ازمة المقاطعة الخليجية من لبنان الى غلاسكو...كلام وامنيات والحل "ممنوع"
ميقاتي: ناشدت قرداحي تغليب حسّه الوطني ونحن أمام منزلق كبير
بو حبيب يدعو السعودية للحوار...وحرب "امل"- "التيار" تشتعل
المركزية- لا صوت يعلو فوق صوت المقاطعة الخليجية للبنان، سوى صراخ اللبنانيين وانينهم وقلقهم الثنائي المصدر، من دول الخليج الغاضبة وليس ما يهدئ روعها ونقمتها على السلطة السياسية الحاكمة في لبنان وانجرافها وارتهانها لحزب الله صاحب الكلمة الفصل والقرار الذي يمنع الحل او حتى مجرد البحث فيه، ومن "سذاجة" التعاطي الرسمي اللبناني مع ازمة على هذا المستوى من دون الاقدام على ادنى خطوة من شأنها ان تخفض منسوب النقمة الخليجية غير المسبوقة على لبنان، علما ان الداء مشخّص والدواء موجود ولا تنقصه الا الارادة السياسية باعطائه جرعة من قرار تحرير لبنان من قبضة ايران لانقاذ جسد الوطن المتهالك وقد دخل عمليا مرحلة الموت السريري.
من لبنان الى غلاسكو لا شيء عمليا بعد، باستثناء الكلام المعسول الذي لم يعد يجد في الخليج من يصدقه او يسوقه، لكثرة ما صدر منه من دون ان يقترن بخطوات عملية مطلوبة بوضوح في كل البيانات الخليجية التي اعلنت مقاطعة لبنان وقد غادرها السفراء حتى ان بعض المعلومات اشار الى ان بعض هذه الدول يعرض مقار سفاراته للبيع في مؤشر بالغ الخطورة لكن ليس مستغربا في ضوء اجماع من جانب اللبنانيين في الخليج على ان الآتي اسوأ واعظم وقد يفوق التوقعات.
منزلق كبير: الازمة اللبنانية – الخليجية اذا تراوح سلبا ولا حلول لها في الافق بعد، في جمود لا يبشر بالخير بل ينبئ بعواقب وخيمة. اليوم، وفي انتظار لقاء يفترض ان يجمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في غلاسكو، سيعرض اولا لمسار الازمة الوليدة وسبل حلّها، وفي وقت يسعى ميقاتي الى لقاء يجمعه بوزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن لا يزال حصوله بعيد المنال، ميقاتي، قال ميقاتي إنه "كان ناشد وزير الاعلام جورج قرداحي بأن يغلّب حسه الوطني على أي أمر آخر"، ورأى أن مناشدته "لم تترجم واقعياً". وفي تصريح من استكلندا، اعلن "نحن أمام منزلق كبير واذا لم نتداركه سنكون وقعنا في ما لا يريده أحد منا".
ميقاتي في غلاسكو: ويشارك ميقاتي في "مؤتمر الامم المتحدة السادس والعشرين للأطراف في الاتفاقية الإطارية بشأن التغير المناخي (COP26) الذي يبدأ اعماله اليوم في مدينة غلاسكو في اسكتلندا. ويرأس ميقاتي الوفد اللبناني الى المؤتمر والذي يضم وزير البيئة ناصر ياسين وسفير لبنان في المملكة المتحدة رامي مرتضى. وسيلقي الرئيس ميقاتي كلمة لبنان غدا. وبعد وصوله الى مقر المؤتمر واستقباله من قبل رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون والامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس ومشاركته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، يعقد الرئيس ميقاتي سلسلة اجتماعات ، وفق مواعيد محددة مسبقا مع عدد من الرؤساء والمسؤولين العرب والاجانب، وهو سيلتقي عصر اليوم بتوقيت بيروت الرئيس الفرنسي. كما سيشارك مساء في حفل الاستقبال تكريما لرؤساء الوفود المشاركة في المؤتمر. وبدأ ميقاتي مواعيده اليوم باجتماع مع رئيس المجلس الاوروبي شارل ميشال، ثم اجتمع مع المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا التي قالت "صندوق النقد الدولي عازم على مساعدة لبنان للنهوض من ازمته الحالية، وخطة التعاون التي يجري العمل عليها تشكل فرصة يجب انجاحها من كل المعنيين لأنها باب الحل الوحيد المتاح." بعد ذلك اجتمع مع رئيس وزراء اسبانيا بيدرو سانشيز، ثم رئيس وزراء ايطاليا ماريو دراغي، ثم المستشارة الالمانية انجيلا ميركل. وهذه الاجتماعات تتركز بشكل اساسي على سبل دعم لبنان للنهوض من أزماته. وستأخذ الازمة الحالية مع المملكة العربية السعودية جانبا من الاتصالات. وفي لقاء مع نظيره الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، اكد ميقاتي حرص لبنان على العلاقة الوطيدة مع دول مجلس التعاون الخليجي والعمل على معالجة اي ثغرة تعتريها بروح الاخوّة والتعاون.
