الاغتراب يدعم اللبنانيين مادياً ويصرخ: "كفوا ايديكم عن لبنان"!
يولا هاشم
المركزية – يترك وطنه، لكن قلبه وعقله وذكرياته تبقى في لبنان. إنه المغترب اللبناني الذي مهما شرّق وغرّب لا ينسى أرض أجداده. فكيف في هذه الظروف الصعبة التي يمرّ بها الوطن اليوم، وهو الذي لم يقصّر يوما في تقديم الدعم لا سيما في الأزمات الأخيرة، بحيث شكل السند والعمود الفقري في الصمود اذ تم تحويل 6.8 مليار دولار اميركي الى لبنان عام 2023 من المغتربين ؟
رئيس تجمع رجال الأعمال اللبنانيين الفرنسيين HALFA FRANCE أنطوان منسى يتخدث لـ"المركزية"عن دور المغتربين في دعم اخوانهم واهلهم في الوطن ويقول: منذ بدء الاعتداءات الاسرائيلية، تواصل الاغتراب بين بعضه البعض بحثا عن كيفية مساندة لبنان. بدأ المغتربون بالتجمع والتظاهر أمام السفارات اللبنانية والقنصليات في بلدان الانتشار، خاصة في عواصم القرار، للتعبير عن ألمهم إزاء ما يحصل في وطنهم، ومحاولة الضغط باتجاه مساعدة هذه الدول للبنان، ثم رفعوا مستوى تحركهم وقاموا بزيارة وزارات الخارجية في البلد الاغترابي. ففي فرنسا مثلاً تجمعوا أمام وزارة الخارجية وناموا أمام مدخلها. وتعمل الجالية في باريس يداً بيد وبالتعاون مع القائم بالاعمال في السفارة اللبنانية زياد طعان وطاقم السفارة.
وكذلك الامر في بيونس ايرس وكندا والولايات المتحدة الأميركية وانكلترا واستراليا وحتى في الصين. وقدّموا إلى هذه الوزارات كتباً بلغة البلد، بالفرنسية والانكليزية والاسبانية. وتوجهوا إلى المسؤولين الكبار من أصل لبناني في تلك البلدان (كالسيناتوريين في الولايات المتحدة) اللذين يحبان لبنان، كما تواصلوا مع مندوبي الامم المتحدة للضغط باتجاه ايجاد حلّ ووقف إطلاق النار".
ويضيف: "ثم رفعوا درجة تحركهم وبدأوا يشترون صفحات بمبالغ كبيرة، في الصحف المحلية لايصال صوتهم، وعبر شاشات التلفزة أيضاً خاصة في بلدان أميركا اللاتينية، ونشروا حملة "كفى، ارفعوا ايديكم عن لبنان" Enough, Lift Your Hands Off Lebanon ، في صحف مثل El Financiero وLa Crónica وEl Universal وExcélsior.
في المكسيك مثلا، في منطقة ميتشواكان هناك نادي Club Libanés de Michoacán وايضا Centro Libanés في مكسيكو وهو مركز حجمه يقارب حجم مدينة طرابلس، في داخلها حتى منازل للشيخوخة، قاموا بضغط إعلامي في الصحف المحلية واشتروا صفحات لإطلاق حملة "كفوا يدكم عن لبنان". واتفق سفير ارمينيا هناك الدكتور جاك ساهاكيان وهو من أصل لبناني، مع السفير اللبناني السابق في المكسيك نهاد المحمود، والرئيس السابق للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم نبيه الشرتوني، واجتمعوا في 9 الجاري في وزارة الخارجية في المكسيك مع المسؤولين عن الشرق الاوسط، ونظموا حملة ضغط حول ملف لبنان، خاصة وان اللبنانيين يشكلون قوة ضغط مالي واقتصادي في المسكيك إذا ما علمنا ان 12.5 في المئة من المدخول القومي للفرد في المكسيك أصله لبناني. وبالتالي فإن الدولة المكسيكية ستضع كل جهدها لمساعدتهم.
وكذلك الامر في كل دول أميركا اللاتينية كالارجنتين وتشيلي والاوروغواي وكولومبيا يبذلون جهدا كبيرا غير مباشر لايصال صوتهم ان عبر الاعلام المحلي او من خلال اجتماعات مع كبار المسؤولين في وزارات الخارجية او مجالس النواب في بلدان الاغتراب لدعم لبنان".
