Aug 19, 2024 4:52 PM
خاص

السعودية في لبنان إنسانيا وخارجه سياسياً حتى يصبح القرار لبنانيا!

جوانا فرحات

المركزية – يبدو مستغرباً السؤال لدى المطلعين على الدور السعودي اليوم من الأزمات والحروب الحاصلة في المنطقة في غير مكانه، لا بل أنه يستفز البعض خصوصا نتيجة للدور الإيجابي والفاعل الذي تلعبه على الصعيد الإنساني.

واستطرادا يطلب هذا البعض من المشككين بدور المملكة العربية مما يحصل في المنطقة الإبتعاد عما سماه"نظريات شروط العودة". فالسعودية لم ولن تغيب عن أية بقعة في العالم العربي والإسلامي وكل علاقاتها تقوم على قاعدة التراضي. من هنا يصح السؤال متى تعود دولة لبنان إلى المملكة العربية السعودية وليس العكس.

ثمة من يرد أسباب "أفول" الدور السعودي في لبنان إلى غياب "المرجعية السنية" وتشتت القاعدة إلى مجموعات. ويستند هذا التحليل إلى الدور الفاعل الذي قامت به المملكة عام 2017 في عهد الرئيس سعد الحريري حيث تم توقيع 17 إتفاقية ومذكرة تفاهم تقنية في مجالات عديدة وكانت جاهزة للتوقيع، إلا أن "مناصري" سوريا وإيران وضعوا كل العراقيل مما حال دون التوقيع والبدء بتنفيذها والإفادة منها.

على الصعيد الإقتصادي أيضا أقفلت السعودية البوابة أمام الصادرات اللبنانية، بعدما تم تحويلها إلى شحنات من الكبتاغون والمتضرر الأول كان المزارع اللبناني والتاجر ثانيا.

أما على الصعيد السياسي فحدث من دون حرج. اذ فيما كانت المملكة العربية السعودية تشن معركة مفصلية دفاعاً عن الدولة اليمنية ودفاعاً والعروبة ضد المليشيا الحوثية في اليمن، عمل حزب الله على تسخير قدراته الأمنية والعسكرية والمالية والسياسية والإعلامية ضد المملكة وضد الخليج وضد اليمن، فكان من الطبيعي أن تأخذ المملكة موقفاً سلبياً من أي حكومة تتمثل فيها "المليشيات". إن مشاركة لبنانيين في مقاتلة الشرعية اليمنية من جهة، واستهداف الأعيان المدنية السعودية من جهة أخرى دون اتخاذ أي خطوات تغير من مشهد الانحياز للمليشيا الحوثية، سيؤثر سلباً في العلاقات السعودية اللبنانية، فهل هذا ذنب السعودية أم ذنب لبنان؟.

قد لا تنتهي لائحة المساعدات التي قدمتها المملكة منذ انتهاء الحرب اللبنانية حتى اليوم ولعل الإنجاز الأهم كان اتفاق الطائف. لكن حان الوقت ليساعد اللبنانيون أنفسهم يقول النائب بلال الحشيمي لـ"المركزية" "المملكة العربية السعودية لم تتخلَ يوما عن لبنان وهي مستعدة لمد يد العون للدولة اللبنانية شرط أن تكون هناك دولة ونظام ومؤسسات .دولة تحترم  الأشقاء ،خالية من الفساد. أما أن تستمر في المساعدة كما كان الحال منذ حوالى 5 أعوام فذلك لم يعد قائما".

هذا على مستوى الدولة. "أما إنسانيا فالمملكة لم تتوقف عن المساعدة وآخرها توقيع مذكرة تعاون مشتركة بين "مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية" و"الهيئة العليا للإغاثة" في لبنان لتنفيذ 28 مشروعاً في المناطق اللبنانية موّلتها المملكة العربية السعودية بقيمة 10 ملايين دولار، وذلك استمرارا لمسيرة التضامن التي تنتهجها المملكة تجاه الشعب اللبناني".

المسؤولية تقع على اللبنانيين أولا وليس على الدول التي لم تتأخر يوما عن مساعدة لبنان ومن بينها السعودية. ويضيف الحشيمي "السؤال الأهم من أوصل لبنان إلى الخراب ولماذا لم يحصل أي تقدم على مستوى معالجة الفساد ووقف التهريب على الحدود وانتخاب رئيس للجمهورية؟ قبل أن نسأل عن المملكة أو سواها علينا أن نساعد أنفسنا ونبدأ بالإصلاحات.

أما إذا استمر الوضع على حاله والقرار اللبناني مرتهن لإيران فالبلد سيبقى مجرد صندوق بريد لإيصال الرسائل ومطلق أي دولة لن تقوم بأي خطوة تجاه لبنان على المستوى السياسي إلا إذا لمست أن القرار لبناني والنية للإصلاح موجودة".

بالتوازي ينفي الحشيمي ما يتردد عن غياب للدور السعودي نتيجة غياب مرجعية سنية ."هناك مجموعات وتعاون في ما بينها وما يهم المملكة هو كيفية معالجة اللبناني وتكتفي برسم خارطة طريق لانتخاب رئيس للجمهورية إستنادا إلى مواصفات معينة لكن لا أحد يلتزم بها لأن البلد مرتهن لإيران عبر حزب الله وأتباعه. أضف إلى ذلك عدم وجود خطة واضحة لدى المعارضة لترجمة المواقف إلى أفعال. ويسألون بعد أين المملكة العربية السعودية؟ المملكة حاضرة إنسانيا ومستعدة للعودة إلى لبنان شرط أن تكون هناك نية لدى اللبنانيين".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o