رؤساء الحكومــــــات في المملكة...من الطائف الى الصلاحيات فالحزب
الملك سلمان: حافظوا على لبنان العربي وما يمس سنّة لبنــــــان يمسّنا
"قبرشمون" من دار الفتوى الى السراي "اشتراكياً" وفي حارة حريك "ديموقراطياً"
المركزية- فرضت زيارة رؤساء الحكومات السابقين االخاطفة الى المملكة العربية السعودية نفسها بنداً غير عادي على جدول الحدث السياسي اللبناني الداخلي، فيما يتجاذب جدول اعمال جلسة مجلس الوزراء الضائع موعدها في ادغال تداعيات حادث قبرشمون اتجاهان، يدفع الاول في اتجاه تضمينه احالة الحادث الى المجلس العدلي، فيما يرفض الثاني اي املاء من هذا النوع في انتظار ان يقول القضاء كلمته الفصل. وبين الجدولين ترابط وارتباط، من زاوية محاولات الفرض والكسر من جهة والرفض والمواجهة من جهة ثانية.
في البعد اللبناني الصرف لحدث الزيارة النوعية الذي سيشد انظار اللبنانيين واهتماماتهم طوال الايام المقبلة تلمّساً لنتائجها وانعكاساتها على المشهد الداخلي، الكثير الكثير، بدءا من الطائف الى صلاحيات رئاسة الحكومة
فالمسافة بين الدولة وحزب الله وصولا الى الدعم السعودي للبنان. اما في البعد السعودي فدعوات لتحمل القوى الوطنية مسؤولياتها على قاعدة "ساعدوا انفسكم لنساعدكم".
في المملكة: ففي لقاء هو الاول من نوعه، استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، في قصر السلام، اليوم، ثلاثة رؤساء حكومات لبنانية سابقين، هم فؤاد السنيورة وتمام سلام ونجيب ميقاتي، على مدى 35 دقيقة، قبل ان يعودوا الى بيروت مساء، وعرض معهم للعلاقات الأخوية بين المملكة ولبنان. وشدد الملك سلمان على أهمية الحفاظ على لبنان ضمن محيطه العربي لافتا الى أن "ما يمس أهل السنة في لبنان يمسنا في المملكة". وأكد أن "المملكة موقفها واضح وتريد للبنان الأمن والاستقرار والازدهار". وفي وقت أفيد ان اللقاء كان ايجابيا جدا وممتازا، أشارت وكالة الأنباء السعودية "واس" الى ان "جرى خلال اللقاء استعراض للعلاقات الأخوية بين المملكة ولبنان، والتأكيد على حرص المملكة على أمن لبنان واستقراره، وأهمية الحفاظ على لبنان ضمن محيطه العربي، إضافة إلى بحث آخر المستجدات على الساحة اللبنانية". واشار الرئيس ميقاتي بعد اللقاء الى ان "السعودية ستمد يد العون للبنان ومجرد الزيارة اليوم ولقاء العاهل السعودي أعطانا زخما بأن المملكة يهمها لبنان بجميع أطيافه". من جهته اعلن الرئيس السنيورة "اننا نحتاج إلى إيجاد المسافة الصحيحة بين الدولة اللبنانية وحزب الله وكلام الحزب عن سياسة النأي بالنفس بقي "حبرا على ورق"، ونقلت قناة "العربية" "عن السنيورة قوله "تباحثنا مع الملك سلمان حول ضرورة عودة السعودية لدعم لبنان واستقراره وأصبح هناك جرأة من البعض في لبنان على "اتفاق الطائف" من جهة محاولة تعديله".
احترام النأي: وكان السنيورة اكد لدى وصوله الى المملكة ان "لطالما كانت لدينا علاقات اخوية ممتازة وصادقة وصدوقة مع السعودية، وهذه الزيارة تأتي للتعبير عن اهمية العلاقة وبعث الحرارة والعلاقات الودية بين البلدين. لا شك ان لبنان يمر بأوقات دقيقة وبسبب هذه التطورات الكبرى، من الهام والضروري العودة الى المبادئ الاساسية التي تجمع بين اللبنانيين"، لافتا الى "أن شددنا على اهمية اعادة الاعتبار للطائف ونبني على قاعدة الجيش المشترك بين اللبنانيين وضرورة ان يصار الى المزيد من الالتزام باتفاق الطائف والدستور الذي انبثق منه". وأكد السنيورة "أن الزيارة هي ايضاً للتأكيد على احترام الشرعية العربية والشرعية الدولية المتمثلة بالقرار 1701 واتفاق الهدنة"، مشددا على "أن على لبنان ان يواجه التحديات التي تواجهه بموقف موحد والاهم هو النأي بالنفس قولاً وعملاً". من جانبه، قال سلام "علاقة لبنان بالمملكة تاريخية، والهدف من زيارتنا تحقيق المزيد من التواصل وتمكين العلاقات خاصة مع هذا الوضع الذي يمر به لبنان. آمل أن تكون نتائج الزيارة مفيدة للبنان واللبنانيين"، فيما اعتبر ميقاتي "أن الزيارة الى السعودية هي لكي نقدم المعطيات التي لدينا ولكي يخبرونا بالمعطيات التي لديهم".
