صيـغة 18 وزيرا الى الواجهة...الحزب يرفضها وعون: النتـائج خلال يوميــن
الحكومة في لندن...الحريري: نلتزم بشدة اصلاحات "سيدر" وباسيل: نحترم القرارات
اسرائيل: لا فرق بين لبنان وحزب الله ومسعـى لعرض "الانفاق" على مجلس الامن
المركزية- من تربة الطروحات الخصبة، تنبت الاقتراحات التشكيلية وترتفع وتيرة المشاورات الحكومية الى الحدّ الاقصى لحل الازمة رئاسياً. فقصر بعبدا الذي يستكمل مسلسل "عصف الافكار" بحثا عن المخرج، فتح ابوابه اليوم لجلسات تشاورية شملت قوى سياسية مختلفة، الابرز بينها "اللقاء التشاوري" صاحب "الحل والربط"، أقله في العلن"، في فكّ شيفرة آخر العقد لولادة الحكومة.
غير ان الرهان على الحركة المشار اليها لاخراج لبنان من الدوامة، ولئن يؤمل ان تكون اسهمه عالية، يبقى مشوبا بالحذر استنادا الى اجواء الرئيس نبيه بري، فالحذر شرعي وطبيعي في ظل استمرار العناد والمكابرة، خصوصا ان المطروح كاطار حل جوبه برفض فوري من النواب السنة الستة الذين اكد باسمهم النائب عبد الرحيم مراد لـ"المركزية" انهم يصرون على توزير احدهم والاقرار بحقهم في التمثيل، خلافا للطرح المخرج القاضي بتنازل مثلث الاضلع بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري و"التشاوري" المفترض ان يسمي شخصية من خارجه.
حكومة 18 تتقدم؟: وفيما أميط اللثام عن بعض المخارج والطروحات تم التباحث فيها خلال المشاورات التي أجراها رئيس الجمهورية في اليومين الماضيين، افادت معطيات صحافية ان "المطروح اليوم، وبشكل جدي، تشكيل حكومة من ١٨ وزيرا وثمة مشاورات جارية لتسويقها على الاطراف والحريري موافق عليها كاقتراح يتلاءم مع متطلبات البلد". واشارت الى ان "حكومة من ١٨ وزيرا طرحت في المشاورات، لافتة الى ان الرئيس سعد الحريري مع صيغة كهذه إذا كانت لمصلحة البلد. الا ان مصادر متابعة اوضحت ان حزب الله رفضها.
المشكلة ليست في الأعداد: في المقابل، تردد ان "الأعداد 14 و18 و24 و30 هي عبارة عن مقترحات بحثت بين عون والحريري والمشكلة ليست في العدد بل في كيفية حل مشكلة تمثيل اللقاء التشاوري. وفي حين اشارت مصادر مواكبة للتأليف الى ان "ضمن الافكار المتداولة ان يسمّي اللقاء التشاوري شخصا من خارج النواب الستة للتوزير"، اوضحت اخرى ان رئيس الجمهورية سيطلب من كل نائب في اللقاء التشاوري- الذي زار بعبدا في الرابعة- أن يسمي شخصا يرشحه لتولي مقعد وزاري.
الحريري-باسيل: في غضون ذلك، وقبيل لقاء مفترض بين الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل في وقت متأخر اليوم في لندن للبحث في الملف الحكومي"، قال الحريري "لا أزال على موقفي من مسألة توزير سنّة ٨ آذار". اما باسيل فقال: لا مشكلة لدينا في حكومة من ١٨ أو ٢٤ وزيرا بل قد تكون المشكلة عند غيرنا. ولفت الى "اننا لسنا متمسكين بالثلث المعطل فالحكم ليس بحاجة إلى ذلك بل المعارضة تحتاجه، مضيفا "نحن متمسكون بالحصة التي نستحق وهي 11وزيرا وهي مجموع حصتي التيار ورئيس الجمهورية".
النتائج خلال يومين: وكان الرئيس عون واصل المشاورات التي يجريها لمعالجة الوضع الحكومي في ضوء الافكار المطروحة لإنهاء الازمة الحكومية . والتقى بعد الظهر وفد اللقاء التشاوري للنواب السنة المستقلين. واذ لفت الى ما يعانيه لبنان من عجز في التمويل في ظل ما يمر به من وضع حرج وانقسام سياسي راهن، فانه اشار الى ازمة تشكيل الحكومة التي "بدأنا العمل على حلحلتها على ان تتظهر النتائج في اليومين المقبلين بغية اعادة الامور الى استقامتها".
