مؤشرات الحرب الطويلة تتعزز...انتظار مميت
يوسف فارس
المركزية – دخلت الحرب بين إسرائيل وحزب الله مرحلة جديدة منذ شهر تقريبا عقب تفجير أجهزة "البايجر" واغتيال الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله وتهديد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالقضاء على الحزب وتدفيعه ثمنا متزايدا مع مرور الوقت، على رغم عدم التزامه القيام باجتياح بري للجنوب اللبناني ولو ان الجيش الإسرائيلي نقل فرقة مظليين الى الحدود مع لبنان واستدعى الاحتياط ودفع بمزيد من الكتائب وقوات النخبة الى الشمال والحدود مع لبنان .
لكن تصعيد المواجهة وتكثيف الضربات بما في ذلك القيام بعملية برية في لبنان يبقى احتمالا وارد لان أي شيئ قد يشعل هذا النزاع، وقد يكون التحول الإسرائيلي نحو ذلك سريعا في ضوء ما يجري على الحدود، على رغم الستاتيكو المتحكم بها وغير المتوقع ان يهدأ دون هدنة في غزة ، علما ان المفاوضات للوصول الى تلك الهدنة توقفت وسط خلافات مستمرة بين إسرائيل وحماس .
النزاع بين اسرائيل وحزب الله، رغم المساعي المبذولة، لا يزال بعيدا من الحل العسكري والسياسي ودخل مرحلة الاستنزاف على رغم المجازر والدمار ا في لبنان، سيما وانها تبدو بعيدة عن توجيه ضربة عسكرية حاسمة للحزب، وكونها لم تنجح في تحقيق ذلك في غزة رغم تدميرها للقطاع ولقوات حماس .
النائب إبراهيم منيمنة يؤكد لـ "المركزية" ان الحرب ستكون طويلة خصوصا وان إسرائيل، على ما اكدت، لن توقف استهدافاتها للبنان قبل القضاء بالكامل على قدرات حزب الله العسكرية وتسليم سلاحه وإعادة سكان الشمال الى مستوطناتهم ومنازلهم .في المقابل، يقول الحزب انه ماض في مقاومة إسرائيل حتى اخر مقاتل لديه . لذا من غير المتوقع ان تهدأ جبهات القتال قريبا خصوصا وان الإدارة الأميركية الراهنة المشغولة بالحملات الانتخابية للمعركة الرئاسية غير قادرة على لجم جنون رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو رغم المساعي المبذولة من قبل موفدها الرئاسي اموس هوكشتاين الذي زار لبنان طارحا تطبيق القرار 1701 معدلا .من هنا وفي ضوء هذه المشهدية المقرونة بعجز رسمي لبناني عن تجييش الاشقاء والأصدقاء والعالم الحر للضغط باتجاه وقف الحرب، ما علينا سوى الانتظار المميت والقاتل الذي تفرضه إسرائيل علينا .وعوض ان نسارع الى انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة قادرة لاعادة تفعيل المؤسسات والانتظام للدولة لاتزال المنظومة الحاكمة التي أوصلت البلاد الى هذه الكارثة مصرة على هدم ما تبقى من الدولة .في وقت تتنطح ايران للتفاوض باسمنا وكأنه لا يكفيها ما جرته بتدخلها في شؤوننا من خراب ودمار على لبنان بأسره .المطلوب عودة الجميع الى حضن الدولة فهي وحدها المخولة والقادرة على ضمان الامن والأمان لجميع أبنائها .