ايام حاسمة بين الانفجار والتسوية وضغوط لمنع الحرب الشاملة
اسرائيل تخرق قواعد الاشتباك جنوبا...استهداف شمال الليطاني
واشنطن لرعاياها في لبنان: غادروا فورا...ايران: لا لربط الهجمات بنا
المركزية- هي مسألة ايام قليلة جدا سيتظهر خلالها مصير غزة والمنطقة. فما شهدته الساعات الاخيرة من تسخين على الجبهات وقصف اسرائيلي عنيف على مناطق متفرقة من قطاع غزة جواً وبراً، مع استمرار العملية البرية العسكرية التي انطلقت مساء أمس من 3 محاور، جعل السباق محموماً بين الجهود المكثفة المبذولة على خط وقف اطلاق النار تمهيدا للتفاوض حول الاسرى لدى حماس وارساء التسوية، وبين الانفجار الكبير الذي سيطيح بالمفاوضات الجارية بين قطر وعمان وبالتنسيق الاميركي-الايراني المتقاطع على نقطة عدم الرغبة بالانزلاق الى الحرب الشاملة.
وفي اسبوع الحسم ايضا، بدا لبنان في اعلى درجات التوتر والاستنفار تحسباً لزجه في الصراع، على رغم الضغوط الدولية والداخلية الممارسَة من اكثر من طرف لابقائه في منأى عنه، ولحزب الله خططته في هذا السياق، وسط معلومات عن امكان فتح جبهة الجولان بدلا من لبنان.
خروج عن القواعد: وفي اليوم الحادي والعشرين على انطلاق المواجهات، خرقت القوات الإسرائيلية، قواعد الإشتباك بطائرة مسيّرة استهدفت بثلاثة صواريخ موقعاً في جبل صافي، شمال نهر الليطاني، وبعمق حوالى 20 كلم خط نار عن الشريط الحدودي، بعدما انحصرت المواجهات سابقا ضمن نطاق 5 كلم، وهي المرة الثانية منذ بدء المواجهات تلجأ فيها اسرائيل إلى استهداف مناطق بهذا العمق، بعدما استهدفت سابقا منطقة "بركة الجبور" في جبل الريحان.وفيما واصلت المسيّرات الإسرائيلية تحليقها، أطلق حزب الله صاروخ أرض جو باتجاه إحدى المسيرات لكنه لم ينجح بإصابتها وإسقاطها فتم اسقاطه بصاروخ أطلق من القبة الحديدية في الجليل الاعلى.وبعد الظهر تعرضت أطراف الناقورة - منطقة جل العلام للقصف، وأطلق الجيش الاسرائيلي أكثر من 20 قذيفة حارقة على خراج اللبونة في الناقورة. وسقطت قذيفة 155 ملم اسرائيلية في باحة منزل في بلدة الناقورة من دون أن تنفجر. كذلك تعرضت أطراف بلدة علما الشعب في القطاع الغربي الى قصف مدفعي إسرائيلي بالقذائف الفوسفورية ما تسبب باندلاع حرائق. وتم استهداف فرق الإطفاء في الدفاع المدني التابع لجمعية كشافة الرسالة الإسلامية في علما الشعب من قبل الجيش الاسرائيلي بـ 7 قذائف مباشرة ما اضطرهم للانسحاب. كما نفذت مسيرة اسرائيلية ٣ غارات استهدفت تلة الاميركان ومنطقة مفتوحة في جبل صافي في منطقة اقليم التفاح. وسجل تحليق كثيف للطيران التجسسي فوق المنطقة منذ الصباح وعلى علو متوسط.
وأفاد المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، في منشور على حسابه عبر منصة "إكس" ان طائرة مسيرة لجيش الدفاع أغارت على خلية مخربين كانت تحاول اطلاق قذائف مضادة للدروع من لبنان نحو الاراضي الاسرائيلية في منطقة بلدة حانيتا".
