أجندة التحرك الخماسي تَعِد بانتخاب رئيس ولا تُقارِب الأسماء
في وقت يطغى حراك سفراء اللجنة الخماسية في بيروت على ما عداه، بدا هذا التطور منطلقا للقرار الذي سينتج عن اللجنة، حيث باتت الأنظار مشدودة اليها والى الدور الذي يضطلع به السفير السعودي وليد بخاري، إذ يذكّر من خلال حراكه وعمل "الخماسية" بما كان يحصل في حقبة الثمانينات عبر الدور المحوري لعميد وزراء الخارجية في العالم الأمير سعود الفيصل، وصولاً إلى اللجنة الثلاثية والمبعوث العربي الشهير الأخضر الإبراهيمي، ما أنتج حينذاك إتفاق الطائف.
والسؤال: هل الحراك من خلال لقاءات السفراء وجولاتهم وما سيصدر عن ممثلي "الخماسية"، سيفضي إلى انتخاب رئيس للبنان وتشكيل حكومة وإخراج البلد من أزماته ومعضلاته، أم أن المسألة دونها صعوبات وعقبات كثيرة، لاسيما ان لبنان مثقل بأزماته والحرب في الجنوب عمّقت جروحه؟
في السياق، يكشف مصدر ديبلوماسي خليجي بارز لـ"النهار"، أن اللجنة الخماسية تتجه نحو الحسم والحزم ودورها في هذه المرحلة مفصلي، والأوضاع تجري على ما يرام، وخلافاً لما يقال ليس ثمة خلافات أو تباينات، فالأمور تم التوافق عليها في الآونة الأخيرة حيال بعض المسائل الطفيفة.
وهذا الحراك انطلق تحضيراً لبيان سيصدر عن "الخماسية" في وقت ليس ببعيد بعد انتهاء اللقاءات مع المرجعيات السياسية في لبنان، ومن ثم اللقاء الذي سيُعقد في باريس أو الرياض على الأغلب، بمشاركة الموفد الرئاسي الفرنسي جان - إيف لودريان والمستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا وإلى جانبه السفير بخاري.
ويختم المصدر الديبلوماسي قائلاً: "نحن نتجه لانتخاب رئيس ولو أننا لن نحدد الوقت، وليس من أسماء مطروحة إنما المعطيات تؤشر إلى هذا المنحى تجنباً لعدم وقوع لبنان في أزمات أخطر بكثير، وتحديداً أمنياً واقتصادياً، ونحرص على عدم انزلاقه الى أي أزمة إضافية".
وتشير مصادر سياسية مطلعة لـ"النهار"، إلى أن البحث في "الخماسية" يدور الآن حول عناوين أساسية وخطوط متوازية لأجل بلوغ الهدف المنشود لانتخاب رئيس للجمهورية، ولاسيما المساعي الجارية على أعلى المستويات العربية والإقليمية والدولية لفصل ملف لبنان عن غزة أقله رئاسياً، لأن المعارك في غزة وربطها بالجنوب تؤثر على المسارات السياسية والدستورية في لبنان. وربطاً بذلك ثمة أجواء تشي بأن الملف الرئاسي سيكون مغايراً للملفات الأخرى الميدانية والعسكرية وكل ما يرتبط بالحرب، والأمور قطعت شوطاً متقدماً في هذا الإطار من خلال التواصل الدولي والإقليمي، وتحديداً بين "الخماسية" وإيران، في وقت ثمة قرار كبير اتخذته الولايات المتحدة من أجل سير "الخماسية" بخطى ثابتة من دون عوائق أو خلافات تحول دون انتخاب الرئيس.
وتضيف المصادر أن حراك السفير بخاري حيال المرجعيات السياسية والروحية يتضمن عناوين أساسية أبرزها التأكيد لمن يلتقيهم أن المملكة العربية السعودية لن تتخلى يوماً عن لبنان، فكيف في هذه الظروف الصعبة وهي قلقة ولديها هواجس كثيرة على أوضاعه، لذا تسعى لانتخاب رئيس بالتكافل والتضامن مع سائر مكونات اللجنة الخماسية، إضافة الى تشديد بخاري على أن الرياض لم تعلن من الأساس أن هذا مرشحها أو أن هذا تدعمه، بل منذ الإنطلاقة الأولى أكدت أهمية المواصفات والمقاربات، وهو ما يُبحث اليوم في اللجنة من دون الغوص في الأسماء، وبالتالي هناك حرص مشترك من سائر مكونات اللجنة على ألا يتم تجاوز لبنان في الإستحقاق الذي يعنيه، وعلى اللبنانيين أن يساعدوا أنفسهم، ودور اللجنة مسهل في ظل ما يجري في المنطقة ودولياً، إضافة إلى الخلافات بين المكونات المحلية، ما يعني أنها عنصر داعم وضاغط على الجميع لينتخبوا رئيسا ويشكلوا حكومة ويدخلوا في الإصلاحات المالية والبنيوية، وعندها نحن الى جانبهم في السعودية وسائر الدول المانحة.
وتلفت المصادر إلى أجندة تم وضعها بين سفراء "الخماسية"، تلحظ أولاً مواصلة المشاورات والإتصالات واللقاءات التي يقوم بها سفراء الدول المشاركة سواسية، وبالتالي أزيل ما يسمى التباينات الطفيفة ولا ملف عالقا في ما بينهم، بل الحرص المشترك على مواصلة البحث العميق ومن ثم تهيئة المناخات لانتخاب الرئيس من خلال المقاربات والمواصفات والضمانات، لتتوّج بلقاء قد يعقد في باريس أو الرياض على الأرجح، وعندها تُرفع توصية من السفراء أنفسهم الى حكوماتهم على أن يأتي الوفد إلى بيروت، ومن ثم يحضّر لمؤتمر صحافي أو بيان، أي الورقة النهائية، من دون تحديد مواعيد ومواقيت لانتهاء دور اللجنة، حيث الأمور تسير بخطى ثابتة والجدية هي عنوان المرحلة، وفي الحصيلة، ثمة إجماع على انتخاب الرئيس في أقرب وقت ممكن.
وجدي العريضي - النهار