مر الختام... في رحيل المحترم مارون عطالله
كتب الاعلامي الاديب ابرهيم يوسف يزبك في رحيل المحترم الأب مارون عطالله ما يلي:
.
"مر الختام
أبونا مارون، يا أخي الحبيب،
ألفتنا ترقى الى سبعين عاماً زمان كنت تلميذاً في مدرسة الآباء اليسوعيين فأتردد في الحين بعد الحين الى الأنطونية القريبة من بيتنا حيث عرفتك شيخ شباب الرهبان الطلاب وقيدومهم. أيامذاك حضنتني اذ تجمعنا صداقة موروثة، وفسحت لي في فريقك الرياضي مشاركاً مرة ومشاهداً مرارا.
أما إخاؤنا فقد نيف على الستين مذ عرضت علي إثر انهاء دروسيَ الثانوية مهمّة تعليم رهابين مبتدئين فأمضيت سنتين أدرّس العربية والفرنسية في المعهد الأنطونيّ الوليد.
برعايتك وتلبية لرغبة لديك، قمت بأول عمل في حياتي وتقاضيت أولَ مرتّب. ونشأ لدينا تعاون في غير ميدان، ثقافي، وديني، واجتماعي، وقد تميز هذا التعاون بأخوة ما زالت أواصرُها تترسخ.
ولم تشُب ذلك الإخاءَ شائبةٌ فبقي على مر السنين وعقودها زُلالاً كماء المُزُن إن مسّه السحاب فليس بضائره. ولم تطله إستخانة إلا مرة، مرة يتيمة: ففي آخر زيارة لباريس دعوتني للعودة الى لبنان وربما الإسهام في أحد مشاريعك وهي لا تحصى. أجبتك ممازحاً سأعود في آخر المطاف لأدفن في تربتنا، وترئس أنت صلاة الجنازة.
وهنا الخيانة. فقد انسحبتَ خلسة ولم تتح لي أن أمشي في جنازتك.
سامحك الله يا مالئ القطبين وغفر لي ولوالديَّ ولكل محبيك.
أبونا مارون، يا أخاً لم تلده أمي، قصّرت الزيارة."