عن الرابح والخاسر في الحرب وما حققق "طوفان الاقصى"
نجوى ابي حيدر
المركزية- في حسابات الارقام والاعداد وفي ميزان الربح والخسارة لما انتجته وخلّفته عملية عناقيد الغضب منذ 7 تشرين الاول 2023 حتى الساعة ، لا بدّ من الاقرار ان الكفة الراجحة بقوة هي لمصلحة اسرائيل من دون ادنى شك. قبل هذا التاريخ كانت غزة تعيش بسلام نسبي مبانيها قائمة اهلها يعملون، اطفالها يذهبون الى المدارس،مستشفيات تطبب، دورة حياة طبيعية، لا حرب ولا عمليات عسكرية ولا احتلال.
تسعة أشهر مرت على العملية التي هلل لها محور المقاومة والممانعة بعدما أعاد نسج علاقات مع حماس كانت انقطعت لمدة طويلة ،على خلفية اكثر من اعتبار، فاحتفل بالانتصار المجيد المتمثل بأسر جنود اسرائيليين وسياح اجانب لا يتخطى عددهم المئتين واثنين واربعين، اطلق سراح 105 منهم في عملية التبادل خلال الهدنة التي بدأت في 24 تشرين الثاني لمدة 4 أيام وتم تمديدها يومين إضافيين. وتم إطلاق 4 من الأسرى قبل ذلك واستعادة جثث 12 اسيرا ، ليصبح عدد الأسرى الإسرائيليين في حوزة المقاومة الفلسطينية اليوم 115 وفق الإعلام الإسرائيلي، بعد إعلان الجيش تحرير أربعة رهائن أحياء في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، نحو 95 منهم من الضباط والجنود.
اما الاسرى الفلسطينيين الذين اعلن رئيس المكتب السياسي لحماس يحيى السنوار انه سينظف السجون، في اعقاب عملية طوفان الاقصى، بمعنى ان يحررهم، فزاد عددهم بعدما اضيف اليهم نحو 8900 معتقل جديد.
عدد القتلى الاسرائيليين لم يتعد الثلاثة الاف، فيما بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين 40 الفا حتى يوم امس وفق وزارة الصحة الفلسطينية ونحو مئة الف جريح.
مقابل تهجير عدد من السكان الاسرائيليين في الشمال بفعل المواجهات العسكرية مع جبهة جنوب لبنان لاسناد غزة التي فتحها حزب الله في 8 تشرين الاول، دُمر جنوب لبنان لا سيما قراه الحدودية وما زال، اما غزة فسويت بالارض ولم يبق من مكان آمن، حتى المستشفيات استهدفها الاجرام الاسرائيلي ونفذ المجازر فيها.
في المفاوضات الدائرة في الدوحة راهنا، والتي يقر الجميع بأنها تشكل الفرصة الاخيرة، تفاوض حماس حول وقف اطلاق النار والانسحاب الاسرائيلي الكامل من القطاع، ما يعني عمليا اعادة الوضع الى ما كان عليه قبل 7 تشرين.
تبعا لذلك، تسأل مصادر سياسية معارضة عبر "المركزية" ماذا حققت عملية طوفان الاقصى للفلسطينيين؟ وماذا حققت جبهة الاسناد والاشغال في جنوب لبنان لأهل غزة؟ وماذا حقق حزب الله للبنان من خلالها غير تدمير الجنوب وضرب الاقتصاد والموسم السياحي و"تهشيل" السياح والمغتربين وسقوط نحو 500 شهيد بين عناصر الحزب والمدنيين وعشرات الجرحى؟ وماذا وماذا وماذا...اسئلة كثيرة تتدافع ويطرحها اللبنانيون القلقون على المصير لا تلقى الا جوابا واحدا: حزب الله يرهن لبنان وجنوبه لمصلحة ايران ومفاوضاتها مع الولايات المتحدة الاميركية، ونقطة عالسطر.
وتضيف: واشنطن وطهران تخوضان حرباً بواسطة لبنان والقضية الفلسطينية، وقودها سكان الجنوب اللبناني وأهل غزة ، وعبرها يجري الرئيس الاميركي جو بايدن حسابات انتخابية لحزبه، فيما تتقاطع في مكان ما مصالح الاسرائيلي والايراني، فيدفع اللبنانيون دما ودمارا وانهيارا ثمن التقاطع وتقبض ايران في السياسة. والسؤال يطرح نفسه ويتكرر: حتى متى ستبقى شريحة من اللبنانيين مقتنعة بتقديم ابنائها ذبائح على مذابح المصالح الاقليمية فيما الوطن يشارف على الزوال بفعل اقتناعها هذا؟ تختم المصادر.