معادلة الرئيس الرابع عشر " غير مفروض وغير مرفوض"
دعوة بري الحوارية بين مؤيد ورافض واتصال بين جعجع والراعي
منصوري يلتقي الجالية في الرياض: لا مس بالاحتياطي مهما بلغت الضغوطات
المركزية-" رئيس غير مفروض وغير مرفوض"، تلك هي الخلطة السحرية الجاري العمل على اعدادها والبحث عنها داخل الغرف المغلقة لاختيار شخصية تتبوأ منصب رئيس جمهورية لبنان الرابع عشر. لكن المشهد السياسي اللبناني المحكوم بالتناقضات والالتباسات لا يوحي بأي امكانية لتزويج النار على الماء، وايجاد قاسم مشترك بين مشروعين لا يلتقيان الا "بإذن الله"، الاول سيادي اصلاحي والثاني ممانع تبعي.
"وحتى يقضي الله امرا كان مفعولاً" بحسب ما يستشهد الرئيس نبيه بري، ستبقى الساحة الداخلية في حال ترقب لعودة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الاسبوع المقبل الى بيروت، علّه يحمل الترياق الخماسي الذي طال انتظاره، ولو ان الامر مستصعب جدا، بالركون الى المعطيات القائمة، في حين تتبلور في الداخل المواقف تباعا من طرح رئيس مجلس النواب نبيه بري الحواري.
الاعتدال مع الحوار: تكتل لبنان القوي يعقد اجتماعا عصرا لتحديد الموقف. اما تكتل الاعتدال الوطني فزار عين التينة اليوم وقال باسمه النائب وليد البعريني: من جهتنا نؤيد الحوار منذ اليوم الاول الذي افتتح فيه الكلام عن الحوار ليس لان هذا الفريق يؤيد او ذاك الفريق يرفض الحوار. نحن لسنا مع اليمين او الشمال الا في حالة واحدة مع الذي يكون حريصا على الوطن وعلى أن يكون هناك انتخاب رئيس للجمهورية فنحن سنقف الى جانبه والاعتراض الذي يحصل تحت منطق سيادي "الله يعطيهم العافية مشكورين". وتابع "الحوار سيحصل تحت قبة البرلمان لن يكون بعيدا ولا في أي مكان آخر وسيكون بعده مباشرة إفتتاح جلسات لإنتخاب رئيس للجمهورية. وهذا الموضوع كان الرئيس بري حريصا جدا عليه انه لن يقفل المجلس النيابي حتى تصاعد الدخان الابيض. لم يعد لدينا ترف الوقت ولم يعد لدينا مجال للتأخير. انحلال الدولة كل يوم عن يوم يزيد، كل يوم عن يوم هناك تدهور من خلال ما نلاحظه يوميا على الارض".
خروج عن الدستور: في المقابل، رأى تكتل الجمهورية القوية في بيان صدر غداة اجتماعه عبر "زوم" ان "معلوما أنّ الحوار في الموضوع الرئاسي يعني الخروج عن نص دستوري والذهاب في اتجاه تكريس عرف جديد خلافًا للدستور، لأن الانتخابات الرئاسية تحصل في البرلمان وفقًا للآليات الانتخابية المعروفة، ومن الواضح أن الممانعة التي انتزعت الثلث المعطِّل في اتفاق الدوحة خلافًا للدستور، تسعى لتكريس الميثاقية المذهبية بدلاً من الميثاقية الوطنية المسيحية-الإسلامية، وتريد اليوم عن طريق الإصرار على الحوار أن تكرِّسه مدخلاً لكل انتخابات رئاسية بدلاً من البرلمان، ما يعني إبطال دور مجلس النواب وإلغاء العملية الانتخابية". وتابع "أما الإصرار على الحوار فهو لتغطية معادلة مرشحي أو الشغور ومحاولة تجميلها، لأن هذه المعادلة في ظل عدم القدرة على ترجمتها وتبريرها تضعه في الموقع الذي يجاهر فيه بفرض رئيس بشروطه وإلا الفراغ، فقرّر استبدالها بالحوار من دون ان يتنازل عن معادلته، ظنا منه انه بهذه الطريقة يحشر خصومه ويبرر تعطيله". وختم "المطلوب دائماً تطبيق الدستور لا اعتماد مقايضات تؤدي إلى مزيد من نسف هذا الدستور على طريقة أعطوني حواراً وخذوا جلسات مفتوحة، فيما الدستور يقول بجلسة انتخابية واحدة على دورات متتالية حتى يتم انتخاب الرئيس".
