خرائط جديدة ترتسم للمنطقة...موقف ايران منافق
يوسف فارس
المركزية – لا يطوي لبنان صفحة من الاحداث الخطرة الا لينتقل بعدها الى ما هو اشد خطورة . فقد جاء اغتيال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ومعه وقبله هذا الكم من القياديين العسكريين ليدفع بالاوضاع فيه في ظروفها ووقائعها المضافة الى المعطيات الاقليمية والدولية الى مرحلة ضبابية بل سوداوية مفتوحة على تداعيات كبرى محتملة داخليا وخارجيا . فما تقوم به اسرائيل من مجازر على امتداد المناطق اللبنانية من الجنوب الى ضاحية بيروت وصولا الى البقاع وتهجير سكانها يضع لبنان والمنطقة بأسرها امام احتمالات اكثر قتامة وخطورة . واغتيال نصرالله ليس الا مؤشرا اضافيا على تفلت اسرائيل من كل القيود والجنوح نحو جنون ما بعده جنون ستكون له اسوأ العواقب ان لم يتعقل حزب الله ويتحسس المجتمع الدولي خطورة النهج الاجرامي للحكومة الاسرائيلية ورئيسها بنيامين نتنياهو على الامن الاقليمي والدولي. حيث اجمعت معظم المواقف على مدى القلق من العواقب التي قد تترتب على هذا الاغتيال الذي يشكل مفصلا في مسار الصراع في المنطقة .
النائب السابق مصطفى علوش يؤكد لـ "المركزية" ان المرحلة المقبلة تؤشر الى تعرض لبنان لمزيد من القتل والدمار ان لم ترتدع إسرائيل وتوقف استهدافاتها او ان يسلم حزب الله سلاحه للدولة اللبنانية ويتحول الى العمل السياسي كما فعلت الأحزاب والتنظيمات سابقا اثر الحرب اللبنانية . الظاهر في ظل هذا السكوت الدولي عما يجري ان إسرائيل ماضية في ضرب لبنان واحداث تغيير على الأرض خصوصا في الجنوب بغية تغيير الواقع والضغط على حزب الله اكثر فاكثر .مع الإشارة الى ان اطالة امد النزوح تشكل تهديدا للكيان اللبناني خصوصا اذا ما كان يطبخ له دوليا يتعارض مع تعايشه ووحدته بعد زوال ما يعرف بدولته نتيجة تسليم قرارها لقوى الامر الواقع .
جدير ان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لم يخف من الأمم المتحدة كما صناع القرار سعيهم الى تغيير الواقع في كل من لبنان وسوريا وفلسطين ورسم خرائط جديدة في المنطقة.لذا القرار لا يزال للميدان ومن المبكر الحديث عن انتخاب رئيس للجمهورية .والقول بوجود إرادة أميركية وفرنسية لملء الشغور الرئاسي في غير مكانه واوانه . صحيح اننا انتخبنا الرئيسين الياس سركيس والياس الهراوي في ظروف مشابهة للأوضاع الراهنة، لكن ذلك كان نتيجة توافق إقليمي ودولي نفتقد اليهما اليوم . الموقف الأميركي واضح للغاية في دعم استمرار العمليات إلاسرائيلية في لبنان للقضاء على كامل قوة الحزب العسكرية بحيث لا يعود كل فترة يشكل تهديدا لإسرائيل ومستوطناته الشمالية .
وختم ردا على سؤال واصفا الموقف الإيراني من دعم حزب الله ودخول الحرب بـ "المنافق " .هم طهران استمرار مفاوضاتها مع واشنطن وتحررها من العقوبات والسماح لها بتصدير نفطها .