طوفان الاقصى يباغت اسرائيل ويُغرقها: عملية نوعية لحماس تربك تل ابيب
خشية من تحريك جبهة لبنان.. جعجع يحذر.. والحزب على اتصال مع "المقاومين"
جمود رئاسي وقلق أمني من الوجود السوري.. وسجال عوني – قواتي حول النزوح
المركزية- الغليان يلف لبنان ويزنّره من الشمال والجنوب. فسوريا مشتعلة وعاد التصعيد الى ميدانها في الايام الماضية. أما اليوم، فانفجر الوضع في الاراضي المحتلة مع اطلاق حركة حماس عملية "طوفان الاقصى" النوعية التي باغتت الاسرائيليين وألحقت في بشرهم وحجرهم والعسكر، خسائرَ فادحة معنوية ومادية وبشرية، دافعة السلطات الى موقع الدفاع والى اعلان حال الطوارئ ... والسؤال الذي فرض نفسه سريعا في الداخل كان التالي: هل سيبقى لبنان في منأى عن هذا الغليان كلّه؟ والى اي مدى يمكن ان يصمد من دون رئيس للجمهورية وفي ظل شرخ سياسي عمودي وانهيار اقتصادي مالي مخيف؟ فالنزوح يمزّقه من جهة، وقد بات يتخذ اشكالا امنية، ومن جهة ثانية الخشيةُ كبيرة من ان تقرر بعض الفصائل الفلسطينية او حتى حزب الله، تحريكَ او توتير جبهة الجنوب اللبناني، دعما لـ"حماس".
الحزب يواكب: هيمن "الحدث" الفلسطيني على النشاط السياسي المحلي اليوم. ففي المواقف من "طوفان الاقصى"، كان اول المعلقين حزب الله، الذي ابدى كل استعداده للدعم معلنا انه ينسق مع "المقاومة الفلسطينية"، وذلك بالتزامن مع معلومات عن ارسال الجيش الاسرائيلي تعزيزات واسعة الى الحدود مع لبنان، تحسّباً لأي طارئ. وقال الحزب في بيان "ندعو شعوب أمتنا العربية والاسلامية والاحرار في العالم الى إعلان التأييد والدعم للشعب الفلسطيني وحركات المقاومة التي تؤكد وحدتها الميدانية بالدم والقول والفعل". وأكّد ان "قيادة المقاومة الاسلامية في لبنان تواكب التطورات الهامة على الساحة الفلسطينية عن كثب وتتابع الاوضاع الميدانية بإهتمام بالغ وهي على اتصال مباشر مع قيادة المقاومة الفلسطينية في الداخل والخارج وتجري معها تقييما متواصلا للاحداث وسير العمليات". واعتبر ان العملية "ورسالة الى العالم العربي والاسلامي والمجتمع الدولي بأسره وخاصة أولئك الساعين الى التطبيع مع هذا العدو أن قضية فلسطين قضية حية لا تموت حتى النصر والتحرير".
بوركت السواعد: من جانبه، كتب المرشح الرئاسي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية عبر "اكس": لا بدّ لقوّة الحق أن تنتصر على الظلم مهما طال الزمن. بوركت سواعد المقاومين أصحاب الأرض.
لعدم توريط لبنان: في المقابل، رأى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع عبر "أكس" أن: أهم شيء عدم توريط اللبنانيين بتحمّل ما ليس بطاقتِهم ، بعد كل الأوضاع الصعبة التي يعيشونها.
فرملة الجهود؟: وفي انتظار ما اذا كان الوضع الجنوبي سيبقى هادئا ام سيتجه نحو ما لا تحمد عقباه ونحو ما لا قدرة للبنان المنهار على تحمّله، لا تستبعد مصادر دبلوماسية عبر "المركزية" ان تؤثر هذه التطورات على الجهود الدولية المبذولة لاخراج الاستحقاق الرئاسي من عنق الزجاجة حيث قد تفرملها الى حين اتضاح مسار المشهد الاقليمي، مِن الاراضي المحتلة الى سوريا وصولا الى تركيا والعراق... وقد انكفأت اي حركة ظاهرة على الضفة الرئاسية علما ان الموفد القطري يواصل جولاته على القوى السياسية بعيدا من الاضواء.