جعجع والراعي: وفي ظل تناقض بين موقف بكركي والقوات من الحوار، أجرى رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع اتصالاً هاتفياً بالبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، حيث تداولا بآخر مستجدات الوضع العام في لبنان وخصوصاً ملف انتخابات رئاسة الجمهوريّة.
ماغرو في بكركي: في المواكبة الخارجية للرئاسة، استقبل البطريرك الراعي قبل الظهر، السفير الفرنسي الجديد في لبنان هيرفيه ماغرو في زيارة بروتوكولية، اثر توليه مهامه الديبلوماسية الجديدة، وكانت مناسبة تم في خلالها عرض للعلاقات الثنائية بين لبنان وفرنسا وللتطورات على الساحة المحلية.
التغيير ولودريان: في الاثناء، أشارت النائبة نجاة صليبا إلى أن "في حال كانت دعوة الرئيس بري إلى الحوار رسمية، وليست عبر الإعلام، والجدول واضح بشأن ما سيتم تداوله في النقاشات، فسنبني على الشيء مقتضاه". واعربت في حديث اذاعي عن "تخوفها من أن تكون هذه الدعوة صورية، تمهيدا لانتخاب رئيس للجمهورية، مسمى ومدعوم من الثنائي الشيعي"، مؤكدة أن "الجميع متفقون على ضرورة عقد جلسات انتخابية فيها أكثر من مرشحين". اضافت "نحن النواب التغييريين لن ندخل في نقاش مع دول أجنبية، ونهجنا غير مرتبط بأي مصلحة خارجية ، ولن نشارك في الحوار مع الموفد الفرنسي جان إيف لودريان".
دعم اميركي: على صعيد آخر، التقى وزير الدفاع في حكومة تصريف الاعمال موريس سليم ، سفيرة الولايات المتحدة الاميركية دوروثي شيا على رأس وفد من السفارة، وجرى عرض لشؤون المؤسسة العسكرية والدعم المشكور الذي تلقاه من الولايات المتحدة الأميركية. وكان تشديد على أهمية دور الجيش في حفظ الأمن والإستقرار في البلاد.
منصوري والجالية: اقتصاديا، يلتقي حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري مساء على هامش زيارته للمملكة العربية السعودية، مجموعة كبيرة من الجالية اللبنانية في الرياض في قاعة الأرز في السفارة، بدعوة من السفير فوزي كباره، وحضور المدير العام لوزارة الاقتصاد والتجارة محمد أبو حيدر. وسيتخلل اللقاء نقاش وعرض للوضع المالي والمصرفي في لبنان.
الحفاظ على الاحتياطي: وغرد النائب وضاح الصادق عبر حسابه على منصة "اكس": الحلول التي تحتاج إلى قرار في لبنان كانت موضوع العشاء الذي دعيت اليه في منزل الصديق سفير لبنان في المملكة العربية السعودية دكتور فوزي كبارة بحضور حاكم مصرف لبنان بالانابة الدكتور وسيم منصوري ومدير عام وزارة الاقتصاد الدكتور محمد ابو حيدر و الأمين العام لاتحاد المصارف العربية وسام فتوح وأعضاء الاتحاد. الدكتور منصوري أكد على موقفه برفض دفع أي مبلغ للحكومة من أموال المودعين والحفاظ على كل دولار من الاحتياطي مهما بلغت الضغوطات.
مخلفات الانفجار: من جهة ثانية، أطلق وزير الاشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الاعمال علي حميه اليوم، من أرض مرفأ بيروت، المزايدة العمومية لبيع مخلفات الانفجار من معادن وخردة (Metal Scrap ) في المرفأ، وذلك ضمن خطة إعادة إعماره التي سبق الإعلان عن بدء اجراءاتها التنفيذية ضمن الإمكانات المتاحة لإدارة المرفأ، في حضور كل من رئيس لجنة الاشغال النيابية سجيع عطية، رئيس هيئة الشراء العام الدكتور جان العلية ورئيس مجلس إدارة المرفأ عمر عيتاني واعضاء المجلس.