اتصالات التكليف تتكثف...بعبدا على الخط ولا اتفاق
دريان للنواب: التسمية امانة و"الدار" لا تفرق بين ابنائها
ازمة الرغيف تتفاعل ولبنان يسجل اصابة بجدري القردة
المركزية- مع انطلاق اسبوع الاستشارات، وفي غياب التوافق على اسم رئيس الحكومة العتيد على ضفتي الموالاة والمعارضة، يستمر اخضاع الاسماء المطروحة، المؤهل منها وغير المهيأ حتى، في بازار التكليف، الى فحوص عينية لتحديد مدى ملاءمتها للمنصب وطبيعة المرحلة، كل بحسب شروطه ومواصفاته.ومع ان الرئيس نجيب ميقاتي يبقى الاوفر حظا للعودة، ما دام الثنائي الشيعي يريده، غير ان فقدان الغطاء المسيحي في ضوء رفض رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل تسميته وعدم مطابقته للمواصفات التي حددتها سائر القوى المسيحية لا سيما القوات اللبنانية يجعل العودة اكثر صعوبة، الا اذا قرر الرضوخ لهذه الشروط.
ميقاتي متقدّم ولكن: وفي انتظار جلاء الصورة الضبابية على هذه الضفة، تستمر الاتصالات وتتكثف داخل الصف المعارض علها تفلح في وضع حد للتشتت، غير انها لم تتمكن حتى الساعة، بحسب مصادر متابعة، من تقريب وجهات النظر او الاتفاق على اسم تفرضه رئيسا ،ان هي توحّدت كلها مع قوى التغيير، فتقلب المعادلة لمصلحتها بعدما مُنيت بفعل عدم اتحادها بخسارتين نيابيتين متتاليتين .
بعبدا- دار الفتوى: وليست رئاسة الجمهورية بعيدة من الحركة هذه، اذ كشفت مصادر سياسية مطلعة لـ"المركزية" ان تواصلا تم بين قصر بعبدا ودار الفتوى، حيث تواصلت الاولى مع الثانية متمنية على المفتي عبد اللطيف دريان، تزكية شخصية سنية للموقع الحكومي، اثر زيارة للقصر الجمهوري، الا ان الخطوة لم تحظ بالموافقة لانها في هذا التوقيت بالذات ستفسر خطأ وتحمل الكثير من التأويلات ، عدا عن ان دار الفتوى موقع جامع لا يجوز ان يصبح فئويا. واشارت الى ان الرد جاء باختصار ان المفتي لا يريد اقحام الموقع السني الروحي في قضية دستورية ويدعو الى تطبيق الدستور.
دريان والامانة: وفي السياق، اكد المفتي دريان خلال لقاءاته في دار الفتوى مع عدد من النواب ان "الاستشارات النيابية في القصر الجمهوري لتسمية رئيس مكلف بتشكيل الحكومة هي أمانة لاختيار من لديه حكمة ومعرفة، ولديه رؤية واضحة لمعالجة الوضع الصعب الذي يمر به لبنان". وشدد على ان دار الفتوى "حاضنة لكل اللبنانيين، ولا تفرق بين أحد من أبنائها وتتعامل معهم على أساس الإخوة والمحبة والاحترام والإرشاد والتوجيه لتأكيد ما تسعى إليه من احتضان مختلف الطاقات والقدرات والكفاءات اللبنانية المميزة في سبيل النهوض بلبنان من كبوته وأزماته، التي نسأل الله تعالى أن يجعل لها فرجا ومخرجا عما قريب". ودعا الأطياف السياسية كافة التي تتمثل في المجلس النيابي الى "توحيد الصف والكلمة لتمرير تسمية رئيس مكلف لتشكيل الحكومة التي يكون على عاتقها متابعة تحقيق الإصلاحات المطلوبة لإخراج لبنان من أزماته المالية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية والوصول الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية".
