ميقاتي يربح شوطا حكوميا اضافيا: 17 وزيرا وميثاقية مسيحية
62 مليون دولار سلفة للكهرباء و54 للصيانة وجلسة ثالثة قريبا
المطارنة يدينون الكيدية ومعوض: لن اساوم على الثوابت
المركزية- مرة جديدة نجح رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في "اغاظة" المعترضين على عقد جلسة لحكومة تصريف الاعمال في ظل الشغور الرئاسي، رافعا رصيده الوزراي الى 17 في ظل مشاركة وزيرين اضافيين لم يحضرا الجلسة الاولى، وتغيب 6 وزراء فقط، والاهم انه أمنّ ميثاقية مسيحية مرموقة بحضور 7 وزراء مسيحيين من اصل 12.
وزيرا حزب الله حضرا، وكذلك وزيرا الاقتصاد امين سلام والسياحة وليد نصار، الى رئيس مجلس إدارة كهرباء لبنان، كمال حايك. شأن لا بدّ سيستفز التيار الوطني الحر المتجهة نحوه الانظار ترقبا للرد "الابعد من ضرب التوازنات والتفاهمات" بحسب رئيسه النائب جبران باسيل، خصوصا ان "غريمه" السياسي وعد بجلسة ثالثة لمجلس الوزراء قريبا لبحث سائر بنود جدول الاعمال بما يضمن مشاركة جميع الوزراء الذين شاركوا في جلسة اليوم.
جلسات الضرورة الحكومية ستستمر اذا، شاء من شاء وابى من ابى. واصوات المعترضين "لن تقوى عليها"، تماما كما اصوات النواب "البيضاء" المعرقلة انتخاب رئيس جمهورية للبنان، وسط ترقب لاداء نواب "لبنان القوي" في جلسة الغد الرئاسية بعد تهديدات باسيل وجلسة الحكومة اليوم.
اقرار سلفة الكهرباء: مجلس الوزراء انعقد صباحا في السراي بميثاقية كاملة وأقر سلفة 62 مليون دولار للكهرباء إضافة إلى 54 مليون دولار للصيانة.بعد الجلسة أشار رئيس حكومة تصريف الأعمال، إلى أنّ "ما يجب أن يفهمه الجميع أنه حين يجتمع المجلس ليس ليزيد الشرخ، بل لخدمة المواطن، ولا نجتمع لنؤمن شيئًا لفريق دون فريق، والأجواء كانت جدًا مريحة خلال الجلسة". ولفت في مؤتمر صحافي، إلى أنّ "أي شخص أو وزير إذا كان يريد أن ينسحب، فسننسحب جميعًا. وكان أول أمر على جدول أعمالنا هو ملف الكهرباء"، مشددًا على "إنني أنا المسلم السني، حين أكون في السراي الحكومي فأنا رجل وطني"، موضحًا "لم نصل إلى حل كامل لملف الكهرباء اليوم"، معلنًا "أننا وافقنا على سلفة 62 مليون دولار بما يتعلق بالشحنة الأولى، وطلبنا من وزير الطاقة بدء المفاوضات مع الشركة المورّدة لتتحمّل الغرامات ، وتم إعطاء مبلغ 54 مليون دولار لصيانة معامل الزهراني ودير عمار". وأشار الى "أننا إذا نجحنا بحلّ موضوع الكهرباء نكون قد وجدنا حلاً لأكثر من 50 في المئة من مشاكل اللبنانيين". وقال: "أنا رجل وطنيّ وأتعامل مع كلّ شرائح الوطن سواسية وكلّ ما فيه خدمة الوطن". وأفاد بـ"أننا اتّفقنا على عقد جلسة قريباً، في الأسبوع المقبل أو الذي يليه، لبحث كلّ الأمور الطارئة التي يحتاج إليها المواطن".
لا تعهد: وأوضح مدير عام مؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك ان "تحويل الدولارات من مصرف لبنان لمؤسسة كهرباء لبنان موضوع أساسي. ولدينا 800 مليار ليرة لبنانية في حساب البنك المركزي. ولن نستفيد بشيء إذا لم نحول هذا المبلغ إلى دولار". وأكد انه "تم تأليف لجنة لمواكبة العمل ونأمل ان يكون هناك تعاون". وأضاف حايك: "لم نتعهد بشيء مقابل الحصول على السلفة، لأن التعهدات يجب أن تطال عدداً من الإدارات. والمسألة تتعلق أيضاً بحماية الجباية، ولا يمكن لمؤسسة كهرباء لبنان التعهد بشيء لا يمكن تنفيذه".
