12:19 PM
خاص

هدف اسرائيل: هذه الحرب آخر المواجهات بينها والحزب!

لارا يزبك

المركزية- بينما لا معطيات علنية عن مآل المسعى الذي يضطلع به المبعوث الاميركي اموس هوكشتاين بين لبنان واسرائيل، ولا عن نتائج المحادثات التي أجراها في تل ابيب الاسبوع الماضي، المعطيات التي ترشح عنها في الاعلام من جهة، والمواقف التي يطلقها الطرفان المعنيان بها اي حزب الله واسرائيل، وترسم مسارات متناقضة ومتفاوتة حول ما يمكن ان تكون المحادثات حققته او لم تحققه من تقدم، وحول مضمون الاتفاق العتيد والبنود التي سيلحظها او لا.

لكن بحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية"، فإن كل هذه التفاصيل، تفاصيل! فالهدف الاسرائيلي والذي يضعه نصب عينه اليوم وسيبقى يضعه مهما طالت الحرب والمفاوضات، واحد: الحرب الدائرة اليوم بين الجيش العبري وحزب الله، ستكون آخر الحروب بين الطرفين.

هذا ما تتطلّع اليه تل ابيب، وهي لن ترضى بأنصاف حلول، أو بهدنة او فترة استراحة بين حربين، كما حصل في السنوات الماضية. وخير دليل على ذلك قول وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرّف إيتمار بن غفير اليوم انّ "الاتفاق مع لبنان خطأ كبير ويُفوّت فرصة تاريخية لاجتثاث حزب الله ويجب أن نستمر حتى تحقيق النصر الكامل على حزب الله".

اسرائيل لن تقبل بتكرار ما جرى في آب 2006. في ذاك الوقت، أقر القرار 1701 في مجلس الامن وأوقف حرب تموز التي بدأها حزب الله وإن "لم يكن يعلم" بنتائجها كما قال أمينه العام حينها السيد حسن نصرالله. غير ان المدافع سكتت وبدل ان يكون تطبيق فعلي وجدي لهذا القرار الذي منع اي وجود مسلّح جنوبي الليطاني الا للجيش اللبناني وقوات اليونيفيل، انصرف حزب الله نحو اعادة بناء قدراته في هذه المنطقة، وحفر الانفاق وخزّن السلاح وعزز ترسانته واضاف اليها صواريخ نوعية وثقيلة... فكانت نتيجة كل هذا المسار، ان الحزب "هاجم" اسرائيل في 7 تشرين الاول 2023، مبادرا هو الى اطلاق الصواريخ على الكيان العبري بعد طوفان الاقصى، متسببا بهجرة عشرات الاف المستوطنين من شمال اسرائيل.

تل ابيب، خلافا للدولة اللبنانية التي لا تتعظ يوما او تتعلم من تجاربها والتاريخ، تضيف المصادر، استقت العِبر مما حصل. وفهمت ان وقف الحرب اليوم، قبل ان تكون في يدها أدوات قادرة على منع الحزب من مواجهتها مجددا، ضربٌ من الغباء.

عليه، في المفاوضات الجارية اليوم تريد ضمان حصولها على هذه الادوات. فإما تنجح في ذلك، أو أنها ستعمل على انتزاعها بالقوة، من خلال انهاك حزب الله "عسكريا" وصولا ربما الى "القضاء عليه" عسكريا، او من خلال فرض امر واقع على الارض اللبنانية من الجنوب الى بيروت، يوصلها الى هدفها: ان تكون هذه الحرب آخر الحروب بينها والحزب...

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o