الدولار الواحد بمئة الف ليرة واكثر.. والمراوحة السياسية على حالها
قلق اميركي وتحذيرات عربية واستعجالٌ للانتخاب: الوضع خطير!
اضراب المصارف عود على بدء.. والمحققون الاوروبيون يستمعون لسلامة غدا
المركزية- بينما مصائب اللبنانيين يتجاوز عددها الماءة الف، انتقلوا اليوم الى طابق جديد في "جهنّم"، مع تسجيل الدولار رقما قياسيا "مخيفا" متخطيا سقف المئة الف ليرة لبنانية في السوق السوداء، التي باتت المُتحكّم الوحيد بيومياتهم السوداء، وسط عجزٍ رسمي فاضح عن ايجاد الحلول للمأساة المتوالية فصولا، والذي ينبئ بان انهيار العملة سيستمر وبوتيرة متسارعة، طالما ان الوضع المحلي "السياسي" على حاله.
لا تبدّل بعد: وفي ظل هذا الواقع المأزوم، التحذيراتُ الخارجية من انفجارٍ اجتماعي معيشي وشيك ترتفع، معطوفةٌ الى استعجال للانتخابات الرئاسية بما تمثله من مدخل الى الخلاص المرجو. غير ان اي معطى محلي لم يؤشر بعد الى تبدّل في المعادلة السلبية الرئاسية، لا بل قرّر بعضُ القوى ربطَ الاستحقاق بمسار اتفاق بكين، منتظرا تداعياته على الملف اللبناني، فيما من غير المستبعد الا تكون له اي انعكاسات داخليا، وقد دعا وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان، اللبنانيين منذ ايام، الى التوصل الى حل في ما بينهم.
الوضع خطير: على اي حال، وفي خانة الحركة الخارجية التي تحث على الانتخاب، برزت زيارة قام بها امين عام جامعة الدول العربية احمد ابو الغيط لبيروت اليوم، حيث قال في دردشة مع الصحافيين لدى مغادرته عين التينة بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري: سيكون هناك رئيس للجمهورية والمسألة مسألة وقت و يجب ان نسرع بهذه الخطوة لأن الامور خطيرة. ابو الغيط زار ايضا السراي حيث اكد خلال لقائه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي "أن مؤتمر القمة العربية سيعقد في شهر ايار المقبل في المملكة العربية السعودية، ومن المرجح ان يكون الموضوع الرئيسي للقمة اقتصاديا ويتناول كيفية مساعدة الاقاليم العربية المحتاجة". وشدد على"أن القمة السعودية -الصينية-الايرانية ايجابية جدا، وأن مفاعيلها الاولية هي ارساء نوع من الاستقرار السياسي والأمني بين السعودية وايران، ولكن مفاعيلها على سائر الملفات المطروحة في المنطقة غير واضحة بعد".
قلق اميركي: هذا عربيا. اما اميركيا، فالرسالةُ التنبيهية نفسها.. فخلال استقبال وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب وفدا من مجموعة العمل الأميركي من أجل لبنان (تاسك فورس فور ليبانون) برئاسة السفير السابق إدوارد غابرييل، قال بوحبيب ان زيارة الوفد هي لتشجيع اللبنانيين والمسؤولين على انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة واقرار الإتفاق مع صندوق النقد الدولي لكي يعود لبنان الى ما كان عليه، وقد بُحث ايضا ملف النزوح السوري. اما غابرييل، فلفت الى ان "تاسك فورس فور ليبانون اليوم في لبنان لاننا قلقون جدا على الظروف الاقتصادية والاجتماعية في لبنان، وقد لمسنا معاناة الشعب اللبناني ومعاناته في تدبير معيشته من خلال لقاءاتنا التي أجريناها في ظل عدم توفر الكهرباء والمياه وكل مقومات العيش ، وفي ظل الركود الاقتصادي المتردي لا يمكن للمواطنين اللبنانيين ايجاد الوظائف. جئنا لنستطلع سُبل دعمكم لمساعدة الشعب اللبناني وقد التقينا اليوم قائد الجيش العماد جوزيف عون وتحدثنا عن السيادة على كامل الاراضي اللبنانية وحماية هذه الاراضي، و نرى ان الجيش اللبناني يقوم بعمل جيد جدا بمساعدة الولايات المتحدة ليس فقط في موضوع الامن وحفظ الاستقرار ولكن ايضا في موضوع مكافحة تهريب المخدرات عبر الحدود وقد تلقينا تقريرا جيدا عن هذا الموضوع من قِبل قائد الجيش ".
