طهران تدفع بمشكلات المنطقة للامام والحلول المستدامة بمفاوضتها واشنطن
يوسف فارس
المركزية – صحيح ان الامال معلقة على التسوية او الاتفاق بين لبنان وإسرائيل لوقف اطلاق النار برعاية أميركية نظرا لما يحتوي عليه من مؤشرات ايجابية تضع حدا لعمليات القتل والتدمير الدائرة منذ شهرين لكن تبقى الجبهة الإيرانية امرا مبهما يثير قلق الإسرائيليين باعتبار ان طهران تعد اللاعب الأكثر أهمية من وراء الكواليس في الحرب معها على جبهتي غزة وجنوب لبنان .ولم يكن صدفة انها حتى قبل وصول الوسيط الأميركي اموس هوكشتاين الى بيروت أرسلت مبعوثا ثانيا اليها الشخصية الإيرانية الرفيعة علي لاريجاني موفدا من المرشد الأعلى علي خامنئي .ووفق تل ابيب ايران قامت بحساب أوسع وبالنظر الى الامام قبل عودة الرئيس ترامب الى البيت الأبيض فهي تخشى من خط أميركي متصلب اكثر في عهده ، وتريد التوصل الى اتفاق يقلص العقوبات على اقتصادها المتعثر ويرفع تهديد هجوم عسكري مقابل وقف تقدم المشروع النووي . وفي اطار ذلك، جرى جس نبض من جانبهم تجاه الإدارة الأميركية الجديدة . وهكذا تزداد الإشارات الى انه في هذا الاطار تبدو ايران كانت مستعدة لكبح جماح حزب الله كي تنقذ ما تبقى من قوتها العسكرية وفي محاولة لحل المواجهة حول المشروع النووي .
الوزير السابق فارس بويز يقول لـ "المركزية" :ان مشكلة إسرائيل منذ البداية هي مع ايران وتحديدا مع ملفها النووي . تل ابيب على رغم حربها مع لبنان وغزة لم تستطع حل هذه المعضلة .صحيح ان التسوية حصلت مع لبنان . ومع عدم معرفتنا الكاملة بها وبتفاصيلها لكنها لن تشمل بالتأكيد طهران الماضية في تخصيب اليورانيوم والعاملة على دفع مشكلاتها مع الولايات المتحدة الأميركية الى الامام وتأجيلها لمدى أطول فترة ممكنة وليس حلها . يجري ذلك عبر تقديمها تنازلات على الجبهة اللبنانية من خلال دفعها حزب الله الى القبول بوقف اطلاق النار والتطبيق الجديد للقرار 1701 . لذا تبقى الخشية واردة من سقوط وقف اطلاق النار او الهدنة التي قيل انها لستين يوما في حال عدم الوصول الى اتفاق بين واشنطن وطهران حول ملفها النووي ورفع العقوبات الاقتصادية عنها .،علما ان تل ابيب لن تهدأ وتستكين قبل لي اذرعها في لبنان واليمن والعراق تمهيدا لالغاء برنامجها النووي .لذلك المطلوب أولا وأخيرا محادثات أميركية – إيرانية توفر حلا عادلا للقضايا العالقة في المنطقة من شأنه ان ينسحب استقرارا دائما يطال لبنان من خلال تسوية مقبولة تسمح له بإعادة بناء مؤسساته والنهوض من جديد وهو القادر على ذلك ، كطائر الفينيق المنبثق من الرماد .