ وغير مقبول أن يبقى السراي الحكومي فارغا في فترة تصريف الأعمال"، معتبرا أنه "إذا جرى تفعيل دور حكومة تصريف الأعمال نكون قد ضربنا كل ما حققناه في الإنتخابات النيابية".
نحو جلسة تشريعية؟: في الاثناء، وفي خطوة لا توحي بأن الحسم الحكومي قريب، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي قال انه لن يبقى "متفرجا" ازاء التخبط الحاصل، هيئة مكتب المجلس الى الاجتماع في الثانية عشرة والربع من ظهر بعد غد الاربعاء. وأفيد ان الاجتماع سيمهّد لجلسة تشريعية وشيكة لمجلس النواب.
لجنة المال: وليس بعيدا، وفيما يتهدد العجز عن التأليف، ماليةَ الدولة وموازنتها (...)، اكد رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان بعد اجتماع للجنة "اننا معنيون بالأجور والرواتب والانفاق الاساسي وبالبحث عن حلول دستورية، على أمل ألا يتأخر تشكيل الحكومة، لأن الحل هو من خلال الموازنة ومشاريع القوانين التي تناقش في الحكومة وتحال بشكل طبيعي الى المجلس النيابي". ولفت الى ان "النقاشات التي جرت، افضت الى ايضاحات هامة، وقد اتخذنا بضوئها قرارات أبلغناها لوزارتي المال والأشغال ومجلس الانماء والاعمار". ورأى أن "الكلام عن اصلاحات لم يعد ينتظر، واولها يتعلق بالانفاق الجاري للدولة اللبنانية، ولا يمكن الاستمرار بعطاءات وباستمرار الهدر. ففي الوقت الذي لا مشكلة نقدية، وضعنا المالي دقيق، وتمويل الدولة يجب ان يذهب الى الاساسيات، اذ سنكون أمام مشكلة مستقبلا اذا استمر عدم تنفيذ ما اقريناه في المجلس النيابي وغياب ضبط للعجز والعمل المضني الذي يتطلبه للعودة الى النسب المقبولة مستقبلا".
مكافحة الفساد: من جهته، رأى الرئيس ميشال عون ان محاربة الفساد لا تتم بالشكوى من الفساد فحسب، بل بتوثيقه والابلاغ عنه، لافتا الى سهولة ضبطه في المؤسسات اكثر منه بين الافراد. وشدد خلال استقباله وفد هيئة الاشراف على الانتخابات برئاسة القاضي نديم عبد الملك الذي سلّمه التقرير النهائي الذي اعدّه حول الانتخابات على ان مكافحة الفساد تتطلب وجود رجال قضاء يواجهون الضغط السياسي الذي يتعرضون له، لافتا الى انه سعى، من جهته، الى توفير الحصانة الفولاذية للقضاة لابعادهم عن هذه الضغوط، اما الممارسة فيتحمل مسؤوليتها القضاة انفسهم.
العدادات في بعبدا: الى ذلك، عرض الرئيس عون الاوضاع الاقتصادية مع وزير الاقتصاد والتجارة رائد خوري. وعرض خوري المراحل التي قطعتها الحملة التي تقوم بها الوزارة لتركيب عدادات للمولدات الكهربائية الخاصة والتقدم الذي تحقق حتى الان في اطار تنظيم هذا المرفق وضبط الفلتان القائم فيه والذي يؤثر سلبا على مصلحة المواطنين. واكد ان عمل وزارة الاقتصاد مستمر بالتنسيق مع وزارات الداخلية والطاقة والمياه والعدل والمديرية العامة لامن الدولة لتعميم العدادات على المولدات الخاصة في كل لبنان، وان لا تراجع في هذا العمل، لاسيما وان التحقيقات تكشف يوما بعد يوم عن وجود تجاوزات وارتكابات وفساد تعاقب عليها القوانين والانظمة المرعية الاجراء.
محو اسرائيل: اقليميا، نقل التلفزيون الإيراني عن البريجادير جنرال حسين سلامي نائب قائد الحرس الثوري قوله أن استراتيجية إيران هي محو "النظام الصهيوني" (إسرائيل) من على الخريطة السياسية. واضاف"نعلن أنه إذا اتخذت إسرائيل أي إجراء لشن حرب ضدنا، فسيؤدي بالتأكيد إلى القضاء عليها وتحرير الأراضي المحتلة".
لا تأكيد: في الموازاة، أعلنت إيران انه لا يمكنها تأكيد إجراء محادثات سرية مع فرنسا بشأن برنامجها للصواريخ الباليستية كما صرح وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان الجمعة. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي "لا يمكنني تأكيد ذلك، برنامجنا الصاروخي برنامج دفاعي نناقشه فقط داخل البلاد". وكان لو دريان اكد ان فرنسا مستعدة لفرض مزيد من العقوبات على إيران إذا لم يتم إحراز تقدم في المحادثات بشأن برنامجها الصاروخي الباليستي.
ماكرون وسوريا: من جهة ثانية، أبلغ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره المصري عبد الفتاح السيسي خلال زيارته الحالية لمصر ان لا يمكن فصل الاستقرار والأمن عن حقوق الإنسان. وقال ماكرون في مؤتمر صحفي مشترك مع السيسي ان "محاربة الإرهاب من أهم أولوياتنا المشتركة"، مشيرا ايضا الى ان التطبيع مع دمشق سيكون غير مقبول دون تحقيق تقدم على صعيد الحل في سوريا.