اجتماع مالي: من جهة ثانية، وعشية انطلاق جلسة مجلس النواب لمناقشة واقرار موازنة 2019، عقد اجتماع مالي في قصر بعبدا ناقش الوضع المالي العام وتحديدًا حقيقة الأرقام المتعلقة بالموازنة.
اعتراض القوات: وفي وقت دوّن 51 نائبا اسماءهم على لائحة طالبي الكلام خلال الجلسات، تعتزم القوات رفع الصوت مطالبة بخطوات اصلاحية حقيقية والا فإنها ستصوّت ضد الموازنة كما هي. وليس بعيدا، رأى نائب رئيس مجلس الوزراء غسان حاصباني أنّ الموازنة مع حسناتها هي نقطة في بحر ما هو مطلوب لمعالجة التحديات المالية التي يواجهها لبنان. وخلال عرض خطة القوات لقطاع الاتصالات وورقة عمل عن قطاع المقالع والكسارات في لبنان، أوضح أنّ إصلاح قطاع الاتصالات لن يكون الحل الوحيد انما جزء كبير من الحل وله وقع على الوضع الاقتصادي.
قبرشمون تراوح: على خط حادثة قبرشمون، المراوحة على حالها "قضائيا" و"سياسيا". وفي السياق، غرّد رئيس الحزب "الديمقراطي اللبناني" النائب طلال ارسلان قائلا "حق شهدائنا سيؤخذ.. واستباحة الساحات والمناطق ولّت.. والناس من الكيد والحرمان تحرّروا.. والتسلّط انتهى.. وبناء دولة ضمن الدولة سيواجَه.. والعيش بكرامة وحرية وأمان لكل انسان في الجبل سيُفرض.. وعلى الدولة تحمّل مسؤولياتها كاملة في الأمن والقضاء وإلا فالآتي سيكون أعظم". وشكر ارسلان دور رئيس الجمهورية ميشال عون وحرص رئيس المجلس النيابي نبيه بري ودور اللواء عباس ابراهيم وقال "يدنا ممدودة ومنفتحون على أيّ مبادرة قائمة على الأسس التي ذكرناها". وكان ارسلان غرد صباحا قائلاً: "للرجال مواصفات المروءة والشهامة والشجاعة والصدق والأمانة والوفاء والاخلاص والأخلاق في التحالف او في الخصومة.. ليس من طباع الرجال الغدر والخيانة والكذب والجبن والطعن بالظهر والمتاجرة بدم العباد.. المجلس العدلي حق".
في السراي والدار: في المقابل، واصل الاشتراكيون جولاتهم على القيادات. وفي هذا الاطار، اكد عضو اللقاء الديموقراطي النائب هادي أبو الحسن تفاهم الحزب التقدمي الإشتراكي مع رئيس الحكومة سعد الحريري الذي يملك موقفاً واضحاً من حادثة الجبل. وعقب اجتماع الحريري بوفد من التقدمي في السراي، قال "نحن متفاهمون مع الحريري، وهذا التفاهم قائم على القواعد الأساسية والتي تقضي بإلتزامنا بالقانون والدولة التي تعتبر ملاذنا الوحيد". وتابع "منذ اللحظة الأولى سلمنا كافة المطلوبين وعلى الطرف الآخر أن يقوم بهذه الخطوة أيضاً". وختم "على مجلس الوزراء أن ينظر بملف حادثة قبرشمون ويأخذ القرار المناسب". في الموازاة، شدد الوزير السابق غازي العريضي باسم الحزب التقدمي الاشتراكي على أهمية الإحتكام الدائم الى مرجعية الدولة ومؤسساتها. وقال بعد زيارته دار الفتوى على رأس وفد اشتراكي "يجب ان ندرك ان لبنان هو بلد التنوع، والتنوع هو ركيزة اللبنانيين، والوصول الى أمن وإستقرار وإنتاجية الدولة ومعالجة قضايا الناس هو من خلال الإحتكام الى الدولة وتفعيل مؤسساتها". واضاف: "أكدنا مجدداً أمام سماحته على أهمية الإحتكام الدائم الى مرجعية الدولة ومؤسساتها والى القانون الذي يجب ان يطبق دائماً دون إستنساب".
عند الحزب: في المقابل، زار وفد من قيادة الديمقراطي اللبناني حارة حريك حيث التقى قيادة حزب الله. فيما يتوقع ان يزور رئيس الاشتراكي وليد جنبلاط رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم.
