حركة تنسيقية تسبق الاستشارات: بوصعب عند بري والاشتراكي في معراب
مساع للتقريب بين ميقاتي وباسيل والتيارُ ينفي فرضَه شروطا وزارية
حث كنسي على التأليف ورفضٌ للشغور الرئاسي.. طوابير البنزين تعود قبيل الدولرة؟

المركزية- بين اسبوع الترسيم وزيارة الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين بيروت، وأسبوع التكليف، استراحةٌ سياسية حملها الويك – اند، خرقتها بعض اللقاءات العلنية وجملةٌ من الاتصالات في الكواليس، استعدادا لخميس الاستشارات النيابية.. لكن إذا حصلت في موعدها ولم يُرجئها طارئ، فإن الجهاد الاكبر سيكون في التأليف الذي يبدو مستبعدا وأكثر، وقد بدأ يرخي عليه استحقاقُ انتخابات رئاسة الجمهورية، بظلالٍ ثقيلة لا تُطمئن.

لا اتفاق بعد: فيما تنشط المساعي في خندق 8 آذار للاتفاق على اسم مشترك تحمله مكوناته الى قصر بعبدا، تدل المعطيات التي تكشف عنها مصادر مطّلعة لـ"المركزية"، على ان لا تفاهم بعد بين الثنائي الشيعي المحبّذ اعادة تسمية الرئيس نجيب ميقاتي، من جهة، والتيار الوطني الحر الرافض هذا الخيار، من جهة ثانية، خاصة بعد ان صعّد رئيس حكومة تصريف الاعمال امس ضد الفريق البرتقالي من دون ان يسمّيه، قائلا "مخطئ من يعتقد أن رفع الصوت وافتعال الغبار السياسي والاعلامي في وجهنا، يمكنه أن يلزمنا بأن نزيح قيد أنملة عن قناعاتنا. إننا مستعدون للخدمة العامة بقناعات وطنية وشخصية واضحة، لكننا نرفض تحويل موقع رئاسة الحكومة وشخص رئيس الحكومة مادة للتسويات. المعادلة واضحة ولا تراجع عنها بضغط الحسابات العددية أو السياسية التي يحاول البعض فرض المساومة عليها".

بوصعب في عين التينة: الا ان وساطات التوفيق والتقريب بين ميقاتي ورئيس التيار النائب جبران باسيل مستمرة، وهي ستتكثف في قابل الايام في الفترة الفاصلة عن الخميس المقبل. وفي هذا الاطار، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم في عين التينة نائب رئيس المجلس الياس بوصعب.

التيار ينفي: وكان التيار الوطني الحر، المُتّهم من الحلفاء والخصوم بمحاولة فرض شروطٍ وزارية على ميقاتي، غَسَل يديه اليوم من هذه التهمة، واصدر بيانا قال فيه "كثر في الأيام الأخيرة الكلام الكاذب عن مطالب وشروط تُنسب زوراً الى التيار الوطني الحر في الملف الحكومي. ان التيار الوطني الحر، الذي يريد سريعاً تأليف حكومة تكون على مستوى المرحلة، يؤكد أنه لا يتواصل إطلاقا" مع أي فريق أو جهة في شأن المشاركة في الحكومة من عدمها، ولا حديث بتاتًا مع اي طرف، ولا حتى داخل التيار بعد، بشأن مطالب او شروط للتيار او لرئيسه من اجل المشاركة في اي حكومة. وتالياً، يكفي هذا الواقع ليُسقِط كل ترويج كاذب ومشبوه وغرضيّ عن شروط ومطالب تشاع في الاعلام وتنسج حولها المقالات والتحاليل والربورتاجات الكاذبة".

القوات والاشتراكي والمعارضون: على الضفة المقابلة، المناهِضة لتحالف حزب الله – التيار الوطني، سلسلةُ لقاءات مرتقبة ايضا، لمحاولة التصدي لدخول مرشّح 8 آذار الى السراي. في هذا الاطار، من المتوقع، وفق المصادر، ان يزور وفدٌ اشتراكيّ معراب غدا. كما ان ثمة اتصالات لمحاولة التوافق مع "التغييريين" والمستقلّين السياديي الهوى، على شخصية واحدة يسمّونها في الاستشارات، الا ان رفض بعض التغييريين ايّ تنسيق مع الاحزاب السياسية المعارِضة، قد يحبط هذه المساعي ويؤدي في نهاية المطاف، الى تقديم رئاسة مجلس الوزراء، كما مجلس النواب، الى اهل "المنظومة" من جديد.

