لا تسوية في العهد الاميركي الحالي... المطالبة بتنفيذ الـ 1701 للاستهلاك؟
يوسف فارس
المركزية – يشهد لبنان حركة دبلوماسية ناشطة باتجاهه لموفدي دول الخماسية على وقع مفاوضات الدوحة بين الوسطاء وكل من اسرائيل وحماس .فقد انضم وزير خارجية مصر بدر عبد العاطي الى زميله الفرنسي ستيفان سيجورنيه واللذين جاءا الى بيروت بعيد وصول كل من الموفد الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين ووزير الخارجية البريطاني دايفيد لامي وذلك بالتزامن مع انطلاق مفاوضات الدوحة التي ضربت موعدا جديدا لفرقها الفنية غدا في القاهرة .
الملاحظ ان الحراك الدبلوماسي الحاصل في لبنان لم يخرج عن الهدف المنشود له الا وهو العمل على ارساء التهدئة وابقاء لبنان بمنأى عن اي تصعيد وسحب فتيل التفجير .مع الاشارة الى ان هذا الحراك قد يتكثف في هذا السياق دون حسم نتائجه خصوصا ان التصعيد متواصل وان ما يحمله الموفدون العرب والاجانب في لقاءاتهم ليس الا تأكيدا على اهمية تجنيب البلد الحرب واهمية الالتزام بالقرار 1701. الظاهر ان هذا الحراك يختلف عن غيره لانه ينطوي على تصميم اكبر لدرء الخطر عن لبنان لاكثر من سبب ولا سيما ما يتصل باعتبارات الدول الكبرى .
عضو تكتل الاعتدال الوطني النائب سجيع عطية يقول لـ "المركزية" ، للمرة الاولى نلمس جدية اميركية وتاليا اوروبية في الضغط على اسرائيل لخفض التصعيد .هو ما عكسته زيارات الموفدين الى بيروت الاسبوع الماضي والذي ترافق مع ليونة ايرانية تمهيدا للوصول الى اتفاق يشمل وقفا للنار من قبل محور الممانعة ككل مع اسرائيل . من هنا ،كان القول الايراني بالرد المدروس على اسرائيل لاغتيالها اسماعيل هنية وبعدم استهداف حزب الله المدنيين الاسرائيليين. استتبع ذلك بالضغط الاميركي الممارس على اسرائيل في مفاوضات الدوحة . التركيز يجري على العودة بالامور الى وضعها السابق قبل السابع من تشرين حتى اذا ما تم ذلك يستمكل لاحقا بتفاوض على كيفية معالجة وحل المسائل العالقة التي تسببت بالحرب وقامت اثناءها .
خلاصته ان واشنطن راهنا لا تريد استمرار الحرب وتتخوف من الانجرار اليها .هي تتوجه الى اجراء انتخاباتها الرئاسية مع ما تستوجبه من حملات سياسية ومالية وتحضيرات . في مثل هذه المرحلة تكون غير قادرة على التأثير في المستجدات الخارجية .بمعني ان الحديث عن تغيرات جغرافية وحدودية في المنطقة ليس مطروحا اليوم. قد يكون ما بعد التسوية التي لا اتوقعها في عهد الرئيس الاميركي الحالي جو بايدن انما مع العهد الجديد ايا كان الرئيس .
ويختم لافتا الى ان وقف الحرب في غزة من شأنه ان ينسحب على لبنان وكذلك التسوية لاحقا ان حصلت . وتاليا لا انتخابات رئاسية قبل وقف النار . كما ان الحديث راهنا عن تطبيق القرار1701 هو عنوان للاستهلاك ،لم يطبق طيلة السنوات العشرين الماضية فهل سيطبق اليوم بعد مستجدات الارض والميدان؟ .