"غادروا الآن": ومع ارتفاع وتيرة التصعيد في الميدان، أوصت وزارة الخارجية الأميركية المواطنين الأميركيين، في لبنان، بالمغادرة، الآن، بينما تظل الرحلات الجوية التجارية متاحة، وذلك بسبب الوضع الأمنيّ الذي لا يمكن التنبؤ به.وقالت السفارة الأميركية، في بيروت، عبر منصة "اكس": "ليس هناك ما يضمن أنّ الحكومة الأميركية ستقوم بإجلاء المواطنين الأميركيين وأفراد أسرهم، في حالة الأزمات".
السفارة الكندية تنفي: في المقابل، نفت السفارة الكندية في لبنان معلومات تحدثت عن أن طائرة عسكرية كندية حطت في مطار بيروت ليل أمس لإجلاء رعايا كنديين وعلى متنها عناصر أمنية غادروا المطار بعد وسم جوازاتهم،وأن الطائرة غادرت بعد أن أفرغت ذخيرة وأسلحة مخصصة لأمن السفارة.
اتصالات لوقف العدوان: اما في السياسة ومواكبة للتصعيد الامني، استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في دار الفتوى وعقد خلوة قبيل انضمام رئيس الحكومة الى جلسة المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، وتناول البحث مختلف القضايا على الساحة اللبنانية والعربية، وخصوصا العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة والجنوب اللبناني، واكد الرئيس ميقاتي أن الحكومة تقوم بالاتصالات والمساعي والجهود الدبلوماسية والسياسية عربيا ودوليا لوقف العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان وغزة، وشدد على أن الحكومة لديها خطة طوارئ لاحتواء تداعيات ما يمكن أن يحدث نتيجة العدوان المستمرعلى الأشقاء الفلسطينيين. وابدى المفتي دريان حرصه على دعم ومؤازرة الحكومة في عملها الوطني الجامع، رغم العقبات والتحديات التي تعانيها بسبب ما يمر به لبنان من أزمات متلاحقة، وثمن الجهود والمساعي والاتصالات التي يقوم بها الرئيس ميقاتي في هذا الصدد. واعرب عن أمله في أن تنجح الضغوط التي تمارس على العدو الإسرائيلي في وقف الجرائم والعقاب الجماعي على غزة والانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للأراضي اللبنانية.
اميركا قلقة: من جهته، أكد عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق، أن "المقاومة في الجنوب تحمي أهلها وتنتصر لغزة بأقدس دمائها، وهي فرضت معركة على امتداد الحدود، واستنزافاً حقيقياً على جيش العدو، اضطر من خلاله لإغلاق المواقع والمستوطنات وإبقاء كل شمال فلسطين المحتلة في حالة قلق وخوف فضلاً عن لجوء المستوطنين إلى الملاجئ".وشدد قاووق خلال مشاركته في الاحتفال التكريمي الذي أقامه الحزب لشهدائه على طريق القدس طه عباس، حسام إبراهيم وعلي مرمر، في حسينية بلدة عيترون الجنوبية، على أن "عمليات المقاومة في الجنوب حققت معادلات وإنجازات جديدة ومؤثرة، والمقاومة لا تزال في الميدان تراقب العدوان على غزة، وقد استعدت لكل الاحتمالات، وأعدت كل المفاجآت، وهي تبقى على عهدها وعلى وصية سيد شهداء المقاومة"، لافتا الى أن "أميركا قلقة من نوايا وقرار حزب الله، وهذا خبر جيد ويفرحنا، والمطلوب ألا تطمئن أميركا لموقف حزب الله، وكلما كان القلق الأميركي أكبر، كان تأثير المقاومة في المعادلة أشد وأقوى، فنحن لا نريد أن نطمئنهم، والمطلوب أن يزداد قلقهم، وفخر وشرف عظيم لحزب الله أن يكون على امتداد هذا العالم مصدر القلق الأول للشيطان الأكبر الأميركي والشيطان الأصغر الإسرائيلي".
