البخاري يعود قبل شهر رمضان والحراك السعودي سينشط عند توقيع الاتفاق السعودي الفرنسي اللبناني
حمل حضور لبنان في منتدى الدوحة جملة مؤشرات من شأنها أن تضعه على سكّة إعادة إحياء علاقاته العربية والخليجية بالتحديد بموجب المبادرة الكويتية، وهي المبادرة التي لا يتخلّف المسؤولون اللبنانيون عن تأكيد التزامهم بها.
وأنتجت هذه المبادرة إيجابيات متعددة أبرزها الترحيب السعودي بالمواقف اللبنانية والاستعداد لعودة سفراء دول الخليج تباعاً، إذ وفق ما تشير مصادر دبلوماسية متابعة فإن عودة السفير السعودي وليد البخاري إلى لبنان ستكون خلال هذا الأسبوع وقبل حلول شهر رمضان المبارك.
وتضيف المعلومات أن البخاري سيكون له حضور بارز على الساحة اللبنانية من خلال اللقاءات التي سيعقدها، والإفطارات التي سيتم تنظيمها لشخصيات سياسية ولرجال دين.
وسيكون الحراك السعودي على الساحة اللبنانية مرتبطاً بالمزيد من المساعدات التي سيتم تقديمها عند توقيع الاتفاق الثلاثي السعودي الفرنسي اللبناني، إذ تضيف المصادر أن المرحلة المقبلة ستشهد زيارة وفدين سعودي وفرنسي يضمان أعضاء اللجنة المشتركة التي شكلت لمناقشة الوضع في لبنان، ولمواكبة توزيع المساعدة إلى بيروت لتوقيع الاتفاقيات، والمباشرة في آلية توزيع المساعدات.
وهذه تطورات ترتبط بمتغيرات في المشهد الإقليمي والدولي، من قمة شرم الشيخ بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، إلى قمة العقبة، وقمة تل أبيب.
ويشير كل ذلك إلى تسارع وتيرة الأحداث في المنطقة لإنتاج صورة جديدة في المشرق العربي، فهي قمم ستجعل لبنان ساحة اشتباك جديدة بالمعنى السياسي في ظل إصرار اللبنانيين على تحسين العلاقات مع الدول العربية وتحديداً دول الخليج، في حين يستمر "حزب الله" بأخذ لبنان إلى لعبة المحاور وجعله منضوياً في المحور الإيراني الذي يستمر في تنفيذ الاعتداءات على السعودية، وستستمر عملية شد الحبال السياسي من الآن إلى فترة الانتخابات النيابية وما بعدها.
لكن الأساس يبقى في المواقف الرسمية التي تتخذها الحكومة اللبنانية، والتي جدد التأكيد عليها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي خلال مشاركته في منتدى الدوحة وبعد لقائه الأمير تميم بن حمد، إذ قال: "نحن بحاجة لرعاية عربيّة، فالفراغ لا يسدّه إلا من أخطأ بخصوص لبنان، ولكنّنا نعي تماماً أنّ قطر إلى جانبنا وكلّ الدول العربية ودول الخليج خصوصاً ستُعيد علاقاتها مع بلدنا، ونحن بحاجة لهذه التطورات".
الجريدة - منير الربيع