غير منتسب: بدوره، أكّد وزير السياحة: "إنني غير منتسب للتيار الوطني الحر، وحضوري اليوم لن يسبب أي خلاف مع رئيس التيار النائب جبران باسيل، وعبّرتُ عن رأيي خلال الجلسة". وقال في مداخلة خلال الجلسة، إن حضوره ليس لمسايرة جهة أو تحد لأي جهة أخرى، إنما لإصراره على الإدلاء رسمياً بموقفه تجاه الجلسات وآلية صدور المراسيم.
لا ازمة طحين: وزير الاقتصاد أمين سلام أكد بعد خروجه من الجلسة الحكومية، أن "لن تكون أزمة طحين كما يروّج". وأشار إلى أن "المخزون يكفي لأسبوعين، وأنه طرح بند الطحين على جلسة مجلس الوزراء اليوم في خطوة استباقية لتأمين التمويل قبل الدخول في الأزمة". وكشف سلام أن "جلسة الحكومة ستنعقد الأسبوع المقبل وسيكون هذا البند أساسياً على جدولها. وبالتأكيد سيتم إقراره".
لا تحل محل الرئيس: وكان ميقاتي تحدث في بداية الجلسة قائلا: "نحن في تحد يومي لمعالجة القضايا الملحة ومطالب الناس التي لا تنتظر مزاجية أحد أو رهاناته السياسية، وجلسة اليوم كما الجلسة السابقة أكثر من ملحة، ومن الظلم وعدم المسؤولية إيهام اللبنانيين بامور غير صحيحة، والتلاعب بغرائزهم الطائفية والمذهبية لغايات لم تعد خافية على احد".وأضاف: إن الحكومة الحالية، من موقعها الدستوري كحكومة تصريف أعمال، ليست في وارد الحلول مكان رئيس الجمهورية أو اعتبار ان البلد يمكن أن يستمر من دون رئيس. ومن المعيب تصوير الأمور بما يوحي وكأن الحكومة مسؤولة عن إطالة أمد الفراغ الرئاسي، والتأخير بانجاز هذا الاستحقاق، الذي نعود ونكرر وجوب إنجازه بأقصى سرعة ممكنة باعتباره مدخلاً إلزامياً لانتظام عمل المؤسسات الدستورية، ومدخلاً أيضاً لتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات وفقاً لقواعد الدستور. وتابع: "لست في وارد الدخول في سجالات لا طائل منها، أو الانزلاق للرد على ما قيل من كلام طائفي، واستحضار لهواجس وعناوين لا وجود لها على الاطلاق إلا في أوهام البعض. والوزراء يمثلون جميع اللبنانيين، ومن المعيب أن يشكك أحد بوطنية وانتماء أي وزير وموقعه وكيانيته. فكل وزير له موقعه ضمن طائفته ورصيده ضمن الوطن.
التوقيع من المرسوم: وفي ظل غياب وزير الطاقة، أفادت معلومات mtv ان المخرج الذي سيعتمده رئيس حكومة تصريف الاعمال هو بتوقيع مرسومي سلفتي الخزينة من رئيس الحكومة ووزير المال والوزير المختص أي وزير الطاقة وبما أن فياض لم يحضر سيأخذ ميقاتي توقيع فياض من المرسوم الذي أرسله منفرداً فتعتمد صيغة الحل نفسها التي اعتمدت مع وزير الدفاع.
المطارنة: وليس بعيدا، شجب مجلس المطارنة الموارنة اثر اجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي "عرقلة التحقيق في قضية تفجير المرفأ"، ودان "التصرّفات الكيدية التي يتعرّض لها أهالي الضحايا"، داعيًا "السياسيين إلى رفع أيديهم عن القضاء لكشف ملابسات الجريمة ومحاكمة المذنبين". وتخوف المطارنة من "ترحيل انتخاب رئيس جديد للبلاد إلى أمد لا يعرفه أحد ولا يجلب للبنانيين سوى المزيد من المعاناة"، مكررًا "مطالبة المجلس النيابي بتحمّل مسؤولياته على هذا الصعيد والمسارعة ببت هذا الإستحقاق الدستوري الأساسي درءاً لمزيد من التدهور والإنهيار"، مضيفاً: "يجب العودة إلى الإجتهاد الدستوري لتحديد الإطار القانوني لتصريف الأعمال العادية والمهمّة وحالات الطوارئ منعاً لخلافات البلاد بغنى عنها"، محذرا من "محاولة لإحداث فراغ في المناصب المارونية خصوصاً والمسيحية عموماً في الدولة وهذا يدلّ على نيّة خفيّة ترمي إلى تغيير هوية لبنان المبنية على الحرية وصون كرامة المواطنين".
