السوداني يحاول التقاط العصا من الوسط...العراق على انقساماته
يولا هاشم
المركزية – أعلنت دولة العراق الأسبوع الماضي عن تأجيل انسحاب قوات التحالف الدولي لمحاربة "داعش" بقيادة الولايات المتحدة الاميركية. وجاء هذا التحوّل، بحسب مسؤولين عراقيين، على أثر الهجوم الأخير بصاروخين على قاعدة "عين الأسد"، أدّت الى إصابة خمسة جنود أميركيين. إعلان وزارة الخارجية العراقية، تأجيل موعد إنهاء مهمة قوات التحالف في العراق أثار العديد من التساؤلات بخصوص انعكاساته على الواقع الأمني والسياسي في البلاد، خصوصا بعد تصعيد المليشيات هجماتها على القوات العسكرية. علماً ان العراق، وهو حليف نادر لكل من الولايات المتحدة الأميركية وإيران في آن واحد، يستضيف 2500 جندي أميركي ولديه فصائل مرتبطة بقواته الأمنية ومتحالفة مع إيران. كما ان البلاد شهدت تصاعدا في الهجمات المتبادلة منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر 2023.
فهل يتحول العراق إلى ساحة للصراع الإقليمي والدولي بعد تأجيل انسحاب القوات الأميركية؟ ام انه نأى بنفسه عن صراعات المنطقة؟
مدير "معهد المشرق للشؤون الاستراتيجية" الدكتور سامي نادر يؤكد لـ"المركزية" ان "العراق مأزوم، لا يمكن القول انه استعاد انتظام حياته المؤسساتية والسياسية، ومازال المجتمع السياسي العراقي منقسم، والعقد الاجتماعي غير مستقر، لأن المشكلة مع الأكراد مازالت قائمة وكذلك مع المكون السنّي، والمكوّن الشيعي منقسم نوعاً ما بين التنظيمات الموالية لايران التي تتخذ هذا الموقف للتماهي مع الموقف الايراني، وشيعة يحاولون القول بأن المصالح العراقية أولاً، لكن من دون معاداة ايران . وهذا تظهّر في قضية الوجود الاميركي في العراق. فالحملة التي تُخاض ضد الوجود الاميركي ووجوب الانسحاب وإلغاء معاهدة الدفاع، تخوضها التنظيمات الموالية لايران وبدفع ايراني، وهذا جزء من الصراع القائم في المنطقة بين ايران واسرائيل من جهة، وايران والولايات المتحدة من جهة ثانية".
هل ينآى العراق بنفسه عن الصراع في المنطقة، يجيب نادر: "السؤال هنا عمَن نتحدث في العراق، لأن موقف كل طرف مختلف عن الآخر. رئيس الوزراء محمد شياع السوداني يحاول التقاط العصا من الوسط، وبالتالي ان يكون محايدا في هذا الصراع من دون الاصطفاف مع ايران او معاداتها من ناحية، ومن دون قطع العلاقة مع الولايات المتحدة من ناحية أخرى، ومن دون الظهور بأنه مع واشنطن ضد طهران. ولذلك، فإن الموقف دقيق جدا".