الحكومة والعمّال يستعدّان لـ"المنازلة الكبرى": التخفيضات ستواجه بالاضرابات!
باسيل ينتقد "الإفلاس" في المنصورية.. وآلية التعيينــات تجمع بري و"القوات"
قائد الجيش الى واشنطن لتقويم المساعدات.. والحوثيون ينسحبون من الحديدة
المركزية- "استراحة المحارب" التي أخذتها اليوم الحكومة من جهة، والقطاعات العمالية والنقابية من جهة ثانية، استغلّها كل من الجانبين لترتيب أوراقه ورص صفوفه، استعدادا لـ"المنازلة" الكبرى، التي تنطلق مجددا غدا بينهما. ففي الجلسة المسائية التي يعقدها مجلس الوزراء الاحد، سيقارب أكثر البنود حماوة في الموازنة، اي رواتب العاملين في القطاع العام، والمتقاعدين منه، والتقديمات التي يستفيدون منها، وقد تفادت الحكومة درسها حتى الساعة، وآثرت تركها جانبا، لفضّ حركة الاضرابات الواسعة التي حاصرتها الاسبوع الماضي وشلّت المرافق المالية والحيوية في الدولة، ولتتمكن من تأمين أوسع "توافق" سياسي على القرارات "الصعبة" و"غير الشعبية"، جارٍ العمل حاليا، خلف الكواليس، على تمتينه.
استنفار عمّالي: في المقابل، وبعد ان استشعروا ان "المقصّ" عاد ليتهدد معاشاتهم و"حقوقهم"، وضع العمّال من جديد، يدهم على الزناد، وهم يعدّون العدة للعودة الى الشارع، رفضا لاي تخفيضات محتملة. وبعد ان كانت هيئة التنسيق النقابية دعت الى الاعتصام اليوم في ساحة رياض الصلح، أعلنت إرجاء تحرّكها بسبب تأجيل جلسة مجلس الوزراء، الى موعد يحدد لاحقا في ضوء معطيات جديدة، مع الإستمرار بالإضراب اليوم والذي كان مقررا سابقا. ودعت الهيئة الى مواكبة مقررات الجلسة مساء الأحد، وطلبت من الأساتذة والمعلمين والموظفين والمتقاعدين البقاء على الجهوزية التامة للتحركات التصاعدية التي ستعلن في حينها إضرابا واعتصاما وتظاهرا، وصولا للاضراب المفتوح والخيارات الموجعة. أما العسكريون المتقاعدون الذين كانوا تحرّكوا على الارض امس بالتزامن مع جلسة مجلس الوزراء، حارقين الاطارات وملوّحين بالأسوأ، فبدورهم، يتحضّرون للتحرك، متوعّدين بقطع طرق وبمنع النواب من الوصول الى ساحة النجمة. من جانبهما، الاتحاد العمالي العام والمصالح المستقلّة، يرصدان مناقشات مجلس الوزراء غدا، وسيعودان الى الاضراب فور تلمّسهم اي مسّ برواتبهم.
جلستان دسمتان: لكن أي قرارات يمكن ان يتّخذها المجلس في جلستيه "الدسمتين" المحددتين غدا (في السراي) وبعد غد (في بعبدا)؟ مصادر سياسية مراقبة تقول لـ"المركزية" إن ثمة قرارا مبرما بتحقيق خفض في العجز الى 9% وما دون، وذلك يتطّلب مساهمة من الجميع. وبعد ان أقر مجلس الوزراء امس رفع الفوائد على الودائع المصرفية من 7 الى 10% وخفض المنح المدرسية بنسبة 15% (ما عدا الموظفين التابعين لتعاونية موظفي الدولة)، ووافق على رفع سن التقاعد للاسلاك العسكرية (على ان يكون التقاعد بعد 23 عاما بدل 18 عاما، أما ضباط الاختصاص فقد تمت اضافة 3 سنوات)، مع تنفيذ القانون في ما خص التدبير رقم 3، فهو سينظر غدا والاثنين في رواتب العاملين في القطاع العام، بدءا من النواب والوزراء، ومن المتوقّع ان يقتطع نسبة منها او يجمّدها لفترة زمنية محددة.
تخفيضات..وإصلاحات؟: واذا كانت هذه التدابير القاسية شرا لا بد منه، وفق المصادر، فإن من الضروري ان يتمّ إقرانها بسلسلة خطوات اصلاحية قوية في الموازنة، تذهب الى محاربة مكامن الهدر الكبرى، كالتهرب الضريبي والجمركي وتسوية الاملاك البحرية وملف مباني الدولة المؤجرة (وسواها)، واطلاق مسار يحقق نموا اقتصاديا في المرحلة المقبلة، من دون الاكتفاء فقط بخفضٍ مرحلي للعجز. فبهذا السلوك، تضيف المصادر، قد تنتقل مهمّةُ إقناع المواطن بأن ورشة الاصلاح والنهوض، انطلقت فعلا، من الأمر المستحيل الى الامر الوارد!