عون يتابع: في الداخل، واصل رئيس الجمهورية ميشال عون، اتصالاته لمعالجة تداعيات القرار الذي اتخذته السعودية وعدد من دول الخليج، بسحب سفرائها من لبنان والطلب إلى السفراء اللبنانيين فيها المغادرة، إضافة إلى بعض الإجراءات، وذلك على خلفية الاعتراض على المواقف التي صدرت عن وزير الاعلام جورج قرداحي قبل تعيينه وزيراً في الحكومة. وفي هذا السياق، تشاور عون مع ميقاتي، في الخطوات الواجب اعتمادها لمعالجة هذه التطورات، واطلع منه على نتائج الاتصالات التي أجراها مع عدد من المسؤولين الدوليين المشاركين في القمة، والتي تناولت الموضوع نفسه.
تطبيق الاجراءات: ليس بعيدا، بدأت قرارات مقاطعة لبنان خليجيا تدخل جيز التنفيذ. في الاطار، افيد ان البعثة الدبلوماسيّة الإماراتيّة غادرت بكامل أعضائها الأراضي اللبنانيّة مساء الأحد. كما اعلنت شركة "DHL" ان "أخذنا تعليمات منذ السبت بوقف البريد من لبنان إلى السعودية". من جانبه، أشار السفير اللبناني في الكويت هادي هاشم الى ان "قبل ساعات قليلة على مغادرتي دولة الكويت الشقيقة، لا بد لي أن أشكر كل من سهل مهمتي وساعدني على تحقيق ما استطعت إنجازه خلال سنة من الزمن، وانوه بفريق عمل السفارة من دبلوماسيين واداريين، ومجلس العمل اللبناني في الكويت، ولجنة الصداقة اللبنانية الكويتية، وكل الأصدقاء من كويتيين ولبنانيين. كما اخص بالشكر معالي وزير الخارجية الشيخ الدكتور احمد الناصر الصباح، على كل ما قام ويقوم به من أجل لبنان، ونحن نعول عليه وعلى حكمته وبعد نظره ودبلوماسيته لإيجاد المخارج المناسبة لهذه الأزمة العابرة بين لبنان واخوته في دول الخليج العربي". وأضاف في بيان "الكويت ساحرة، تعشق عمق ثقافة أبنائها وسعة معرفتهم، كما تنحني اجلالا لفسحة الحرية والديموقراطية الكبيرة التي ارساها حكم ال صباح لها، وعلى رأسهم صاحب السمو الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح ومن سبقه من أمراء هذه العائلة الكريمة، المحبة للبنان واللبنانيين". وختم "شكرا كويت العز، وعلى امل اللقاء القريب".
دعوة السعودية للحوار: وفي السياق، أفادت وكالة "فرانس برس" أن وزير الخارجية عبدالله بو حبيب دعا السعودية إلى الحوار لحل الأزمة الراهنة بين الدولتين على خلفية تصريحات لوزير الاعلام جورج قرداحي. وقال "إن المشاكل بين الدول الصديقة والشقيقة لا يمكن حلها الا بالحوار والتواصل والثقة ولكن ليس بإرادة الفرض وهذا يسري على لبنان والسعودية". وأضاف: "لبنان يدعو السعودية إلى حوار لنحل كل المشاكل العالقة وليس الإشكال الأخير فقط لكي لا تتكرر الأزمة ذاتها في كل مرة".
وتعقيبا قال الرئيس ميشال سليمان في تصريح: "دعوة المملكة العربية السعودية للحوار امر جيد وممتاز، لكن ماذا عن الحوار مع اطراف الداخل وفي مقدمهم حزب الله وحلفاؤه عن الحياد والسلاح والسياسة الخارجية والعلاقة مع الدول العربية وسيادة الدولة؟". وختم: "ان تأتي متأخراً خير من ألا تأتي ابداً".