وبتابع منسى: "في أميركا اللاتينية، بدأ المغتربون بجمع الاموال النقدية لإرسالها كمساعدات الى لبنان. وطرقوا باب كبار المتمولين مثل ألفرادو حرب وكارلوس سليم، اللذين عرضا فكرة ان تبدأ الجالية بجمع الأموال وهما مستعدان لتقديم مبلغ يوازي ما جمعوه، فإذا جمعوا مثلاً مئة ألف دولار فهما مستعدان لتقديم مبلغ مساوٍ له، وهذا بهدف تشجيع وتحفيز الناس على العطاء.
ولا ننسى الشباب من اصل لبناني الذين كنا ننظم لهم رحلات الى لبنان كل سنتين (wlcu youth) ، حيث كنا نحضر 300 شاب من اصل لبناني من 24 بلدا، تواصلوا مع بعضهم البعض ويعملون بجهد ميدانيا لمساعدة لبنان. ففي مطار تشيلي مثلا، تجمعوا لتوضيب الادوية تمهيداً لإرسالها الى لبنان وذلك بسبب حبهم لوطنهم الام .
وبدأ الاغتراب في جمع التبرعات، خلقوا فرقا ضمن الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم برئاسة روجيه هاني وجورج أبي رعد لهذه الغاية، في كندا والولايات المتحدة الاميركية واوروبا يقومون بجهود في هذا الاتجاه، بمساعدة الحكومات المحلية في تلك البلدان. كما أرسلوا بعثات الى لبنان لزيارة النازحين في المدارس ومراكز الايواء لتأمين الحاجات الاساسية لهم.
كما تقيم الجاليات حفلات عشاء او غداء لجمع التبرعات.
هناك أيضًا حملة كبيرة جدًا في أستراليا يقوم بها السفير اللبناني في كانبيرا ميلاد رعد، ورئيس غرفة التجارة الدولية اللبنانية - الأسترالية النيوزيلندية في ملبورن ANLCCI والقنصل اللبناني في تازمانيا فادي الزوقي يعملان معًا بالتعاون مع لجنة متكاملة، لتلبية احتياجات اللبنانيين، وسيرسلون قريباً الأدوية والإسعافات الأولية والإغاثة الطارئة إلى بيروت.
وفي فرنسا، أطلقت "الجمعية الطبية اللبنانية الأوروبية" برئاسة الدكتور ايلي حداد من باريس حملة لتوفير دعم طبي يساهم في تعزيز صمود لبنان في الوقت الحالي، خاصة على المستوى الصحي. وتضم الجمعية عددًا كبيرًا من الأطباء الشباب الذين يسعون للحفاظ على التواصل مع وطنهم الأم، وتشمل أنشطتهم إرسال الأدوية وتجميعها، بالإضافة إلى تنظيم مؤتمرات طبية".
ويستكمل: "منذ أيام، وصلت الى مطار بيروت دفعة اولى من هبة طبية قوامها 7 طن من الادوية المتنوعة على ان تتبعها 5 طن من الأدوية لاحقاً، وذلك من قنصلية ريو دي جينيرو في البرازيل بمسعى من الدكتور جورج خليل والدكتور روبير نمر ورئيس الاتحاد الفيدرالي للمؤسسة اللبنانية – البرازيلية السيد روجيه باسيل. وقد ساعده سلاح الجو البرازيلي في ايصالها الى بيروت.
الى ذلك، عقدنا مؤتمرا في ايار الماضي في جامعة بيروت العربية في طرابلس من أجل تأمين فرص عمل للشباب بمساعدة الاغتراب، وبنتيجته دشنا في غرفة تجارة طرابلس مبادرة http://www.gate2job.comبهدف معالجة مشكلة البطالة وتوفير فرص عمل متنوعة وتقديم برامج تربوية متخصصة بالتعاون مع جامعة بيروت العربية وبمساندة الاغتراب".
ويضيف منسى: "نواجه مشكلة في نقل المساعدات الى لبنان، بدأت مع انفجار مرفأ بيروت، حين أرسل تجمع الجمعيات في فرنسا 14 حاوية الى لبنان عبر البحر، تحتوي على مساعدات، لكن عند وصول الباخرة الى بيروت، تم ايقاف الشحنة في المرفأ نحو 29 يوماً،وطلب منا دفع مبالغ طائلة. ويتابع: "تعلمنا من التجربة، لذلك في حال كانت الأموال نقدية، عقدنا اجتماعات مع قيادة الجيش لتحويلها الى حساب الجيش، وسنعمم رقم الحساب على المغتربين. كما وزعنا عليهم أيضاً أرقام حسابات كاريتاس والصليب الأحمر لتحويل الاموال مباشرة اليها. كما خصصت الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم ايضا حسابا لتحويل الاموال، ونحاول تأمين رقم حساب الهلال الاحمر أيضاً".