المفاوضات مع الصندوق تراوح...راميريز مستاء جدا ويهدد
لجنة المال :عدم وجود موازنة يعمق الانهيار المالي ومخزون القمح ينفد
رئيس "الاتهامية" يتنحى عن قضية رجا سلامة وترقب لتعيين بديل
المركزية- باستثناء محاولات احتواء الخضّة التي احدثها نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي باعلانه امس افلاس الدولة ومصرف لبنان والتي بلغت اصداؤها دول العالم التي هبّت للاستفسار عما حصل، لم تشهد الساحة السياسية جديدا بفعل الانصراف الجامع الى القراءة المعمقة في اللوائح الانتخابية المئة وثلاثة التي حسمت المرشحين لاستحقاق 15 ايار ، للبناء على اساسها في تحديد كيفية توجيه المعركة والاسلحة المناسبة في كل دائرة لمواجهة الخصوم.
وبين المال والانتخابات، يبقى الامن في دائرة الرصد والمتابعة خشية استخدامه لتطيير الاستحقاق الدستوري، لا سيما في ضوء جولة العنف التي شهدتها طرابلس امس من خلال حرب شوارع على خلفية اشكال بين عائلتين استخدمت فيه الاسلحة الرشاشة والقنابل ما ادى الى سقوط قتيلين وجرح عدد من الاشخاص واحراق منازل وسيارات. ولئن كانت الجهات الامنية المعنية تؤكد ان الحادثة محدودة في الزمان والمكان، الا ان الخشية كبيرة من محاولة اعادة عقارب الساعة الى الوراء ، وتحديدا الى جولات العنف التي روّعت اهل طرابلس على مدى اكثر من عام ولم يعرف احد حتى الساعة من اين ولماذا بدأت وكيف انتهت؟
غداة اقفال باب تسجيل اللوائح الانتخابية في وزارة الداخلية ليلا والتي تم نشرها اليوم، سيطر هدوء سياسي على الحركة المحلية في وقت حماوة الاستحقاق مرشّحة للارتفاع تدريجيا كلما اقترب موعد 15 ايار.
صندوق النقد: في الاثناء، بقي الوضع المالي في الواجهة حيث ترصد الانظار ما سينتج عن جولة بعثة صندوق النقد في لبنان وما اذا كانت ستفضي الى توقيع اتفاق اولي بين الحكومة والصندوق قبيل مغادرته بيروت نهاية الاسبوع. ليس بعيدا، أكد النائب علي درويش ان"الوفد المكلف بالمفاوضات من قبل الحكومة قطع شوطا كبيرا في المفاوضات". ورأى "أنه في خلال الأيام المقبلة سيتبين ما إذا كان ممكنا عقد اتفاق أولي مع صندوق النقد قبل الانتخابات النيابية المقبلة، أو إن كانت هناك أمور لا تزال تحتاج إلى البحث وعندها يرجأ إلى ما بعد الانتخابات". وأمل في "الإسراع في هذه المفاوضات لأن ذلك يشكل نقطة انطلاق لإعادة النهوض بلبنان".
الصندوق يهدد: وكشف خبير مصرفي لـ"المركزية" أن مسؤول بعثة الصندوق أرنستو ريغو راميريز سمع كلاماً قاسياً من الهيئات الاقتصادية خلال اجتماعه معها أمس، فاستاء لدرجة التهديد بركوب الطائرة للعودة إلى بلاده. فسئل حينها "هل ستُعطون القرض المنتظر لإنقاذ لبنان، إلى الدولة كي يعود السياسيون أنفسهم لهدرها مجدداً ونُكمل في مسيرة الانهيار؟!".وسأل الخبير "إذا أفلَسَت الدولة ومصرف لبنان، هل تُحَصِّلون الأموال من الشعب الكادح؟! أفليس الأجدى البدء بالإصلاح ومعرفة مُختَلِسي المال العام والفساد، قبل أخذ جَنى عمر الناس؟!"، من دون أن يغفل الإشارة إلى أن "الوزير الشامي سبق أن عَمِل في صندوق النقد الدولي نحو 20 عاماً وهو يتبنى ذهنيّة الصندوق ومفاهيمه... ويُفاوِضه على أساس أن الدولة مُفلسة وكذلك البنك المركزي. إذا كان الإثنان مُفلسين فهل يجوز أن تُحصَّل الأموال من الشعب الكادح؟ أليس من المفترض المباشرة بالإصلاحات المطلوبة ومعرفة مَن سرق أموال الدولة وتسبَّب بالهدر والفساد... قبل أخذ أموال الناس ومعاقبة المصارف لأنها عملت طوال كل تلك السنوات ودعمت الاقتصاد وعزّزت النمو؟!
لجنة المال: ماليا ايضا، عقدت لجنة المال والموازنة جلسة برئاسة النائب ابراهيم كنعان وحضور وزير المالية يوسف خليل لاستكمال درس مواد مشروع قانون موازنة ٢٠٢٢. وبعد الاجتماع، قال كنعان: على الحكومة انجاز الاتفاق مع صندوق النقد الذي يتضمن رؤية واضحة لمصير اموال المودعين والتي كنا وسنبقى مع حمايتها. واشار الى ان "لا يجوز بناء الموازنة على اسعار صرف متفاوتة وغير واضحة كأن يتقاضى المواطن حقوقه منها على ١٥٠٠ ويدفع على صيرفة"! اضاف: تعتبر اللجنة ان عدم وجود موازنة يعمّق الانهيار المالي والاقتصادي وثقة العالم بنا لذلك علينا اقرارها ومعالجة الاختلالات الواردة فيها. وأردف: طالبنا وزارة المال بوضع هامش واضح لسعر الصرف بما يتعلق بنفقاتها ووارداتها وعلقنا المواد الضريبية المتعلقة بها لحين معالجة هذه المسألة.