موقف السنّة: وفي وقت تتجه الانظار الى المكوّن السنّي الذي يجتمع بعضُ نوابه في الساعات المقبلة، والى دار الفتوى، علّهما يقدّمان سلّة اسماء يفضّلون ان تتسلّم المنصبَ الارفع سنيا، تكشف المصادر عن بعض المعلومات التي تفيد بأن غياب الاتفاق المسبق على اسمٍ ما، قد يُستخدم ذريعة لإرجاء الاستشارات.. في الغضون، استقبل السفير السعودي وليد بخاري اليوم، في مقر إقامته في اليرزة، النائب ياسين ياسين. وكان بحث في التطورات اللبنانية والإقليمية، بالإضافة إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك.

لا للشغور الرئاسي والدستوري: اما في المواقف من الاستحقاق المنتظر، فاستعجالٌ كنسيّ للتكليف والتأليف واصرارٌ على انجاز الانتخابات الرئاسية في مواعيدها ايضا. ففي قداس اختتام اعمال سينودس اساقفة الكنيسة المارونية، في بكركي، اكد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي "إنا نصلي كي يفتح المسؤولون المدنيون والسياسيون عندنا في لبنان قلوبهم وعقولهم لأنوار الروح القدس ومواهبه فيضعوا حدا لعادة التعطيل، ويسرعوا في حسم الوضع الحكومي والتحضير لانتخاب رئيس جديد للجمهورية من دون أي إبطاء. لا يمكن إبقاء البلاد بدون حكومة وبدون رئيس للجمهورية. وحان الوقت لنحسم أمام العالم ما إذا كنا جديرين بهذا الوطن وبتكوينه التعددي. إن أداء الجماعة السياسية يثير اشمئزاز الشعب والعالم، إذ يعطي الدليل يوميا على فقدان المسؤولية والاستهتار بألآم الشعب ومصير لبنان. هذه مرحلة دقيقة تستدعي اختيار رئيس حكومة يتمتع بصدقية ويكون صاحب خبرة ودراية وحكمة في الشأن العام ليتمكن من تشكيل حكومة مع فخامة الرئيس بأسرع ما يمكن  من أجل اتخاذ القرارات الملحة، وأولها المباشرة بالإصلاحات الحيوية والمنتظرة. لذا نرفض تمضية الأشهر القليلة الباقية من هذا العهد في ظل حكومة تصريف الأعمال. ونرفض الشغور الرئاسي والفراغ الدستوري لأنهما مرادفان هذه المرة لتطورات يصعب ضبطها دستوريا وأمنيا ووطنيا".

لحكومة انقاذ: بدورهم، طالب أساقفة الكنيسة المارونية في اختتام السينودس "المسؤولين السياسيين بالعمل على تأليف حكومة جديدة تكون إنقاذية فتعالج الفساد المستشري وتنفذ الإصلاحات المطلوبة من الشعب ومن المجتمع الدولي. كما يطالبونهم بالعمل معا على بناء دولة حديثة بكل مقوماتها، أي دولة وطنية لبنانية جامعة، دولة قانون وعدالة، دولة مشاركة، ودولة مواطنة يتساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات". وجدد الاساقفة تأييدهم مواقف "الراعي الداعية إلى عقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة يهدف إلى إنقاذ لبنان عبر إعلان حياده تحييدا ناشطا".

بلبلة المحروقات: معيشيا، وبينما خلقت المعلوماتُ المسرّبة عن تسعير المحروقات بالدولار ورفع الدعم نهائيا عنها قريبا، بلبلةً شعبية في ظل الانهيار المالي والاقتصادي، وفيما رفع عدد لا بأس به من المحطات خراطيمه اليوم كي يبيع مخزونه بسعر اعلى ما اعاد الطوابير الى المشهد المحلي، لا حلول جذرية يقدّمها المعنيون، بل تخبّط وترقيع. ليس بعيدا، أشار وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال مصطفى بيرم إلى أنّ "لجنة المؤشر تواكب الأوضاع، واجتماعاتها المتعاقبة تنتهي بمخرجات، وعملياً، بات ممنوعاً في القطاع الخاص أن يتقاضى أي موظف ما دون المليونين و600 ألف ليرة". وأضاف في حديثٍ اذاعي "لجنة المؤشر هي المدخل القانوني للإقتراح المتعلّق بزيادة الرواتب وبدلات النقل، على أن يُرفع الإقتراح إلى رئيس الحكومة ويُعلَم به رئيس الجمهورية، وصولاً إلى إصدار مرسوم إستثنائي لإقرار الزيادات".

***