دخول الحكومة على خط التمديد يشعل سجالا بين السراي ومعراب
القوات: هل يدري ميقاتي ما هو فاعله؟...ومكتبه:ابتعدوا عن الاعتبارات الشخصية
كولونا في بيروت الجمعة... والوضع الجنوبي على حاله
المركزية- لا يقارب المسؤولون في الدولة اللبنانية المخاطر المحدقة بالبلاد بمستوى المسؤولية المفترض انها منوطة بهم، لا بل هم بعيدون عنها بُعد مصالحهم الشخصية عن مصلحة الوطن. سيناريوهات تُنسج في الغرف المغلقة لنسف أسس الدولة وركنها الامني والاطاحة بقائد الجيش الذي اثبت أهليته للثقة، في وقت تنهال التحذيرات الدولية من كل حدب وصوب حول احتمال توسع رقعة الحرب الى لبنان بكامله ، وآخرها صدر اليوم على لسان المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي الذي اعلن "اننا قلقون للغاية بشأن اتساع الصراع ولا نريد أن نرى جبهة ثانية في الشمال بين إسرائيل ولبنان. وأوضحنا لشركائنا علنا وسرا بما في ذلك إيران أننا لا نريد أن نرى صراعا إضافيا في المنطقة".
واذا صح ما اعتبرته معراب "مؤامرة" تحاك بين عين التينة والسراي لقطع طريق تأجيل تسريح القائد جوزف عون ، وتبدو المقولة قريبة من الصحة، اذ "شو عدا ما بدا" حتى يتم في هذا التوقيت بالذات، بعد تحديد موعد الجلسة التشريعية التي ستناقش اقتراحات قوانين معجلة للتمديد للقائد، حتى يهب مجلس الوزراء لعرض اقتراح التمديد وقد مضى اكثر من شهرعلى الملف ولم يدعُ الرئيس نجيب ميقاتي الى جلسة حكومية، وهو العالم ان التمديد في الحكومة من دون توقيع وزير الدفاع موريس سليم قابل للطعن ،وقبول الطعن شبه حتمي؟
القوات تستغرب: الخطوة هذه اثارت جدلا سياسيا واسعا، اذ تخشى المعارضة ان يكون التمديد عبر مجلس الوزراء، فخاً لابطاله لاحقا عبر مجلس شورى الدولة بطعن برتقالي.وفي السياق، استغربت "القوات اللبنانية" "أشدّ الاستغراب دعوة الرئيس نجيب ميقاتي إلى جلسة لمجلس الوزراء ظاهريًّا للتمديد للعماد جوزف عون ولكن فعليًّا لقطع الطريق على هذا التمديد، ذلك أنّ التمديد في مجلس الوزراء يتطلّب توقيع وزير الدفاع، والأخير كما هو معلوم ليس بهذا الوارد، وبالتالي سيقدم مجلس الوزراء على خطوة غير قانونية الهدف منها فقط قطع الطريق على التمديد الفعلي في مجلس النواب بعد أن تحدّدت جلسة، بعد طول انتظار يوم الخميس، لهذا الغرض. وتابعت في بيان صادر عن دائرة الاعلام في الحزب: لقد كان للرئيس ميقاتي الوقت الكافي في الأشهر الماضية، حيث كان الموضوع مطروحًا وبقوة لترتيب تمديد قانوني لقائد الجيش في مجلس الوزراء، ولكنه لم يتمكن من ذلك، فكيف نفسِّر إقدامه في هذه اللحظة بالذات وبعد أن طرح موضوع التمديد في المجلس النيابي، كيف نفسِّر دعوته إلى تمديد غير قانوني لقائد الجيش في مجلس الوزراء يُطعن به في سهولة قصوى ويُبطَل في سهولة قصوى، فنكون قد أدخلنا المؤسسة العسكرية في فراغ وفوضى كبيرين، ونكون قد أدخلنا البلاد في فوضى أكبر وأخطر، ونكون قد كشفنا لبنان كليًّا أمام المخاطر المحدقة به في الوقت الحاضر. فهل يدري الرئيس ميقاتي ما هو فاعله؟
ميقاتي يرد: على الاثر، صدر عن المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي الاتي: إن دولة الرئيس يستغرب أشد الاستغراب الموقف الذي أصدرته "القوات اللبنانية" وإفترضت فيه ان دولته"سيدعو الى جلسة لمجلس الوزراء لقطع الطريق على التمديد لقائد الجيش".
ويعتبر دولته، أن الدعوة الى مجلس الوزراء، في حال حصلت، هي من أجل تأخير تسريح قائد الجيش ستة أشهر، في حين أن الاقتراح المقدم من قبل "القوات" الى مجلس النواب ينص على تأخير سن التقاعد سنة كاملة.والامران لا يتعارضان مع بعضهما البعض.