انهيار الليرة: في الغضون، الانهيار يشتد، وقد هبطت قيمة الليرة اللبنانية اليوم الى مئة الف للدولار الواحد في ظل استئناف المصارف اضرابها. عليه، حلّقت اسعار المحروقات. اما القطاعات، فترفع الصوت لانها غير قادرة على الاستمرار، وقد نفذ اساتذة التعليم في المدارس الخاصة (او بعضها)، اليوم، اضرابا بينما يستمر اضراب زملائهم في القطاع الرسمي.
زيادة غلاء الاجور: ليس بعيدا، استقبل ميقاتي الذي يغادر الى الفاتيكان في الساعات المقبلة، رئيسَ اتحاد العمالي العام بشارة الاسمر الذي قال بعد اللقاء: بحثنا مع دولة الرئيس في اصدار مراسيم زيادة غلاء الأجور في القطاعين العام والخاص، واشار الى امكان ان يبحث في أول جلسة لمجلس الوزراء الأسبوع المقبل بعد عودته من روما في هذه المواضيع. هذه الزيادات التي بحثت تم الإتفاق عليها عندما كان سعر الدولار نحو 40 الف ليرة لبنانية، وهي لم تعد تفي بالغرض أمام دولار بلغ نحو مئة الف ليرة، لذلك دعينا الهيئات الاقتصادية ووزير العمل لإعادة إحياء لجنة المؤشر في هذه المرحلة الخطرة، لاقرار زيادة أخرى تتماشى مع الوضع وتفي بالغرض، اي اقرار سلّما متحرك للأجور مرتبطا بالدولار الأميركي في القطاعين العام والخاص حتى لا نبادر الى اجتماعات يومية. وقال: نحن أمام سعر متحرك للدولار، وما من مسؤول يحاسب أو يبادر الى اتخاذ إجراءات معينة ، واقصد هنا المسؤولين الماليين، لتثبيت سعر صرف الدولار، لأن هذا الارتفاع يؤدي بنا من كارثة الى أخرى، ومن هنا ضرورة تثبيت سعر صرف الدولار لنتمكن من البدء بالمعالجات.
تمويل الكهرباء: واستقبل الرئيس ميقاتي وفدا من البنك الدولي برئاسة نائب رئيس البنك لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا فريد بلحاج، الذي اوضح ان "بالنسبة إلى موضوع تمويل الكهرباء الذي نبحث فيه منذ نحو سنة، فقلت مرة أخرى لدولة رئيس الحكومة ووزير الطاقة والمياه بأن هذا المشروع لا يزال في إطار التعاون بين البنك الدولي ولبنان، ولكن هناك بعض الشروط التي يجب أن تسير بها الحكومة بشكل واضح".
اضراب المصارف: اقتصاديا ايضا، وعلى الصعيد المصرفي، عودٌ على بدء اذا، مع معاودة جمعية المصارف اضرابَها العام اليوم. وقد علمت "المركزية" في السياق، أن لا قرار حالياً بالتصعيد، وبالتالي لا نيّة لدى جمعية المصارف باتخاذ خطوات تصعيدية، وهي منفتحة على أي حوار يؤتي بالنتائج المأمولة تمهيداً لتعليق الإضراب، وإلا فهي متمسّكة به حتى إشعارٍ آخر، وتضع نفسها في حالة ترقّب وانتظار لما ستُفضي إليه المشاورات المفتوحة...
الاستماع لسلامة: اما على الخط القضائي – المصرفي، فتتجه الانظار الى جلسة الاستماع الى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة غدا، من قبل محققين اوروبيين في قصر عدل بيروت. وقد افيد ان جلسة الاستماع سيحضرها سلامة شخصيا على الارجح، ووكيله القانوني الفرنسي ومعه المحامي اللبناني وان عدد الاسئلة التي ستطرح خلال الجلسة يقارب ال100 سؤال.
***