مجلس الوزراء: الى ذلك، وعشية جلسة لمجلس الوزراء مقررة ظهر غد في السراي برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي وعلى جدول أعماله 21 بندًا حول الطاقة والشؤون المالية والمصرفية والإقتصادية والتربوية والعلاقات الدولية، تفاقمت ازمة الطحين والرغيف.
أزمة خبز؟: في السياق، أوضح نقيب الأفران في جبل لبنان أنطوان سيف في حديث لـmtv أن 3 مطاحن متوقفة عن العمل والسبب أن القمح الذي وصل من أوكرانيا تبيّن أنه تعرّض للرطوبة، مضيفا: "المطاحن وضعت القمح في المستودعات ووزارة الزراعة أخذت عيّنة لفحصها وهناك فحص معيّن يجب إجراؤه خارج لبنان تحديداً في فرنسا". غير أنه أشار إلى أن كمية القمح الموجودة في المطاحن الاخرى لا تلبي حاجة كل السوق كما أنها لا تكفي أكثر من 25 يوماً، لافتا إلى أنه "قريبا سيصل 45 ألف طن من القمح الى لبنان تكفي لـ 25 يوماً إضافياً".من جانبه، أعلن وكيل المطاحن في الجنوب علي رمال أن أزمة طحين خانقة بدأت تظهر في الجنوب وستشتد مع الساعات المقبلة وذلك بعد توقيف شركة مطاحن التاج منذ حوالي الإسبوع عن العمل وخروج شركة مطاحن الدورة عن الخدمة بسبب نفاد مخزون القمح، وخصوصا أن هذه المطاحن تغطي نسبة تفوق الخمسين بالمئة من السوق اللبناني ولا يمكن لأي مطحنة أخرى تغطيتها وخاصة في هذه الظروف الصعبة التي تعمل المطاحن الباقية بطاقات انتاجية منخفضة ومقننة. وحذر رمال من مغبة الإستمرار في اقفال مطاحن التاج التي سينتج عنها اقفال العديد من الأفران والمخابزعلى مساحة لبنان في الساعات المقبلة.
القمح الطري: وكان ميقاتي استقبل وزير الزراعة عباس الحاج حسن وبحث معه في شؤون تتعلق بوزارته، كما أطلع منه على خطة المباشرة بزراعة القمح الطري في عدد من المناطق اللبنانية، منها سهول البقاع وعكار ومرجعيون- الخيام.
حاجات العسكريين: من جهة ثانية، عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا مع وزير الدفاع الوطني موريس سليم، الاوضاع الامنية في البلاد، في ضوء التطورات الاخيرة والاستعدادات الجارية لإجراء الانتخابات النيابية، كما تركز البحث على حاجات العسكريين والتدابير الواجب اعتمادها كي يتمكنوا من مواجهة الظروف الاقتصادية الصعبة في البلاد. وأكد الوزير سليم انه يواصل العمل "من اجل تأمين المساعدات الاجتماعية الضرورية للعسكريين من خلال تدابير عاجلة وطارئة الى حين انتظام عملية الدفع بعد اقرار مشروع قانون موازنة العام 2022 في مجلس النواب".
بين القضاء والمصارف:على الصعيد القضائي – المصرفي، رفعت المدعية العامة الإستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون في قرار اصدرته قرار منع السفر عن رئيس مجلس ادارة بنك لبنان والمهجر سعد الازهري وبنك عودة سمير حنا، وذلك بناء على الطلب المقدم لها من المحامي صخر الهاشم بوكالته عن المصرفين. الى ذلك، تنحى رئيس الهيئة الاتهامية في جبل لبنان القاضي بيار فرنسيس عن النظر في الاستئناف المقدم من النيابة العامة و"رواد العدالة" ورجا سلامة لقرار تخلية سبيل الأخير. وقد احيل الملف الى الرئيس الاول لمحكمة استئناف جبل لبنان ايلي الحلو لتعيين قاض بديل.
الاستعدادات للاستحقاق: انتخابيا، استقبل وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، وتم البحث بالتحضيرات التي تستكملها وزارة الداخلية والبلديات للانتخابات النيابية المقرر اجراؤها في 15 ايار المقبل.
لا تحرموا البلد: اما في المواقف، فأكد عضو تكتل الجمهورية المرشّح الماروني عن دائرة كسروان النائب شوقي دكّاش من باريس ان "حزب الله، وبتغطية من حلفائه واتباعه الصغار استبدل الكهرباء بالعتمة، والمصارف بالقرض الحسن، وتصدير انتاجنا بتصدير الكبتاغون، والكتب والاغاني بصور قاسم سليماني، وعلاقاتنا مع دول العالم بالعلاقة مع الحرس الثوري الإيراني، والحريات العامة بأسلوب حياة يحاول فرضه علينا. لكننا لم نستسلم يوما ولن نستسلم اليوم. وقال للبنانيي الانتشار "نحنا بدنا وفينا" نرجع مستشفى الشرق وجامعة الشرق ونصدر العلم والثقافة عوض أن نصدر الصبايا والشباب امثالكم. وامنيتنا ان تعودوا يوما الى لبنان لتبنوا لكم بيوتا، وتعملوا وتتملكوا ارضا على ارض ابائكم واجدادكم. لبنان هو جذوركم وصوتكم بالانتخابات سيشكل الفرق. فلا تحرموا البلد من صوتكن".