ويذّكر دولته، ان عضو كتلة نواب القوات الاستاذ غسان حاصباني كان من ضمن نواب المعارضة الذين طلبوا من دولة الرئيس تأخير التسريح عندما زاروه الشهر الفائت.
إن دولة الرئيس،يدرك تماما ما هو فاعله، لمصلحة الوطن وصون المؤسسة العسكرية، وعلى الاطراف السياسية كافة، ومن بينها "القوات اللبنانية" أن تدرك جيدا ما تفعله، وأن تتعاون في ما بينها لاقرار القوانين التي تحصّن البلد في هذه المرحلة الحساسة، بعيدا عن الحسابات والاعتبارات الشخصية.
ملاحظات: بعد رد ميقاتي، صدر عن الدائرة الإعلامية في "القوات"، بيان ثان جاء فيه:
انطلاقا مما أورده بيان المكتب الإعلامي للرئيس ميقاتي، نسجِّل الملاحظات الآتية:
أولًا، عندما التقت المعارضة بالرئيس ميقاتي وكان من ضمنها دولة الرئيس غسان حاصباني كان الهدف من اللقاء الطلب من رئيس الحكومة تأجيل التسريح بشكل قانوني وجدي وفعلي، وليس تأجيلا ظاهريًّا وشكليًّا يُطعن فيه بسهولة قصوى ويُقبل بالطعن بصورة فورية. ثانيًا، طلب المعارضة من الرئيس ميقاتي تأجيل التسريح حصل منذ أسابيع، ولو أقدم على خطوته بشكل قانوني لكان قطع الطريق على الطعن، ولكن الأهم كان هناك فرصة أمام مجلس النواب ليتحمّل مسؤوليته على هذا المستوى في حال قبول الطعن بتأجيل التسريح، أما وأن الرئيس ميقاتي انتظر تحديد الجلسة التشريعيّة لدعوة الحكومة إلى التمديد، فالهدف من الدعوة واضح وهو إقفال الباب نهائيًّا أمام التمديد حكوميًّا بالطعن وتشريعيًّا بعدما تكون قد أخذت الحكومة عن مجلس النواب مهمة التمديد. ثالثًا، أي دعوة حكوميّة لتأجيل التسريح اليوم تعني بشكل واضح تضييع وتطيير فرصة التمديد في مجلس النواب، وفي الوقت نفسه إبطال التمديد في الحكومة. رابعًا، الطريقة الوحيدة المتبقية هي ترك مجلس النواب ليقرّ قانون السنّ الحكمي للتقاعد، وما هو خلاف ذلك خطة مدبّرة ومكشوفة ويتحمّل مَن يعبث بالاستقرار مسؤوليّة إسقاط التمديد.
ندرس بجدية: وقبيل الجلسة التشريعية، كتب النائب وضاح الصادق على منصة "إكس": "أؤكد على موقفي الأساسي بأن مجلس النواب هو اليوم هيئة ناخبة وأرفض بشكل قاطع التعاطي مع الأمور كما لو كانت عادية في ظل شغور رئاسي. كنائب عن شعب يعاني بسبب الاهمال المقصود للسلطة، أرفض استغلال موقفنا من التشريع في غياب رئيس للجمهورية لمواصلة تدمير ما تبقى من البلد وإقرارا قوانين أساسية تحدد مصيره. الدستور وضع لخدمة الشعب وتنظيم حياته وبعد سنة من تجميد العمل المؤسساتي عمداً، هناك حاجات ماسة مثل الحفاظ على الأمن من خلال التمديد لقائد الجيش وصولاً إلى قوانين مفصلية لا يجب تركها بين أيدي من يحاول متابعة التخريب. من هذا المنطلق ندرس بجدية ودقة حضور الجلسة التشريعية يوم الخميس كوننا نضع مصلحة اللبنانيين فوق كل اعتبار".
الفراغ غير مقبول: من جانبه، شدد عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب بلال عبدالله على "وجوب توافق الجميع على أن الفراغ في المؤسسة الأمنية غير مقبول، خصوصا في هذه الظروف، فنحن في حالة حرب مع العدو الإسرائيلي". وقال في حديث اذاعي "أعتقد أن الجميع ينتظرون الجلسة النيابية الخميس ووفق نتائجها يبنى على الشيء مقتضاه، وإذا تمكن المجلس النيابي من التمديد للأجهزة الأمنية وليس فقط لقائد الجيش، فنكون قد قطعنا شوطا في هذا الاتجاه، أما إذا تعثر الملف في المجلس النيابي، فعندها يعود الحديث عن أن تكون الحكومة المكان المناسب لحل هذا الملف".
