كارثة في معمل معالجة نفايات صيدا: طوفان مفاعل التخمير وتعطل فلتر انبعاثات الغاز
كتب علي حشيشو في الاخبار:
توقف مساء أول من أمس العمل نهائياً في معمل معالجة النفايات في صيدا بسبب انطفاء مولد الكهرباء الوحيد العامل على الغاز المنتج من المعمل والذي يشغّل ماكينات المعالجة. وعلمت "الأخبار" من داخل المعمل أن سبب العطل طوفان مفاعل تخمير النفايات المنتج لغاز Methane وهو الذي أدّى إلى تسرّب النفايات في أنابيب الغاز. لكن الأخطر هو تعطل فلتر انبعاثات الغاز والتسبّب في تسرّب المياه إلى قساطل الهواء، الأمر الذي يؤدي إلى خروج انبعاثات Hydrogen sulfide وCarbon Dioxide السامة غير المعالجة بالحرق. وقد أفاد عمّال من داخل المعمل عن انتشار روائح الغاز في الأرجاء، فيما هم غير مجهزين بأقنعة واقية للتنفس.
هذه المخاطر الجدية على بيئة صيدا والجوار، إضافة إلى الخطر الجديد الناجم عن انبعاث الغاز السام دفع بوزير البيئة ناصر ياسين الى اتخاذ قرار بإيفاد لجنة خبراء خلال ساعات للكشف وللاطلاع عن كثب على ما يجري في المعمل.
العمّال حمّلوا الإدارة الجديدة، وعلى رأسها المدير الجديد أحمد السيد، كامل المسؤولية عن ضمان صحتهم وسلامتهم. وقالوا لـ"الأخبار" إن "المعمل متوقف كلياً عن العمل وإن الإدارة لا تقول الحقيقة، إنهم مفلسون ولا يملكون المال لشراء المازوت وقطع الغيار المعطلة".
وأوضحوا أن إحدى المضخات في مفاعل الغاز كانت قد تعطلت قبل وقت، ولم يجر تبديلها بذريعة أن ثمنها ١٢٠٠ يورو، ما أدى اليوم الى عطل أكبر أوقف استخراج الغاز، وأن المفاعل لم يعد يحمل أن يمرّ الغاز عبره، وقد جرت محاولات لتشغيله لكنه كان يفصل ويتوقف بعد ٨ دقائق فقط، وبالتالي توقفت المولدات الكهربائية المغزّاة بالغاز.
وكشف العمّال أن "النفايات ترمى في أرجاء المعمل وأن الإدارة طلبت من صحافيّ يعمل في قصر النائبة بهية الحريري في مجدليون الحضور وسلّمته مقاطع فيديو صُوّرت ليلاً لجرافة تنبش النفايات لتقديمه كإثبات على أن المعمل يعمل بشكل طبيعي"، مناشدين بلدية صيدا وفعالياتها السياسية والناشطين البيئيين التدخل إنقاذاً لهم ولاستمرارية العمل في المعمل الذي تتكدّس فيه أطنان النفايات من دون معالجة. وكشف العمّال عن "تخلّص من النفايات عبر طمرها في محيط المعمل من دون أيّ معالجة"، متّهمين الإدارة الجديدة بـ"الجهل بتشغيل الآلات، الأمر الذي أدّى إلى توقف المعمل عن المعالجة نهائياً وتحوّله من معمل إلى مجرد مكب".