الحلول تنتظر عودة الرئيس المكلف والسـلبية الاقتصاديــة تتقدم
الحريري لن يشكل حكومة بمواصفات حزب الله "وليحلّوا ما فبـركوا"
"الانفاق" الى مجلس الامن الاسبوع المقبل وايران ترحب باتفاق اليمن
المركزية- الهدوء الذي عاد يخيم على المشهد الداخلي بعد صخب الاسبوع التشاوري، يكسب مزيداً من الوقت مع استراحة نهاية الاسبوع في انتظار عودة الحرارة الى ملف التشكيل، اثر عودة الرئيس المكلف سعد الحريري الى البلاد لاستئناف المفاوضات على خط المخارج المطروحة للعقدة السنية، وضرورة الركون الى احدها تجنبا للسقوط في مطب التحذيرات المتتالية من الانهيار الوشيك.
الراعي عند عون: ووسط غياب اي تحرك اليوم على الضفة الحكومية كما لحركة الرئيس المكلف في الخارج، برزت زيارة للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى بعبدا، كان همّ التأليف في صلبها. وقال الراعي بعد اجتماعه مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون "إن مسؤولية الجمهورية لا تقع على عاتق رئيس الجمهورية وحده، بل على كل مواطن لبناني كل من موقعه، وكلنا إذاً مسؤولون"، مضيفا "نحن إلى جانب الرئيس عون دائماً لأن رئيس الجمهورية في حاجة إلى شعبه لا سيما أننا وصلنا إلى مرحلة لا يمكننا فيها إلا القول أن هذا التعامل الحالي مع تأليف الحكومة ليس صحيحاً وكأنّ كلّ احد بات متشبّثا بموقفه ومتمسكّا بمطلبه، وانتهى الامر. فماذا يحلّ اذا ذاك بالشعب؟ وبالدولة؟ والمؤسسات؟ والاقتصاد المنهار؟ والاخطار المالية؟ بمعنى انّ من هو المسؤول تالياً عن كلّ ذلك"؟ واكد ان فخامة الرئيس يصغي الى الجميع. لكن لا يكفي ان يأتي احدهم الى هنا ويقول له: هذا ما اريده. هذا ليس بحوار حيث كل احد يحمل فقط ما يريده ويتمسّك به. ففي الحوار، على كل احد ان يخرج من ذاته ومصالحه، ويضع نصب عينيه مصلحة الوطن، مقتنعاً انّ هذه المصلحة تقتضي التباحث في كيفية انقاذ البلد."
الى عودة الحريري: وتابع " ليس في امكاننا ان نكتفي بالتفرج على الرئيس، كما لا يمكن لأحد ان يكتفي بالتعنت في موقفه، فهكذا لا يمكن للبلد ان يسير بشكل صحيح". وعما اذا كان البحث تطّرق الى المبادرة التي يقوم بها الرئيس عون راهنا، اجاب: "لا. فخامة الرئيس حاليا في انتظار عودة الرئيس المكلّف لمتابعة الحديث معه في الشؤون المطروحة. فلا يمكن لرئيس الجمهورية بلوغ الحلول من دون وجود الرئيس المكلّف."
تصنيف سلبي: في الاثناء، شكل اعلان وكالة "موديز" للتصنيفات الائتمانية منذ ساعات، تعديلها النظرة المستقبلية لتصنيف لبنان من مستقرة إلى سلبية، إثر تصاعد التوترات الداخلية والجيوسياسية، دليلا اضافيا الى حراجة الوضع الاقتصادي والمالي. ولفتت الوكالة إلى أن "النظرة المستقبلية السلبية للبنان ترجع إلى زيادة المخاطر على وضع السيولة الحكومية والاستقرار المالي في البلاد". وتوقعت أن تظل معدلات العجز في الموازنة اللبنانية أعلى لأمد أطول من المتوقع، مما يزيد أعباء الدين على الحكومة"، مضيفة "احتياطات العملة الأجنبية في لبنان تبدو أقل حجما عند تقييم مخاطر الاستقرار المالي المرتبطة بتدفقات الودائع النازحة المحتملة أو انخفاض التدفقات الداخلة".
خليل للتشكيل: وتعقيبا، غرّد وزير المال في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل عبر حسابه على "تويتر" معتبرا "ان تقرير "موديز" الذي حافظ على تصنيف لبنان مع تغيير النظرة إلى سلبية، يفرض على الجميع الانتباه إلى المضمون الصحيح الذي يؤكّد على أهمية تشكيل الحكومة والبدء بالإصلاحات لإعادة الثقة وتخفيف معدّل المخاطر وتخفيف العجز. إذا كان هذا الأمر ممكناً الآن، فربما سنخسر فرصته بعد أشهر إذا ما بقيت النظرة السلبية نفسها".
