ايران تعزز قدراتها العسكرية واللوجستية: للتفاوض لا الاستخدام؟!
لورا يمين
المركزية- قال مسؤولون أمنيون غربيون إن إيران تسعى إلى تطوير شراكات مع شركتين صينيتين للأقمار الاصطناعية، في محاولة لتوسيع قدراتها على المراقبة البعيدة وجمع المعلومات الاستخباراتية، التي قد تتضمن صوراً عالية الدقة لأهداف عسكرية في إسرائيل وحول الشرق الأوسط. وتضمنت المحاولات زيارات متبادلة في الأشهر الأخيرة بين أفراد من "الحرس الثوري" الإيراني والشركات الصينية، التي تصنع وتشغل أقماراً اصطناعية للاستشعار عن بعد مزودة بكاميرات متطورة، وفقاً لمسؤولين أميركيين وأوروبيين اطلعوا على تقارير استخباراتية تصف الاجتماعات وفق ما نقلت عنهم صحيفة "واشنطن بوست"... وتخضع عملية التقارب بين إيران والشركتين الصينيتين، وفقاً لموقع الصحيفة، للمراقبة من كثب بسبب المخاوف من أن أي اتفاق قد يتيح لإيران تحسين قدرتها بشكل كبير على التجسس على المنشآت العسكرية الأميركية والإسرائيلية. وتقدم الشركتان، حسب المسؤولين الأميركيين والأوروبيين، سلسلة من الأقمار الاصطناعية بمعدات بصرية تتميز بحساسية تفوق ضعف حساسية أكثر الأقمار الاصطناعية تقدماً لدى إيران.
وتأتي هذه الزيارات ضمن إطار تعزيز العلاقات بين بكين وطهران بعد توقيع اتفاقية تعاون سياسي واقتصادي لمدة 25 عاماً بين وزيري خارجية البلدين قبل ثلاث سنوات. وحذر تقييم سري، اطلعت عليه صحيفة "واشنطن بوست"، من أن إتمام الصفقة مع الصين يمكن أن يزود إيران بقدرات محسنة لتوجيه ترسانتها من الصواريخ الباليستية، بالإضافة إلى أنظمة إنذار مبكر لكشف أي هجمات وشيكة. ويشير التقييم إلى أن امتلاك إيران هذه القدرات قد يمكنها من نقل معلومات استخباراتية حصلت عليها بفضل الأقمار الاصطناعية إلى أذرعها مثل جماعة الحوثي في اليمن، الذين يشنون هجمات ضد السفن التجارية في البحر الأحمر، أو الميليشيات الموالية لها في سوريا والعراق المسؤولة عن هجمات بمسيرات وصواريخ على القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة.
بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، فإن ايران لا تريد شن اي حروب في المنطقة، وليست مستعدة للانخراط في اي معركة اليوم، والا لكانت دخلت الحرب في 7 تشرين الماضي بعد عملية طوفان الاقصى. انطلاقا من هنا، تشير المصادر الى ان ما تفعله طهران اليوم لناحية الانكباب على تعزيز قدراتها الاستخباراتية والعسكرية، تارة عبر التعاون مع الصين وطورا عبر التنسيق مع روسيا (التي تردد انها اعطتها ضوءا اخضر لانشاء قاعدة بحرية لها في طرطوس السورية) وهما الدولتان الاكثر خصومة مع الولايات المتحدة والغرب ككل، ليس الا لرفع سقفها في اي مفاوضات ستجريها في المستقبل مع الغرب.
فايران - التي وفق توقعات خبراء عسكريين قد تعلن نفسها قوة نووية بحلول نهاية العام الجاري - تريد إفهام خصومها انها قادرة على اشعال المنطقة اذا ارادت، بعضلاتها الذاتية وعبر وسطائها في الشرق الاوسط، وهي تستعد للأسوأ، بدليل توسيع ترسانتها العسكرية عبر قناتَي بكين وموسكو، غير ان اتفاقا عادلا بين ايران والاميركيين، وتقاسما للحصص بينهما، في المنطقة، يكون مرضيا للجمهورية الاسلامية، كفيل بجعلها ترتدع عن استخدام كل هذه القدرات التي تمتلك... هذه هي رسالة ايران الى الغرب، من خلال ما تقوم به اليوم مع روسيا والصين.. والاميركيون على بيّنة من هذه "التكتيك"، تختم المصادر.