جبهة سيادية تلتزم بمدرسة الرئيس كميل نمر شمعون
كتب عضو الجبهة السيادية المحامي فؤاد الأسمر:
من المتفق عليه بين مختلف الباحثين وأساتذة العلوم السياسية أن الديمقراطية العددية لا تصلح للتطبيق في الدول التي تعاني من انقسامات وصراعات بين مكوناتها البشرية، بحيث أن النظام الأصلح للتطبيق فيها هو نظام تقاسم أدوار ومهام السلطة، أي ما يسمى "الديمقراطية التوافقية" هو المعتمد في لبنان وفي عدد من الدول ومنها بلجيكا.
مع التأكيد على أن نظام تقاسم مهام السلطة، هو بدوره عرضة للفشل الذريع، ما لم تتحق ثلاثة شروط اساسية لضمان نجاحه:
الشرط الاول: اختيار النُخَب لتولي مهام السلطة.
الشرط الثاني: تعاون هذه النُخَب في تأدية مهامها.
الشرط الثالث: التعاون الخارجي الإيجابي.
عرف لبنان هذه التجربة، ونجح في عهد الرئيس كميل نمر شمعون باختيار النُخَب من اصحاب العلم والفكر والنزاهة والكفاءة، ومن مختلف الطوائف، لتولي وتقاسم مهام السلطة، فكان شارل مالك وحميد فرنجيه وزراء خارجية، وعبدالله اليافي ومحي الدين النصولي وبيار اده وزراء مالية، وخالد شهاب وصائب سلام وسامي الصلح للداخلية، وكاظم الخليل وجوزف سكاف للزراعة، وألفرد نقاش (بعد ان كان رئيساً للجمهورية) تولى وزارة العدل وخلفه فيها شارل حلو واميل تيان، وكانت الأشغال العامة لبشير الاعور وغبريال المر...
وقد تعاون هؤلاء الكبار في أداء مهامهم، فعرف لبنان النجاح والبحبوحة والرخاء والازدهار وارتقى الى مصاف كبريات دول العالم قوةً وحضوراً واحتراما.
وعلى مستوى الدور الايجابي الخارجي، تبنى الرئيس شمعون قاعدة نعم للشرق ونعم للغرب وحقق افضل العلاقات مع دول العالم العربي والاسلامي ومع دول الغرب قاطبة.
كما عمد الى استنهاض وتحفيز دور الانتشار بحيث كانت غالبية الدول التي تضم لبنانيين على ارضها تدعم لبنان وتؤيده في المحافل والمنتديات الدولية وخاصة لدى الأمم المتحدة.
واليوم وعلى مشارف انتخابات نيابية، تسعى السلطة الى تعطيلها، تطرح الجبهة السيادية ونواتها حزب الوطنيين الاحرار، رؤية نهضوية للبنان شعباً، أرضاً ومؤسسات، معتمدة مشروعاً وطنياً شاملاً معززاً بخبرة وتجربة ناجحتين مؤهلتين لاعادة لبنان الى مصاف أرقى دول العالم.
ان الالتزام بمدرسة الرئيس كميل نمر شمعون، منبع الفكر والحكمة والوطنية، كفيل باعادة رسم صورة لبنان الحلم الذي يطمح اليه كل لبناني شريف يؤمن بهذه الأرض وبقدسية تاريخها ورسالتها.
فهل سنرى انتفاضة انتخابية تليق بلبنان العز والمجد المنشود، أم ان لعنة الاقزام السماسرة ستبقى تلاحق هذا الشعب الطيب؟