لا تسوية الا بشروط اسرائيل وتطبيق كامل القرارات الدولية
يوسف فارس
المركزية – تتفق التقديرات على ان ضخ الإيجابيات من قبل إسرائيل التي وصلها الموفد الأميركي اموس هوكشتاين حول إمكانية الوصول الى وقف للنار واتفاق مع لبنان ينهي الحرب ، لا يستند الى أرضية صلبة ، بل الهدف منه اثارة المزيد من الغبار في مسار التسوية والارباك المسبق لاي جهود او حراكات في اتجاهها وتقييدها بشروط وتعقيدات ، كون إسرائيل لن تقبل بتسوية الا بشروطها . وان التقدم الذي يتحدث عنه المستوى السياسي فيها قد لا يعني التقدم مع لبنان بل محاولة القول بانه دفع في اتجاه اقتراب الموقفين الأميركي والإسرائيلي من نظرة واحدة الى التسوية النهائية التي تريد إسرائيل ان تفرضها على لبنان . من هنا فإن إسرائيل وكما يبدو تستبق حراكات التسوية بالقول انها راغبة في حل سياسي تكون هي صاحبة الكلمة النهائية فيه .
وبحسب التقديرات ان إسرائيل تسعى كما هو واضح الى مراكمة أوراق ضاغطة على لبنان . وما اعلان المستوى العسكري فيها توسيع العملية البرية في لبنان والتصعيد الكبير الذي بدأته بوتيرة اكثر عنفا واتساعا في عملياتها العسكرية ضد لبنان سوى محاولة للضغط على لبنان للقبول بتسوية بشروط إسرائيل التي تحدث اعلامها عن اقتراح لسريانها اعتبارا من أواخر تشرين الثاني الجاري وجوهرها ابعاد حزب الله الى شمال الليطاني ومنع إعادة تسليحه وضبط الحدود بين لبنان وسوريا بوساطة روسية ومنح إسرائيل حرية الاستطلاع الجوي في أجواء لبنان والحق بالتعامل مع أي خرق وشن هجمات داخل لبنان كلما وجدت ضرورة لذلك . علما ان كل تلك الشروط يرفضها لبنان جملة وتفصيلا .
عضو تكتل الجمهورية القوية النائب رازي الحاج يقول لـ "المركزية" ان الحرب لن تنتهي الا بشروط الطرف الاخر، وهو ما يدركه حزب الله الذي يصر على اخراج يحفظ له ماء الوجه وما موقف امينه العام الشيخ نعيم قاسم امس المتلطي وراء الطائف والدولة اللبنانية سوى دليل على ذلك مع ما يخفيه من منحى للتفلت من القبضة الإيرانية المصرة على تحقيق انجاز عسكري على الساحة اللبنانية ولو اقتضى الامر التضحية بحزب الله كاملا .
ويتابع : يبدو من محادثات هوكشتاين ان الاتجاه لفرض الية تطبيق للقرار 1701 بمندرجاته ولو بالقوة بما فيها ال 1559و1680كونهما جزأ لا يتجزأ من موجبات قيام الدولة وبسط سلطتها . ليس في جنوب الليطاني وحسب انما على كامل التراب اللبناني بحيث تكون الدولة وحدها المسؤولة تجاه العالم وتحديدا الدول المعنية بالتسوية التي يعمل عليها .
واذ ينتقدا تفرد رئيس المجلس النيابي نبيه بري بالتفاوض باسم لبنان متجاوزا دور رئيس الجمهورية المغيب ومجلس الوزراء مجتمعا ، ويفاوض باسم الحزب يؤكد ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية عاجلا لتأخذ الأمور مسارها الدستوري وليكون لبنان حاضرا على طاولة المفاوضات التي سترسم مستقبل لبنان والمنطقة .