الرئاسة الى 9 كانون الثاني: بري يرسب في "امتحان حماية المؤسسات"؟!
لارا يزبك
المركزية- دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري امس الى الإسراع في إنتخاب رئيس الجمهورية، مؤكدا "ان لبنان تمكن من إحباط مفاعيل العدوان الإسرائيلي". وقال "الحرب أظهرت وجه لبنان الحقيقي في التلاحم والوحدة الوطنية". أضاف "نحن في أشد الحاجة إلى الوحدة الوطنية بين جميع أبناء الشعب اللبناني". وشكر كل من ساهم في وقف إطلاق النار"، مناشدا "كل الطوائف والقوى السياسية للحفاظ على لبنان أكثر قوة ووحدة". وفي رسالة متلفزة الى اللبنانيين، أكد بري ان "هذه اللحظة إمتحان لكل اللبنانيين بجميع طوائفهم لإنقاذ بلادهم وحماية مؤسساتها الدستورية".
ما قاله رئيس المجلس صحيح ودقيق، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، والكلمات التي استخدمها جميلة جدا. فاللحظة فعلا لانقاذ لبنان وحماية المؤسسات، الامر الذي لا يبدأ الا بانتخاب رئيس للجمهورية.
بري كان دعا غداة اغتيال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في بيان ثلاثي صدر عنه ورئيس حكومة تصريف الاعمال ورئيس الحزب الاشتراكي السابق وليد جبنلاط، الى المسارعة الى انتخاب رئيس، متخليا عن شرط اجراء حوار يسبق هذا الاستحقاق، والذي تمسك به لأشهر.
غير ان "الايراني" سرعان ما حضر الى بيروت حينها، وأحبط المبادرة وخنقها وهي في المهد. فأطفأ بري محركاته، وباتت الاولوية لوقف النار، وبعد ذلك، لكل حادث حديث. اليوم توقف النار، لكن بدل ان نرى رئيس المجلس يوجه فورا دعوة الى جلسة انتخاب، بدأت المعلومات تتحدث عن مهلة 60 يوما وضعها بري لاجراء الاستحقاق، ربطا بالفترة "التجريبية" لاتفاق وقف النار والتي تمتد 60 يوما.
غير ان الشك قطع باليقين اليوم، حين دعا بري الى جلسة انتخاب في 9 كانون الثاني المقبل. وقال: ستكون جلسة انتخاب الرئيس مثمرة وسأدعو إليها سفراء الدول وأعطيتُكم شهراً للتوافق فاستفيدوا من الوقت.
كان يفترض برئيس المجلس ان يدعو الى جلسة اليوم قبل الغد، الا انه لم يفعل...هو غلّف مرة جديدة عملية حرق الوقت الثمين هذه، والتي يمارسها منذ اكثر من عام، بعناوين جميلة، قديمة – جديدة، هي التوصل الى توافق.
لكن سقف الفريق المعارض "رئاسيا" واضح وهو لم يتبدل، تضيف المصادر: انتخاب رئيس محط ثقة محلية ودولية قادر على اطلاق عجلة الاعمار والانقاذ والاصلاح وبناء الدولة وتنفيذ الطائف والقرارات الدولية. نحن لا نتمسّك باسم اي مرشح، لكننا نرفض ان يفرض علينا الفريق الآخر اسما او يتمسك بمرشح من صفوفه.. واذا تلاقينا على اسم، كان به، أما اذا لم نفعل، فيجب ترك اللعبة الانتخابية الديمقراطية تأخذ مجراها.. بري يبدو غير مقتنع حتى الساعة بهذا الخيار، ولا يزال يتفاداه، راسبا بذلك في "امتحان حماية المؤسسات"، خاصة ان له دورا جوهريا اساسيا في فك أسر الرئاسة.