بري يأمل: من جهته، أمل الرئيس نبيه بري امام النواب في لقاء الاربعاء النيابي ان تنتهي المشاورات والاتصالات التي يقوم بها رئيس الجمهورية الى تأليف الحكومة قريباً .وجدد التأكيد اننا بحاجة الى حكومة منسجمة ومتآلفة للقيام بمسؤولياتها تجاه الاستحقاقات الكثيرة التي نواجهها على الصعد كافة .وقال ان هناك افكاراً عديدة تطرح على صعيد عدد اعضاء الحكومة لتوفير العناصر التي تساعد على ولادتها وتجاوزالعقد التي تواجهها حتى الآن. وليس بعيدا، اكد عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب علي بزي بعد لقاء الاربعاء ان "بري متفائل حكوميا وأبدى كل مرونة لتسهيل ولادة الحكومة"، مشيرا الى ان "الرئيس بري سمع بالتواتر بصيغة الـ18 وزيرا لكن لم يتم التحدث معه رسميا عنها"، مضيفا "ان شاء الله ستبصر الحكومة النور قريبا"... أما وزير المال علي حسن خليل فقال من عين التينة "لم يطرح علينا حكومة ١٨ وزيراً ولا نريد العودة الى الوراء طالما ان العقدة باتت محددة بتمثيل نواب اللقاء التشاوري". من جهته، قال النائب قاسم هاشم "اللقاء التشاوري لن يسمّي اي شخصية لتوزيرها من خارج نواب اللقاء وقرارنا حاسم ونهائي و"نقطة عالسطر".
اصلاحات سيدر: في الاثناء، أعلن الرئيس الحريري في كلمته امام منتدى الاعمال والاستثمار اللبناني – البريطاني في لندن، "ان التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي نواجهها تتفاقم بسبب استمرار وجود مليون ونصف المليون من النازحين السوريين للسنة الثامنة على التوالي". وقال "اقتصادنا يرزح تحت ضغوط جمة ومن أبرز أسبابها أزمات المنطقة". اضاف: "أنا واثق من أن حدث اليوم سيأخذ علاقاتنا التجارية والاستثمارية إلى مستويات تلبي طموحاتنا وقدراتنا". وأشار الى ان في مؤتمر سيدر في باريس قدمت الحكومة اللبنانية رؤية شاملة تهدف إلى تحفيز النمو"، متوقعا "إنفاق أكثر من 200 مليون دولار على مشاريع في قطاعات مختلفة". وقال ممازحا ان "موضوع تشكيل الحكومة في لبنان حساس جداً كما ترون"، مؤكدا ان الحكومة الجديدة ستلتزم بشدة اصلاحات "سيدر" بما في ذلك الاصلاحات المالية".
نحترم القرارات: بدوره، قال وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال النائب جبران باسيل من لندن "نحن هنا مع الحريري كي نوجه لكم رسالة إيجابية وهي أن تثقوا ببلادنا"، مؤكدا أن والشراكة بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف ستؤدي حتما إلى ولادة الحكومة" . ولفت باسيل، في المنتدى عينه، الى أن لبنان هو بلد محب للسلام وهو تحمل حروب الآخرين على ارضه وكان دائما المعتدى عليه وليس المعتدي وهو لطالما احترم القرارات الدولية ويلتزم القرار ١٧٠١ ويعمل من اجل السلام والاستقرار.
على الحدود: وعلى هذا الصعيد، حذر وزير الإسكان الإسرائيلي يواف غلانت، من أن بلاده "ستخلع القفازات إذا هاجمها حزب الله، مع كل ما ينطوي عليه ذلك من أبعاد". وأكد أن بلاده ستحمل لبنان المسؤولية الكاملة عن عواقب الحرب، لأنه "لا يمكن الفصل بين تصرفات قيادة لبنان وتصرف حزب الله الذي تدير إيران عبره الدولة اللبنانية". وفي وقت استكملت القوات الاسرائيلية لليوم التاسع على التوالي، على حدود قرى قضاء مرجعيون، أعمال الحفر والبحث عن أنفاق قبالة بوابة فاطمة ومحلة العبارة في بلدة كفركلا، وبالقرب من الطريق العسكرية المحاذية للسياج التقني في محلة خربة شعيب خراج بلدة بليدا، اشارت مصادر دبلوماسية الى أن اسرائيل تسعى لعقد جلسة علنية لمجلس الأمن لبحث موضوع الأنفاق في الجنوب في محاولة لتعديل مهمة "اليونيفيل"، معتبرة أن هناك خرقاً للقرار 1701. ولفتت المصادر الى ان لبنان يجري اتصالات دبلوماسية لبحث المزاعم الاسرائيلية.
ماي تنجو: دوليا، نجت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي من تصويت سحب الثقة بعد حصولها على دعم 158 نائبا محافظا. وكان نواب من حزب المحافظين، الذي تنتمي له رئيسة الوزراء البريطانية، توصلوا اليوم إلى إجراء تصويت على سحب الثقة منها، في ظل انفراط عقد خروج البلاد المقرر من الاتحاد الأوروبي.
مجرم ستراسبورغ: في المقلب الفرنسي الامني القابع تحت وطأة احتجاجات السترات الصفراء، انتكاسة جديدة شهدتها مدينة ستراسبورغ شرقي فرنسا امس بفعل حادث أطلاق نار في شكل عشوائي في سوق لهدايا عيد الميلاد، ادى الى مقتل شخصين واصابة أكثر من 10 بجروح متفاوتة الخطورة. وقالت تقارير إعلامية فرنسية إن القاتل الذي ما زال فارا، يدعى شريف شيكات، 29 عاما، يسكن في حي نودورف –ستراسبورغ، معروف بأفكاره المتطرفة وهو فرنسي الجنسية لكن أصوله من إحدى دول شمال أفريقيا. كما أنه قضى، في وقت سابق، عقوبات بالسجن في كل من فرنسا وألمانيا. وأدرج في قائمة "إس"، التي تضم الأشخاص الذين يشكلون خطرا على أمن فرنسا.