اهمية المقاومة: وفي المواقف من الاستحقاق المرتقب، لفت رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد الى ان "سوف تدلي كتلة الوفاء بدلوها وتسمي الرئيس الذي تراه مناسبًا لإدارة المرحلة الحكومية الراهنة دون توهّم، أنّه سيكون من الأولياء أو من الملائكة، لكن من الضروري أن يكون منفتحًا على المعالجات الواقعية وفي الوقت نفسه أن يعرف قدر وأهمية المقاومة في حماية البلاد وخطورة أيّ تفريط برصيدها ودورها الوطني الضروري للبنان واللبنانيين".
تمايز؟: في الخندق المقابل، اشار عضو تكتل الجمهورية القوية النائب فادي كرم رداً على سؤال عن اتفاق بين القوات والتقدمي لتسمية ميقاتي الى ان "في حال لم يكن هناك اتفاق موحد مع التقدمي والتغييريين والمستقلين قد يكون هناك تمايز بموقفنا عن الحزب الإشتراكي".
نواف سلام: من جانبه، اعلن حزب "تقدم" ان نائبيه مارك ضو ونجاة عون سيسمّيان "القاضي نواف سلام لرئاسة الحكومة وتأليفها لأنه يمتلك النزاهة والشفافية، والقدرة المطلوبة للعمل والمواجهة وليس لديه مصالح مع شبكة المحاصصة والفساد". واضاف "أوكل الحزب نائبيه إستكمال المشاورات مع جميع نواب التغيير للوصول الى موقف موحد وندعو كذلك الأحزاب والنواب المستقلين والكتل النيابية الى تسمية القاضي سلام".
أزمة الرغيف: في انتظار التكليف والتأليف، الانهيار المعيشي على حاله. وفي وقت يوقّع لبنان الغارق في العتمة ظهر يوم غد مع كلّ من مصر وسوريا عقد شراء الغاز الطبيعي من مصر وعقد نقل وتبادل الغاز الطبيعي الوارد من مصر عبر سوريا وصولاً إلى معمل دير عمار، ازمة الرغيف تشتد. فقد قال رئيس اتحاد نقابات المخابز والافران في لبنان علي ابراهيم في مؤتمر صحافي ان "اتهام الافران بافتعال ازمة، كلام مرفوض، لان الافران هي من يرفع الصوت لتأمين الطحين وسط الواقع المرير الذي يشهده قطاع المطاحن، كما ان اذونات تسليم الافران حصتها من الطحين تصدر عن وزارة الاقتصاد والتجارة للمطاحن. واذا كانت اكثر من خمسة مطاحن متوقفة عن العمل، من أين تتم تغطية النقص الناتج عن توقف هذه المطاحن، ومن هنا تبدأ الازمة". وسأل "أين المخزون الاحتياطي من القمح؟ المسؤولية عليكم؟ تتهمون الافران جزافا، وتوزيع الطحين على الافران دون زيادة الحصص في هذه الفترة. انتم مسؤولون عن هذا الملف، ونحن تقدمنا بطلب للحصول على جدول تسليم الطحين لانه من الضروري ان تكون هذه الجداول مع الاتحاد لمعرفة حصة كل فرن. لم نعط الجدول نظرا للاستنسابية، فالحريص لا يعطي اي اتهامات، ونحن لا نغطي اي فرن مخالف". وختم "نحن ضد الدعم، ومعيب القول ان لدينا طحينا لمدة ثلاثين يوما. رغيف الخبز ليس كأي سلعة اخرى، أمنوا الطحين كي تعمل الافران. نأمل ان تكون الرسالة قد وصلت"... من جهته، اعلن نقيب أصحاب الأفران في طرابلس والشمال طارق المير ان "هناك 5 مطاحن كبرى مقفلة من أصل 11 ونسأل أين القمح؟ لأنهم لا يسلموننا جدول القمح".