اللجان: واستعدادا للتشريع، اجتمعت اليوم اللجان المشتركة في ساحة النجمة وقال نائب رئيس المجلس النيابي النائب الياس بو صعب بعد الاجتماع: الظروف لا تسمح بالمماطلة بحقوق أساتذة التعليم الخاص المُتقاعدين الذين يحصلون على 30 دولاراً فقط لذا صوّتنا اليوم على قانون يتعلّق بهم والجلسة مُثمرة والقوانين ستُدرج على جدول أعمال جلسة الخميس. اضاف: أقرينا 300 مليون دولار لشبكة أمان وتمويلها سيُدرج على جلسة الخميس والتشريع في المجلس النيابي يجب أن يكون هدفه المشروع الانساني.
كولونا: وسط هذه الاجواء الضاغطة سياسيا وعسكريا، افيد ان وزيرة خارجية فرنسا كاترين كولونا ستصل الى لبنان يوم الجمعة مساء على أن تزور الكتيبة الفرنسية في قوات اليونيفيل في الناقورة يوم السبت ولا جدولة بعد لاي لقاء رسمي لكولونا التي ستغادر بيروت السبت مساء.
قصف متبادل: ميدانيا، قصف الجيش الإسرائيلي قبل الظهر مواقع في جنوبي لبنان، وذلك رداً على استهداف حزب الله لموقع "المالكية" على الحدود. وطال القصف المدفعي الاسرائيلي أطراف بلدة عيترون. كما أشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن الدفاعات الجوية اعترضت صواريخ أطلقت من لبنان باتجاه موقع عسكري في المالكية. وكانت "المقاومة الإسلامية" اشارت في بيان، أن "دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وإسنادًا لمقاومته الباسلة والشريفة، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة 10:00 من صباح يوم الثلثاء 12-12-2023 موقع المالكية بالأسلحة المناسبة، وتمّت إصابته إصابة مباشرة". ايضا، استهدف حزب الله "نقاط انتشار جنود العدو في محيط موقع جل العلام بالأسلحة المناسبة وتمّ تحقيق إصابات مباشرة". واستهدف ايضا "مرابض مدفعية العدو في خربة ماعر وحقق إصابات مباشرة"، وكذلك "موقع حدب يارون وتمت إصابته مباشرة". واستهدفت مسيرتان مناطق خالية ما بين بيت ليف ورامية. وطال القصف المدفعي محيط بلدة الناقورة وجبل اللبونة وعلما الشعب. وسقط صاروخ في مدرسة ياطر الرسمية، حيث أصاب سيارة مديرة المدرسة بعد ترجلها منها بدقائق، وشاءت العناية الإلهية الا ينفجر، واقتصرت الأضرار على الماديات.
توضيح الملابسات: في الغضون، دعت وزارة الخارجية الفرنسية إلى "توضيح كل ملابسات" الضربة التي أدّت إلى استشهاد صحافي في وكالة رويترز وإصابة آخرين بينهم مصوران لوكالة فرانس برس في جنوب لبنان في 13 تشرين الأول. وقالت الخارجية الفرنسية في بيان: "تذكّر فرنسا بضرورة احترام القانون الدولي الإنساني وهو التزام دولي وأخلاقي (يشمل) حماية المدنيين لا سيّما الصحافيين الذين يجب أن يتمكنوا من مزاولة مهنتهم بحرية وأمان تامّ".
بري لانتخاب رئيس: في المواقف، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري ان ما من مرحلة من المراحل التاريخية التي مرت على لبنان تشبه المرحلة الخطرة التي يعيشها وطننا لبنان وتحدق به على أكثر من صعيد سواء على مستوى الفراغ في رئاسة الجمهورية والأزمة الإقتصادية وتفاقم أزمة النزوح السوري يضاف اليها العدوان الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة وإستهداف الاحياء السكنية للقرى والبلدات الحدودية اللبنانية الجنوبية واستهداف المدنيين والإعلاميين على النحو الذي تقوم به اسرائيل مع سبق الإصرار والترصد وآخرها ما حصل أمس في بلدة الطيبه وأدى الى إستشهاد مختار البلدة، وما حصل اليوم صباحاً في بلدة ياطر واستهداف المدرسة الرسمية هناك . أضاف بري: "ليس هناك من ظرف كالظرف الذي نمر به يفرض ويلزم الجميع تحمل المسؤولية الوطنية والمسارعة من أجل إنتخاب رئيس للجمهورية كمدخل أساسي ومحوري لإنتظام عمل المؤسسات" . كلام ومواقف الرئيس بري جاءت خلال إستقباله نقيب المحامين في بيروت فادي المصري على رأس وفد.