الحريري والترسيم: وسط هذه الاجواء، أكد رئيس الحكومة سعد الحريري الإلتزام بقراري مجلس الأمن الدولي 1701 و 2433 الذي ينص على ان يقوم لبنان بوضع خطة لتعزيز وتطوير قدراته البحرية، معلنا بذل جهوده لإقرارها في مجلس الوزراء قبل 31 آب المقبل، تاريخ تجديد ولاية "اليونيفل"، مشددا على ان هذه الخطة تندرج في تعزيز مؤسسات أمن الدولة والحفاظ على سلطتها على المياه الإقليمية اللبنانية، من أجل مكافحة الأنشطة الإرهابية والهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر وتهريب البضائع والمواد غير المشروعة. واعتبر خلال تفقده القيادة البحرية "لليونيفل" في مرفأ بيروت، ان تعزيز قدرات القوات البحرية اللبنانية سيلعب دورًا محوريًا في حماية مواردنا الوطنية من النفط والغاز. كما يأتي ذلك في وقت أعمل فيه جاهدا على بدء مفاوضات بشأن حدودنا البحرية، وهذا الموضوع والمفاوضات المتعلقة بشأنه سيتعين علينا في النهاية اتخاذ قرارات بشأنها في مجلس الوزراء، كما ان تعزيز قدرات القوات البحرية اللبنانية سيلعب دورًا محوريًا في حماية مواردنا الوطنية من النفط والغاز.
عون وكوبيتش: في غضون ذلك، جدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حرص لبنان على استمرار القوات الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل) في اداء مهمتها تطبيقاً لقرار مجلس الامن الدولي الرقم 1701، معرباً عن امله في ان يتجاوب مجلس الامن مع مطلب لبنان تمديد ولاية هذه القوات من دون اي تعديل في مهامها او تقليص في ميزانيتها وذلك تمكيناً لها من الاستمرار في لعب دورها بالتعاون مع الجيش اللبناني. وأكد الرئيس عون خلال استقباله المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش قبل سفره الى نيويورك لحضور جلسة مناقشة في مجلس الامن الدولي في 22 تموز الجاري حول القرار 1701، أن ثمة تساؤلات حول الاسباب التي تمنع المجتمع الدولي من دعم مطلب لبنان بعودة النازحين السوريين الى المناطق الآمنة في سوريا لاسيما وأن التقارير التي ترد من المنظمات الدولية والهيئات الانسانية تشير الى تحسن في الوضع الامني في معظم المناطق السورية. ولفت الرئيس عون السيد كوبيتش الى أن عملية العودة الآمنة للنازحين السوريين من لبنان الى سوريا مستمرة واصبح عدد النازحين العائدين يناهز 313 الف نازح لم يتعرضوا لأي مضايقات. وعرض الرئيس عون للمنسق الدولي للنتائج التي ترتبت عن الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على لبنان وصولا الى حرب تموز 2006، لافتاً الى ضرورة التزام اسرائيل بالقرار 1701 حفاظاً على الاستقرار على الحدود وهو ما يعمل عليه لبنان من خلال انتشار وحدات الجيش اللبناني الى جانب قوة "اليونيفيل". وكان كوبيتش وضع الرئيس عون في صورة المداولات التي حصلت حول تطبيق القرار 1701 وموقف الامم المتحدة من قضايا ذات صلة بملف الترسيم الحدودي بين لبنان واسرائيل في ضوء الوساطة التي تضطلع بها الولايات المتحدة الاميركية على هذا الصعيد.
بين الاتحاد وايران: اقليميا، متابعة للتطورات المتسارعة على خط "الاتفاق النووي" بعد تنفيذ ايران تهديداتها بخرق بنوده، وتلويحها بالمزيد، اجتمع اليوم وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في بروكسل. وأكدت الممثلة العليا للشؤون الخارجية في الاتحاد فيديريكا موغيريني، أن النقاشات مع الدول الاعضاء هدفها وضع خطة لإنقاذ خطة العمل المشتركة والشاملة مع طهران. في السياق، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان ان "يجب على أوروبا أن تظل موحدة في محاولة الحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني"، لافتا الى أنه "على طهران العدول عن قرارها بعدم الالتزام ببنود في الاتفاق".أما نظيره وزير الخارجية البريطاني جيرمي هانت، فشدد على أن ثمة "فرصة ضئيلة" لإنقاذ الاتفاق النووي الذي وقعته الدول الكبرى مع إيران. وأوضح من بروكسل ان "ما زال أمام إيران عام على الأقل لتطوير سلاح نووي". في المقابل، نقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية عن بهروز كمالوندي المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية قوله ان طهران ستعود إلى وضع ما قبل الاتفاق النووي الذي أبرمته مع القوى العالمية إذا لم تف الدول الأوروبية بالتزاماتها، فيما قالت الخارجية الإيرانية "ان إيران تتوقع من أوروبا اتخاذ خطوات عملية لتنفيذ الاتفاق النووي".