القمة الروحية ايجابية "انسانياً".. ماذا عن السياسة؟
يولا هاشم
المركزية – اعطت القمة الروحية الاسلامية – المسيحية التي عُقدت في الصرح البطريركي في بكركي أمس صورة مصغّرة عن لبنان المتعدد الطوائف والمذاهب والانتماءات، وان حب الوطن يعلو فوق كل اعتبار بخاصة عندما تشتد الأزمات، حيث عبّر رؤساء الطوائف خلال القمة على ضرورة التضامن والتعاضد خصوصاً من الناحية الانسانية ونبذ الخلافات التي تؤدي الى فتنة داخلية.
وكانت لافتة مشاركة نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، رغم التباينات في المواقف السياسية مع بكركي في الفترة الماضية، والتي دفعته إلى مقاطعة اللقاء الذي نظمته مع أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين. وبدت المودة ظاهرة بين الراعي والخطيب، وقد فاجأ الأخير البطريرك أثناء التوجه إلى الغداء، حيث قام بتقبيله على خده، أمام عدسات المصورين، دلالة على وضع الخلافات جانبًا بينهما.
لكن ما الذي حملته القمّة في السياسة؟
عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب فادي كرم يؤكد لـ"المركزية" على "ايجابية القمة لناحية التقاء رؤساء الاديان معاً وكلامهم حول أن هذا شعب واحد ومُلزَم ببعضه البعض وان يقفوا جنباً إلى جنب ويدعموا بعضهم انسانياً. وكلقاء ديني لا يمكنه ان يتطرق إلى أكثر من ذلك لأن ليس دوره لعب السياسة بل ان يعطي غطاء للتقارب بين الفئات اللبنانية. اما الشؤون السياسية فتعاطى معها بشكل عام ومن دون الدخول في التفاصيل. لكن مجرد اللقاء هو عامل ايجابي ويرى الشعب ان هذه الصورة تدعم اواصر الوطنية للابتعاد عن التشنجات الداخلية".
وعن انسداد الأفق رئاسياً، يقول: "لم نصدق مرة ان هناك حلولا في هذه المسألة طالما ان محور الممانعة مصرّ على ان يبقى لبنان رهن السياسة والمعارك الايرانية، وبما ان ايران لم تصل بعد الى نهاية حروبها او الى تسوية مع الاميركيين او الاسرائيليين بشكل مباشر، ستبقى أمور لبنان متوقفة، بانتظار إما ان تنتهي هذه التسوية التي قدم محور الممانعة _فرع لبنان بلده ضحية على مذبح التسويات الايرانية، وإما ان نتحرر من القرار الايراني بأن يعود محور الممانعة فرع لبنان الى لبنانيته"... ويختم: "الحرب مستمرة وتتجه تصاعديا ولن تنتج تسوية توازن بل الحسم".