التيار قلق: في الاثناء، الامنُ اللبناني في واجهة الاهتمام مع التوترات التي بات يثيرها الوجود السوري، مِن الدورة منذ ايام الى السبتية وساحل المتن مساء امس. وعلى وقع انخراط البلديات في شكل اقوى في عملية تنظيم هذا الوجود، تابعت هيئة قضاء المتن في "التيار الوطني الحر"، "بكثير من القلق الاحداث المتنقلة وما تثيره من ردات فعل قد توصل البلد الى ما لا تحمد عقباه، وفق اجندات اعتاد منفذوها على وضع مصلحة الخارج على حساب المصلحة الوطنية". واعتبرت في بيان أن "الخطر الوجودي الذي يعيشه اللبنانيون اليوم بسبب النزوح السوري ناتج عن: عدم الأخذ بمطالبة التيار بشخص رئيسه النائب جبران باسيل بضبط الحدود والنزوح بدءاً من العام ٢٠١١ واتهامه بالعنصرية وصولا لشعارهم المعروف "نازحين جوا جوا، جبران برا برا. تلكؤ وزراء الشؤون الإجتماعية المتعاقبين من العام ٢٠١١ وحتى ٢٠٢١ عن القيام بواجباتهم تجاه موضوع النزوح. تلكؤ حكومة تصريف الأعمال وبعض الأجهزة الأمنية والعسكرية المسؤولة عن ضبط الحدود عن القيام بواجبها وإطلاق خطة عملية لمعالجة أوضاع النازحين. وشدد على أن "معالجة أزمة النزوح الوجودية لا تكون بخطاب الكراهية والعنف الذي يروجه انصار أحزاب تماهت وتساهلت ورحبت بموضوع النزوح طيلة ١٢ عاما، إنما بتحمل كل فريق مسؤوليته الوطنية والمبادرة لضبط الحدود ووضع خطة وطنية لتسريع العودة".
شعبوية باسيل: وبقي هذا الملف يثير سجالا بين التيار والقوات اللبنانية حيث رأى نائب رئيس مجلس الوزراء السابق عضو تكتل "الجمهورية القوية " النائب غسان حاصباني، أن "تفاقم ملف النزوح سببه الأول عدم جدية تعاطي السلطة السياسية اللبنانية والحكومات المتعاقبة مع الملف والمتابعة بطريقة فعلية، والسبب الآخر ان الملف كان عرضة للمزايدة السياسية". وأكد في حديث إذاعي أن "المزايدات على ظهر السوريين تتكرر من العام 2011، وحتى اليوم حين كان رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في صميم السلطة ووزيراً للخارجية ولم يقم بعمل واحد فعلي على الأرض لا هو ولا فريق عمله في هذا الملف". وأضاف حاصباني: طرحت القوات اللبنانية خطوات عملية ومقاربات فعلية للملف أينما وجدت في الوزارات وفي البرلمان لمحاولة معالجته ومنها تطبيق قانون العمل وخطة إعادة النازحين الى المناطق الآمنة في سوريا والتقدم بعريضة نيابية للطلب من المفوضية في الأمم المتحدة اسقاط صفة لاجئ ومع كل هذا لم تتحرك الحكومة". وأعلن "أننا نتابع الخطوات ونحن مع تصنيف النازح ومع إعادة من ينتخب بشار الأسد في السفارة الى بلده وترحيل كل سوري لا يملك أوراقاً ثبوتية وأوراقاً قانونية". إلى ذلك، اعتبر حاصباني أن "باسيل تعاطى بهمجية مع موضوع النزوح، فمقاربته شعبوية، وكنا نؤيد ان يتخذ باسيل خطوات عملية وان ينفذها"، كاشفا عن أن "من يجيش الشارع هو حزب الله وجبران باسيل".