عنوان واضح: في الاثناء، العمل الحكومي معلّق، ليس فقط بفعل سفر ميقاتي او ازمة الوزير قرداحي، بل ايضا في انتظار تسوية لمطلب الثنائي الشيعي تنحية المحقق العدلي القاضي طارق البيطار. في السياق، اشار المكتب السياسي لحركة امل الى "أن زيارة غبطة البطريرك بشارة الراعي للرئيس نبيه بري حملت عنواناً واضحاً لمهمة الالتزام بالنصوص الدستورية والقوانين فيما يتعلق بمسار الملفات القضائية، وهذا ما تبناه صاحب الغبطة وعبّر عنه بعد لقائه رئيس الجمهورية وأجهض مباشرةً من المتضررين المعروفين حول موقع الرئاسة".
موقوفو عين الرمانة: وعلى خط حوادث الطيونة – عين الرمانة، نفّذ أهالي موقوفي عين الرمانة ومتضامنون معهم، وقفةً تضامنيّةً أمام المحكمة العسكرية في المتحف، مطالبين بـ"إخلاء سبيل أبناء عين الرمانة الّذين دافعوا عن منطقتهم". محامي الموقوفين أنطوان سعد قال: لا نريد ان تكون عين الرمانة مكسر عصا المنطقة مر عليها العديد من الاحتلالات لكنها بقيت ولدينا ملء الثقة بالقاضي فادي صوان وكل من يقايض على دماء الشهداء والمعتقلين انما هو يقايض على لبنان. وأضاف من امام المحكمة العسكرية: نريد ان تكون عين الرمانة الشعرة التي قضمت شعر المنظومة الفاسدة.
افتعال مشاكل: الى ذلك، قال المكتب السياسي في امل ان "أمام الفصول المتلاحقة من استباحة الدستور، وتجاوز إستحقاقاته المنصوص عنها والمتعلقة بإجراء الانتخابات النيابية الفرعية، وخلق نزاعات دستورية مرتبطة بقانون الانتخابات تحقيقاً لمصالح تيار سياسي لمس اللبنانيون بأيديهم وشاهدوا بأم العين صفحات فشله واحدة تلو الاخرى، نرى أن إجراء الانتخابات النيابية بموعدها وتأمين شروط ومستلزمات نجاحها هو شأن وطني عام لا يجوز أن يُقدم أي طرف سياسي، ونتيجة لأزماته الخانقة على افتعال أي مشكل أو إثارة أية شكوك من أجل تطيير الانتخابات وإدخال البلد في آتون ازماتٍ تستعصي يوماً بعد آخر وكأن لبنان متروك للأقدار التي تضرب بساحته حدثاً بعد آخر من دون أن يرتقي الكثير ممن يتنكبون المسؤوليات إلى تحمل مسؤولياتهم والدفع بإتجاه ايجاد الحلول للمشاكل التي يعاني منها اللبنانيون جميعاً في مختلف مناطقهم وإنتماءاتهم في حياتهم ومعيشتهم”.
السيد: من جهة ثانية، استقبل عون النائب جميل السيّد، الذي أكّد نيته طلب تأشيرة دخول الى الولايات المتحدة لمواجهة مكتب مراقبة الأصول الخارجية في وزارة الخزانة الأميركية بالحقائق، بعد العقوبات التي فُرضت عليه، ولمطالبة السلطات الأميركية باتخاذ إجراءات بحق الذين قدموا لها معلومات كاذبة حوله. وأعلن السيد "أنه شكر عون على مبادرته بتكليف وزارة الخارجية، والسفارة اللبنانية في واشنطن، للحصول على المستندات وبالتفاصيل، المتعلقة بما يسمى القوبات الأميركية الأخيرة". ولفت إلى أنه تداول مع رئيس الجمهورية، في موضوع أن القضاء اللبناني، مخوّل تلقائيا بموجب القوانين، ولا سيما قانون تبييض الاموال وتمويل الارهاب، بالتدقيق في صحة الاتهامات الأميركية، معتبراً أن التدقيق هو من اسهل ما يكون انجازه، خلال ايام، طالما كل الحسابات وكل المصارف المالية الموجودة في لبنان، ولا تستدعي فقط إلا توجيه اسئلة، إلى كل المصارف والمؤسسات المالية.