لا لمواصفات الحزب: في الاثناء لم تحمل المواقف التي سجلت في الساعات الماضية ما يدل الى خرق قريب
في جدار التشكيل. فقد أكد الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري "التعاطي الإيجابي مع مبادرة رئيس الجمهورية ميشال عون، وإفساح المجال أمام الحوار الهادئ، في انتظار نتائج المشاورات الرئاسية والأجوبة التي سيتلقاها الرئيس المكلف سعد الحريري بعد عودته من لندن"، معتبراً أن "مواقف النواب السنة الستة، بعد لقاء بعبدا، سلبية وتشير إلى نوايا واضحة بالاستمرار في مواجهة التعطيل الحكومي". وشدد على أن "الرئيس الحريري لم يتأخر يوماً عن تقديم التضحيات عندما تكون لمصلحة البلد، وتاريخه يشهد، لكن المطروح اليوم لا علاقة له بمصلحة البلد، وهو محاولة تسلل موصوفة للبيت السياسي وللتمثيل السياسي للرئيس الحريري". واعتبر أن "المطلوب من الرئيس الحريري أن يخضع لإرادة "حزب الله"، ولمجموعة نيابية تمثل "حزب الله"، وهذا الأمر لن يحصل اليوم، ولا غداً، ولا بعد 100 عام"، مشيراً إلى أنهم "فبركوا مشكلة، وعليهم أن يحلوها، خصوصاً أن رئيس الجمهورية قال منذ اللحظة الأولى إن هذه المجموعة لا حق لها بالتوزير، وأنه ضد تمثيلهم، فوجهوا سهامهم نحو رئيس الجمهورية، واطلقوا التهديدات التي سمعها كل اللبنانيين، واضطر أن يقوم بتدوير الزوايا من جديد، لأنه لا يريد مشكلة في البلد، بل يريد تأليف الحكومة". وأكد الحريري "أن الرئيس المكلف لن يسير في حكومة يحدد مواصفاتها "حزب الله"، فحكومته جاهزة، ومعروفة لدى رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي وكل المعنيين، وأي كلام آخر لا فائدة منه"، لافتاً إلى أن "الرئيس عون يعمل على إيجاد حل، ونحن إلى جانبه ومعه في الوصول إلى حكومة، ولا نمانع بحكومة من 30 أو 24 أو 18".
التشاوري متمسك: في المقابل، اعتبر عضو "اللقاء التشاوري" النائب جهاد الصمد أنّ "موقف امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله اخلاقي وهو يقف مع مطلبنا المحق". وقال في مداخلة تلفزيونية "نرفض ان نكون من حصة تكتل لبنان القوي وان يكون لفريق معيّن ثلث معطّل في الحكومة"، مؤكدا ان "اي اسم من النواب الستة السنة المستقلين مقبول ولكن اي اسم من خارج هؤلاء الستة فمرفوض".
استشهاد جندي: أمنيا، استشهد الجندي رؤوف يزبك اليوم متاثرا بالجراح التي اصيب بها اثر الاشتباكات واستهداف دورية عسكرية ليلا من قبل مسلحين من آل جعفر في حي الشراونة. وأفادت معلومات أمنية بأن الجيش يعمل على ملاحقة محمد جعفر الملقب بـ"محمد دورة" ومجموعته وهو أحد أبرز المتهمين باستهداف دورية الجيش أمس في حي الشراونة في بعلبك، ما أدى الى استشهاد جندي واصابة 3 آخرين.
الأنفاق الى نيويورك: على صعيد أمني آخر، أفادت تل أبيب بأن مجلس الأمن الدولي سيبحث الأسبوع القادم مسألة "الأنفاق" التي أعلن الجيش الإسرائيلي عن اكتشافها عند الحدود مع لبنان، واتهم حزب الله بحفرها. وأكد مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون، أن الجلسة العلنية الخاصة بـ"أنفاق حزب الله العابرة للحدود" ستعقد الأربعاء المقبل بطلب من الولايات المتحدة، حيث "ستقدم الدولة العبرية حقائق ومعلومات تثبت انتهاك سيادتها ومخالفة قرار مجلس الأمن رقم 1701" الصادر في نهاية حرب عام 2006". ومن المتوقع أن يشارك لبنان الذي قدم شكوى على تصرفات إسرائيل إلى الأمم المتحدة أيضا في الجلسة المقبلة.
ايران ترحب: اقليميا، أشادت إيران بالاتفاق المبدئي الذي توصل إليه طرفا الحرب في اليمن لوقف القتال في مدينة الحديدة ووصفته بأنه خطوة إيجابية. ونقل التلفزيون الإيراني عن المتحدث باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي قوله :"ترحب إيران بالاتفاق وتأمل أن يمهد الطريق للجولة المقبلة من الحوار من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي بين الجماعات اليمنية".
لجنة الدستور: أما سوريا، فأعلن وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف ان "موسكو وطهران وأنقرة أعدّوا عملياً قائمة المشاركين في اللجنة الدستورية لسوريا، على أمل تقديمها إلى المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا مطلع الأسبوع المقبل.