المطار يعمل طبيعيا: لفت مدير عام الطيران المدني بالوكالة فادي الحسن، إلى أن "التعميم الذي أصدرناه أمس وعمّمناه أتى استكمالاً لخطة الطوارئ التي تحدثنا بها منذ أسبوعين والمطار لا يزال يعمل بشكل طبيعي".وفي حديث لـ"OTV"، أضاف: "حتى اللحظة فقط لوفتانزا والخطوط الجوية السعودية هي التي علقت رحلاتها من وإلى المطار أما بقية الشركات فلا تزال تعمل بشكل طبيعي". وتابع: "عدد الركّاب يصل يوميا الى 4 أو 5 الاف فيما المغادرة بين 6 أو 7 وهذه الأرقام منطقية جداً في ظل الظروف الراهنة".
اهداف تحت الارض: في الميدان الغزاوي، وبعد الغارات العنيفة التي شهدها قطاع غزة ليلا، كشف الجيش الإسرائيلي بعض التفاصيل عن العملية الموسعة التي نفذها، وشاركت فيها 100 طائرة، ناشراً مقاطع مصورة منها. وأكد أن قواته التي توغلت ليلاً شمال غزة ووسعت عملياتها، لا تزال في الميدان، بعد أن دخلت من 3 محاور، من بيت لاهيا وبيت حانون وشرق البريج. في حين أعلنت القوات الجوية الإسرائيلية أنها استهدفت الليلة الماضية نحو 150 هدفا تحت الأرض شمال غزة، بينها أنفاق يستعملها مقاتلو حركة حماس.
ايزنهاور في المتوسط: الى ذلك، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية ، ان حاملة الطائرات الأميركية "دوايت آيزنهاور" دخلت اليوم مياه البحر الأبيض المتوسط.
ايران...لا دليل: في المقابل، شدّد وزير الخارجية الإيرانيّ حسين أمير عبد اللهيان، على أنّ "إيران لا تريد اتساع رقعة حرب غزة”، معتبرا أن “ربط أي هجوم في المنطقة بإيران من دون تقديم أي دليل، هو أمر خاطئ".وردًّا على سؤال، في مقابلة على قناة CNN، عن وصف إيران هجوم "حماس" على المدنيين الإسرائيليين بـ"النصر"، قال عبد اللهيان: "دعيني أسأل سؤالًا، هل احتلت إسرائيل فلسطين أم احتل الفلسطينيون إسرائيل؟" وأضاف: "أسألكم تحديدًا، ماذا عن الهجمات المكثفة على غزة وقتل 7 آلاف امرأة وطفل لماذا لا تتحدثون عن الطرفين؟ وجانب الاحتلال؟ نعم نحن لا نوافق على قتل المدنيين".
هدنة إنسانية فورية" في غزة: وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة طالبت بغالبية كبيرة بـ"هدنة إنسانية فورية"، بعيد إعلان الجيش الاسرائيلي "توسيع" عملياته البرّية في قطاع غزة.والقرار غير الملزم الذي انتقدته اسرائيل والولايات المتحدة لعدم إشارته إلى حركة حماس، أيّده على وقع التصفيق 120 عضوا وعارضه 14، فيما امتنع 45 عن التصويت، من أصل 193 عضوا في الجمعية العامة. وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية ، أظهرت هذه النتيجة انقساما في صفوف الدول الغربية، خصوصا الأوروبية، إذ أيدت فرنسا القرار في حين امتنعت ألمانيا وإيطاليا وبريطانيا عن التصويت، وصوتت النمسا والولايات المتحدة ضد القرار.وطلب القرار الذي أعدّه الأردن باسم المجموعة العربية التي تضم 22 بلدا "هدنة إنسانية فورية دائمة ومتواصلة تقود إلى وقف للعمليات العسكرية". وكانت الصيغة السابقة للقرار تطالب بـ"وقف فوري لإطلاق النار".