خدش الشعور: من جهته، اشار رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع إلى أن "حكومة تصريف الأعمال المنعقدة اليوم هي حكومة الفريق واللون الواحد ولكنّهم غير قادرين على التفاهم والاجتماع”. وقال بعد لقائه الجبهة السيادية: “حديثي منذ يومين خدش الشعور الوطني لدى البعض إلا أنه لم ينخدش حين رأوا لبنانيين يفتّشون عن لقمة عيشهم في النفايات”، سائلًا: “هل يُعقل أنّه منذ 3 سنوات حتى اليوم لم يُتخذ بعد أي تدبير بالاتجاه المطلوب كضبط الحدود والتهريب وتصحيح علاقاتنا مع دول الخليج؟” وأضاف جعجع: “خضنا أفضل انتخابات نيابيّة ونتج عنها المجلس النيابي الحالي ومنذ اللحظة الأولى نحاول العمل مع كلّ الأفرقاء ما عدا الفريق الممانع ولكن حتى اليوم لا نزال في فراغ دستوري وغير قادرين على انتخاب رئيس وهل يُعقل أن نكون في وضعيّة أسوأ من هذه؟”ولفت إلى أن “التوافق مؤمّن في لبنان من خلال التركيبة في الدستور ومحور الممانعة ومعهم رئيس مجلس النواب نبيه بري يعطلون انتخاب رئيس الجمهورية”.
لا للتقسيم: وفي السياق،غرد نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم عبر حسابه على "تويتر": "أحد أركان السياديين يدعو إلى التقسيم إذا لم يتمكن من الإتيان بالرئيس الذي يريده! هل السيادة تكون بالاستحواذ على البلد والتطنيش عن الاحتلال الإسرائيلي لبلدنا، وعدم احترام إرادة الشعب في انتخاب الرئيس؟ الوطني لا يدعو إلى التقسيم".
معوض: الى ذلك، وعشية الجلسة رقم 11 لانتخاب رئيس جمهورية، أكد النائب ميشال معوض أن هدف الفريق الآخر إيصال رئيس تابع وخاضع وفي أضعف الأحوال ضعيف وصوري وفي الحالتين لن يكون الحل لآلام اللبنانيين وآمالهم، موضحًا أن المسألة ليست في سحب ترشيحه وإلا لكان أعلن انسحابه الآن. واوضح في مؤتمر صحافي بعد الاجتماع الأسبوعي لكتلة "تجدّد" خمس نقاط قائلا:
1 ـ ترشيحي ليس شخصيًا فلست طامحًا لأخذ موقع بل هو خيار حل ولا أقبل إلا بأن أنتخب على أساس هذا الخيار والحل.
2 ـ لست جاهزًا للمساومة على الثوابت ولن يحصلوا على توقيعنا للوصول تحت شعار التوافق الى رئيس خاضع ولن نكون شركاء بتجربة تؤدي الى مزيد من الانهيار.
3 ـ ما من خطة ألف وباء وجيم ودال بل إيصال رئيس سيادي إصلاحي إلى سدة الرئاسة.
4 ـ أتوجّه لكل نائب لأقول إن الوقت حان ليتحمل مسؤولياته تجاه الشعب والتاريخ، فكل نائب يساهم بالتعطيل بورقة بيضاء بالدورة الأولى وبالهروب في الدورة الثانية انه مع كل تأخير يذل اللبنانيون ونخسر 25 مليون دولار من الودائع، والوقت ليس للمزاح ولا للألاعيب السخيفة.
5 ـ أتوجه لنواب المعارضة لأقول إنه بغض النظر عن تنوعنا او اختلافنا بخريطة الطريق إنما نحن نتشارك نفس الآمال للبنان من هنا لا يمكنكم البقاء على ضفة التاريخ والبقاء متهربين من مسؤولياتكم.
معوض الذي أوضح ان التعطيل والتسخيف وجهان لعملة واحدة وهدفهما الاخضاع، لفت الى اننا خلال الأعياد قمنا باتصالاتنا لطرح الخيارات والنقاش سيتحوّل الى مبادرة مشتركة بعنوان واضح "لا للخضوع لا للتعطيل ولا للتسخيف".