باسيل والافلاس: في المواقف، قال وزير الخارجية جبران باسيل (الذي جال في زحلة اليوم) خلال عشاء هيئة كهرباء لبنان في "التيار الوطني الحر"، "هم كثر أعداء العمل الجيد، كيف بالأحرى في بلد تعوّد أن تمشي الأمور فيه بلا خطط، وأنتم ترون اليوم، أننا لأول مرة نبذل جهدا لأنجاز موازنة مبنية على تلمس لرؤية إقتصادية". اضاف "لست مغشوشا بأننا أقرينا خطة الكهرباء وانتهت المعركة، كلا، لأن الخطة تواجه تحديات يومية ومنها الطعن الذي وقع عليه 10 نواب. هذه محاولة جديدة لتعطيل خطة الكهرباء، أنا كنت غير موافق على إقرار قانون للكهرباء لكن كنا نريد أن تمر مناقصة الكهرباء، والتغيير يجب ألا يكون "مكان" المناقصة، بل الجهة التي تقوم بالمناقصة". واعتبر "أن الطعن هو لتسجيل موقف فقط". وعن وصلة المنصورية، قال باسيل "هي بطول 369 كيلومترا وهناك 1262 كيلومترا شبكات توتر، 367 كيلومترا تمر فوق بيوتنا جميعا في البقاع والشمال والجنوب وفي جبل لبنان والمتن، لكن وصلة 2 كيلومترا يجب ألا تمر لماذا؟ لأنها محمية بالصليب وآخر شيء هو نحتمي بالصليب لنوقف مد الكهرباء ونختبئ بعباءة البطريرك، أنظروا أين وصلنا من إفلاس، المدرسة المسيحية يجب ألا تمر فوقها الكهرباء لكن المدرسة الإسلامية يجب أن تمر فوقها والكهرباء يجب أن تمر فوق جمعية مسيحية في البياضة، لكن يجب أن لا تمر فوق مدارس عين سعادة".
بين بري والقوات: في الاثناء، سُجّل تواصل بين القوات اللبنانية ورئيس مجلس النواب نبيه بري، اذ نقل وزير الاعلام السابق الى عين التينة، رغبة رئيس القوات سمير جعجع بأن "تتم التعيينات الإدارية وفق الآلية والكفاءة، لإعطاء الفرص لأكبر عدد من المواطنين والكفاءات اللبنانية في الفئة الأولى من كل المذاهب ومن كل الطوائف". واشار الى ان "الرئيس بري كان مؤيداً لهذه الفكرة ويعتبر أن هذه الفرصة يجب أن تقتنص من قبل اللبنانيين للسماح لأن يكونوا في المكان المناسب وبالكفاءة المناسبة أيضاً للوظائف التي تناسبهم وخصوصاً في الفئة الأولى. إذا كان جدياً هناك نية للإصلاح فإن آلية الكفاءة يجب أن تعتمد مثلما اعتمدت في تلفزيون لبنان ولم تقر حتى الآن ونتمنى أن تقر مع صديقنا الوزير جمال الجراح".
العماد عون الى واشنطن: على صعيد آخر، غادر قائد الجيش العماد جوزيف عون على رأس وفد من الضباط إلى الولايات المتحدة الأميركية، في زيارة رسمية للمشاركة في اللقاء السنوي الذي يُعقد من أجل تقويم المساعدات الأميركية للمؤسسة العسكرية، والاحتياجات المستقبلية. وسيلتقي العماد عون خلال الزيارة، عدداً من المسؤولين الأميركيين المكلّفين ملف برنامج المساعدات.
هبة فرنسية: في الموازاة، تسلّم الجيش اللبناني اليوم، في مرفأ بيروت، في حضور عدد من الضباط، كمية من العتاد العسكري عبارة عن ناقلات جند مدرعة نوع (VAB HOT MEPHISTO)، بالإضافة إلى مستوعبات تحتوي على قطع بدل للآليات المذكورة، وعتاد تأليل، مقدمة هبةً من السلطات الفرنسية.
وضع صفير دقيق: من جهة ثانية، زار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي مستشفى "اوتيل ديو" للاطمئنان الى صحة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير. وأعلن الراعي من المستشفى أن "وضع البطريرك صفير دقيق، وجئنا إلى المستشفى لنصلّي له ونعطيه الحلة كي يساعده الرب في حالته الصعبة". اما طبيب صفير، الدكتور ايلي صفير فقال "ان وضعه دقيق وخطر ولكن لا نفقد الأمل طالما أن قلبه يدافع".
بومبيو في روسيا: اقليميا، يسافر وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو إلى روسيا في الفترة من 12 إلى 14 أيار حيث سيجتمع مع الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف. وقالت الوزارة في بيان إنهم سيبحثون "مجموعة كاملة من التحديات الثنائية والمتعددة".
انسحاب الحوثيين: الى ذلك، بدأ المتمردون اليمنيون الحوثيون اليوم، عملية "انسحاب احادي الجانب" من ثلاثة موانئ في محافظة الحديدة غرب اليمن، مؤكدين أنها تأتي نتيجة لرفض القوات الموالية للحكومة تنفيذ اتفاق السويد وأن "الانسحاب جاء نتيجة لرفض دول العدوان الأميركي البريطاني السعودي الإماراتي وحلفائهم، تنفيذ الاتفاق". وفيما تولت بعثة من الأمم المتحدة بقيادة الجنرال الدنماركي مايكل لولسغارد مراقبة العملية، أعلن رئيس اللجنة الأممية، ان "هذه الخطوة هي الأولى على أرض الواقع منذ إبرام اتفاق الحديدة"، موضحا أن عملية انسحاب المتمردين الحوثيين ستنتهي بحلول الثلثاء.