الحزب يتعافى ولبنان ينهار.. اي تكافؤ بين الايلام والمجازر؟
لارا يزبك
المركزية- في اطلالته الثالثة منذ اغتيال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وانفجار الحرب الاسرائيلية الشاملة على لبنان من جنوبه الى شماله مرورا بالبقاع، اعتبر نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن الحل للحرب يكون عبر وقف إطلاق النار، وإلا فالبديل أن حزب الله سيواجه بمواصلة استراتيجية إيلام العدو التي تطاول كل العمق الإسرائيلي، مؤكداً أن المقاومة لم تُهزم وأنها استعادت عافيتها ورمّمت بنيتها التنظيمية. ولفت قاسم إلى أن الحرب الإسرائيلية على لبنان تهدف إلى إنتاج شرق أوسط جديد كما قال رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، محذّراً من أن ذلك يشكّل خطراً على لبنان والمنطقة. وشدّد الشيخ قاسم على أن إسقاط هذا المخطط يتم عبر صمود المقاومة والتفاف شعبها حولها، مؤكداً "أننا من سيمسك العدو برسَنه ويعيده إلى الحظيرة". واوضح قاسم ان المقاومة انتقلت من الإسناد الى مواجهة الحرب الإسرائيلية على لبنان، مشيراً إلى أنه منذ أسبوعين يتركز الميدان على الحافة الأمامية في مواجهة جيش الاحتلال على الحدود اللبنانية - الفلسطينية.
بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، لكانت مواقف قاسم مفهومة وقوية، سيما لناحية اصراره على مواصلة الحرب واستخدامه عبارات جميلة لرفع معنويات ناسه وبيئة الحزب كـ"إمساك العدو برسن الاسرائيلي واعادته الى الحظيرة"، لو لم يكن اللبنانيون، وبينما يتحدث قاسم عن تعافي قدرات حزب الله، في حال انهيار قدراتهم ويُقتلون بغارات اسرائيلية مدمّرة، تتنقل بلا وازع ولا رادع – بما ان الحزب وقاسم تعجبهما قصّة الردع – بين قراهم وبلداتهم وصولا الى مراكز ايوائهم.
ولكانت هذه المواقف ايضا مبررة – نوعا ما – لو كان الحزب والدولة ككل، أمّنا للبنانيين، الملاجئ والمأكل والمشرب، تماما كما فعلت الدولة الاسرائيلية لشعبها، وايضا الاموال الكافية لاعادة اعمار القرى التي تهدّمت والبنى التحتية التي تضررت والتعويض عن المحاصيل الزراعية والمصالح التي تضررت..
فهل فعلا؟ كلا... وعليه، فإنه لا يكفي ان تكون قدرات الحزب بخير، بينما اللبنانيون ليسوا كذلك، وهنا نقصد كل اللبنانيين لان الضرر معمم ولا يشمل فئة او طائفة دون اخرى.
والجدير ذكره ايضا، ان الحزب قرر اليوم، ان يشرع في مرحلة ايلام اسرائيل، علما ان هذه المعادلة غير متكافئة.. اذ الايلام لا يوازي القتل والدمار والمجازر التي يعيشها لبنان اليوم..
انطلاقا من هنا، تضيف المصادر، فإن اصرار الحزب على مواصلة الحرب من اجل عناوين كثيرة، وتمسُكه باستمرار القتال الى ان تتراجع تل ابيب، وذلك بقرار منفرد منه، خلافا للدولة اللبنانية وللقوى المعارضة وللمرجعيات الروحية، التي تطالب كلها بوقف النار وبتطبيق القرار 1701، يجب ان يقترن بقدرة على رفع التكاليف المادية لهذه الحرب، بما ان رفع ضررها المعنوي على السيادة وفي جسم الدولة، مستحيل، تختم المصادر.