هل يخفّض "غزل" ترامب - إيران سعر النفط العالمي؟
ميريام بلعة
المركزية- خفض سعر برميل النفط في موازاة خفض سعر الدولار عالمياً، يدخل في صلب سياسة الرئيس الأميركي المنتَخَب دونالد ترامب الذي عمل خلال ولايته السابقة، على رفد شركات البترول بدعمٍ كبير وصفه الخبير في مجال النفط عبود زهر بـ"الدعم الأعمى"، في حين "تغاضى عن مواضيع حساسة ولم يُعطِها الأهمية المطلوبة كـ"التلوّث البيئي" الناجم عن عمليات إنتاج هذه الشركات على سبيل المثال لا الحصر. وقد لا يوليها أي أهمية في ولايته الجديدة أيضاً، كون معالجتها مُكلفة جداً على ميزانيّات شركات النفط من جهة، وتحدّ من توسّعها من جهةٍ أخرى".
... ومع سياسة ترامب الداعمة لشركات النفط، يقول زهر لـ"المركزية"، "تتمادى الأخيرة كشركة "توتال"، في استعمال الطاقة الأحفوريّة الحالية ولا تستعجل في اللجوء إلى الطاقة المتجددة، وبالتالي لم يَعُد عامل الوقت ضاغطاً".
وعن توقّعه لـ"بوصلة" سعر برميل النفط العالمي في ضوء التطورات السياسية والأمنية الراهنة في المنطقة والعالم، يقول: المبدأ ذاته منذ نحو ثلاث سنوات إلى اليوم... إذ إن قدرة المملكة العربية السعودية على زيادة إنتاجها اليومي وإمكانيّتها المتاحة لذلك، لا تسمح بالضغط على سعر برميل النفط صعوداً، بل يبقى ضمن الهامش الطبيعي.
أما العامل الآخر الذي يُريح سوق النفط، بحسب زهر، فيكمن "في "الغزل" المتوقَّع أن يبدأ بين ترامب وإيران والذي سيُتَرجَم في صفقات متبادلة بين الجانبين..."، ويعزو ارتياح السوق لهذا التطوّر إلى كون "إيران تصدِّر الغاز والنفط بكميات تفوق تلك التي تنتجها قطر مثلاً، لكنها بفعل العقوبات الغريبة على إيران تعمد الأخيرة إلى تصدير منتوجها إلى الصين وروسيا فقط، وهذه المعادلة لا تدخل في "حِسبَة" سوق النفط العالمية".
ويُضيف: من هنا، إذا أرادت إيران وُلوج هذه السوق ونجحت في ذلك، فسيرتاح سعر برميل النفط أكثر بكثير وبالتالي سيسجّل مزيداً من التراجع".
أما في حال لم يفلح "الغزل" المرتقب بين ترامب وإيران، فماذا سيحل بسعر برميل النفط؟ "لن يكون لذلك أي تأثير، يُجيب زهر، "طالما أن إيران لا تزال خارج سوق النفط العالمية، لذلك إن أي توتّر في العلاقات الأميركية – الإيرانية لن يؤثّر على سعر النفط سوى بهامش ضيّق لا يتعدّى الدولار الواحد أو الدولارَين لا أكثر".
وليس بعيداً، يُشير إلى أنه "عندما يرتفع سعر الدولار عالمياً، يرتفع سعر برميل النفط إنما ليس بنسبة عالية إذا لم يُحتَسَب على سعر صرف مرتفع مُعتمَد في أي بلد. إذ يرتفع سعر النفط في الدول الأوروبية على سبيل المثال، كون سعر صرف الدولار فيها مرتفعاً".
..."لا خوف من ارتفاع سعر برميل النفط عالمياً في المدى القريب... فالواقع الجيو- سياسي الراهن جامد على وقع ركود اقتصادي عالمي ملحوظ يحدّ من الطلب على النفط في موازاة الطلب على الطاقة المتجدّدة" يختم زهر.