بدل النقل: اما على وقع المعطيات عن رفع الدعم عن المحروقات، فأشار وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال مصطفى بيرم الى أن "نسب الزيادات على الرواتب والاجور وبدل النقل لا تحاكي معاناة الناس، والزيادات يصرح عنها في الضمان"، معتبراً أن "القطاع الخاص مرن اكثر من القطاع العام".ولفت في حديث إذاعي الى "أننا عدلنا بدل النقل واصبح 95 الف ليرة لبنانية، والمبلغ الذي يصرح عنه في الضمان لا يقل عن 2.6 آلاف"، موضحاً أن "لجنة المؤشر في حالة استنفار دائم وهذا الامر لم يحصل في السابق، والمساعدة الاجتماعية تم ربطها في السابق بالحضور 3 ايام لكن حين ارتفع سعر صفيحة البنزين اختلف الامر، والدولة مقصرة في دفع مستحقات الضمان الاجتماعي".
ممثل الصندوق يجول: ليس بعيدا من الشأن الاقتصادي، استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الممثل الدائم لصندوق النقد الدولي المُقيم في لبنان فريديريكو ليما وأكد له حرص لبنان على التعاون مع الصندوق في معالجة الأوضاع الإقتصادية في البلاد... كما زار المسؤول الاقتصادي السراي حيث استقبله رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. وكان وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل استقبل ليما. وتم البحث في الدعم الفني الذي يتلقاه لبنان من الصندوق وبرنامج الإصلاح الاقتصادي المرتبط بالإصلاحات، وفق المكتب الإعلامي للوزير.
موقف غير مستحب: على صعيد آخر، وفي موقف لافت، دعا ميقاتي "المجتمع الدولي الى التعاون مع لبنان لاعادة النازحين السوريين الى بلدهم والا فسيكون للبنان موقف ليس مستحبا على دول الغرب وهو العمل على اخراج السوريين من لبنان بالطرق القانونية، من خلال تطبيق القوانين اللبنانية بحزم". وكان الرئيس ميقاتي يتحدث خلال رعايته في السراي الحكومي اطلاق "خطة لبنان للاستجابة للأزمة لعام 2022-2023" بدعوة من وزارة الشؤون الاجتماعية.
حمادة يسأل: من جهة ثانية، وجه النائب مروان حماده سؤالا الى الحكومة عبر رئاسة مجلس النواب جاء فيه: "عطفا على الحكم الذي صدر الخميس في 16/6/2022 عن المحكمة الخاصة بلبنان بغرفتها الاستئنافية والذي تضمن تأكيدا للحكم بالسجن المؤبد على اثنين من المواطنين اللبنانيين حسن حبيب مرعي وحسين حسن عنيسي، اللذين ثبت ضلوعهما في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري بالاضافة الى المحكوم عليه سابقا بالتهمة نفسها سليم عياش. لذا نطلب من الحكومة افادتنا بالتدابير التي اتخذتها او تنوي اتخاذها لملاحقة المجرمين وتوقيفهم وتنفيذ العقوبات التي صدرت بحقهم والتي طالب المدعي العام الدولي بمتابعتها وفقا للقوانين اللبنانية وللمعاهدات السارية، راجين افادتنا عن ذلك في اقرب وقت ممكن".
لا أوراق بعد: وكان وزير العدل في حكومة تصريف الاعمال هنري خوري قال بعد لقائه ميقاتي: لم نتبلغ بعد الأوراق الخاصة بحكم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وعندما نتبلغ سنقوم بكل الإجراءات المطلوبة.
أول اصابة: ولتكتمل ازمات لبنان، اعلنت وزارة الصحة العامة تسجيل اول إصابة بجدري القردة في لبنان.وأوضحت في بيان "الحالة وافدة من الخارج وتتبع حاليا العزل المنزلي، ووضعها مستقر من الناحية الطبية. كما تتابع الوزارة تحديد ومتابعة المخالطين المقربين". وطلبت الوزارة من العامة "اتخاذ إجراءات الوقاية الآتية: التزام المسافة الآمنة مع الأشخاص المصابين وعدم مشاركتهم أغراضهم الخاصة، وعدم الاحتكاك مع الحيوانات في الدول االتي يستوطن فيها المرض وتجنب تناول لحوم الحيوانات البرية". وختمت "لمزيد من المعلومات، يمكن الاتصال بالخط الساخن 1787".