عقيص: عنوان معركتنا إستعادة السيادة وتحرير الدولة
كتبت لوسي بارسخيان في "نداء الوطن":
أطلقت «القوات اللبنانية» نهاية الأسبوع الماضي معركتها الإنتخابية في دائرة زحلة، بإعلانها النائب جورج عقيص مرشحاً تفضيلياً لها عن أحد المقعدين الكاثوليكيين في المدينة.
وفق المعلومات، فإن «القوات» في زحلة تسعى لتشكيل لائحتها بصرف النظر عن أي تحالفات قد تحيكها مستقبلاً، آخذة بعين الاعتبار خوض إنتخابات زحلة ولو منفردة، وهي بالتالي تسعى الى ضم شخصيات زحلية مستقلة لمعركتها، أحدها عن المقعد الكاثوليكي الثاني في الدائرة، حيث ذكرت المعلومات أنه يجري التفاوض في هذا الإطار مع سيدة زحلية إنخرطت منذ مدة بالشأن الإجتماعي والسياسي، إلا أنه لم يتم التوصل الى توافق حتى الآن.
لا تختلف معركة «القوات» في زحلة عن معاركها في باقي المناطق اللبنانية، وفقا للنائب جورج عقيص، فهي تشدد «على الخروج من الزواريب الضيقة»، الى التأكيد على العناوين التي أعلنها الدكتور سمير جعجع في لقائه الإفتراضي مع كوادر الحزب بالمدينة.
وفي هذا الإطار يؤكد عقيص لـ»نداء الوطن» عقب إعلان ترشيحه أن «القوات» في زحلة وفي كل الدوائر التي ستخوض فيها الانتخابات، «لا تطرح مشاريع شخصية أو مناطقية ضيقة، عنواننا الذي نطرحه على الناس اليوم هو إستعادة السيادة وتحرير الدولة من الهيمنة ومن الإحتلال الإيراني عبر «حزب الله»، وبرأينا هذا ما أوصلنا الى المآزق التي نعيش، سواء السياسية او الإقتصادية او حتى الوجودية».
ويضيف: «نحن اليوم بوضع سياسي استثنائي في لبنان، لذلك طلتنا على جمهورنا وعلى كل اللبنانيين وعلى الرأي العام بشكل عام طلة استثنائية، تواكب دقة هذه المرحلة وطبيعتها، ودعوتنا هي للتصويت للبنان الدولة، القوية القادرة اللامركزية، دولة حيادية ومحايدة، ولبناء دولة المؤسسات والمحافظة على الوجود المسيحي، والذي نقول بصوت عال انه يتعرّض لذوبان كلي من خلال الهجرة الكثيفة لشبابنا.الى هذه الدرجة مستوى المعركة عال برأينا. وبالتأكيد، ليس بنيتنا تصغير مستوى المعركة لندخل بزواريب تتعلق سواء بزحلة او كسروان او جزين او غيرها».
وزحلة، وفقاً لعقيص، ليست بمنأى عن هذا الخطاب الذي أعلنته «القوات»، وهي كما يقول «قبلنا كلنا، ومصلحتها قبل مصالحنا كلنا، وحتى قبل مصالحنا الحزبية». ومن هنا يرفض إنتقادات من يحاولون الإستثمار السياسي ضد توسع الأحزاب بمقاعدها النيابية نحو المدينة، معتبراً ان مقولة «الأحزاب ممثلة بزحلة لا تحقق مصلحة زحلة» هي مقولة «سخيفة، سمجة، وساذجة». كما يرى أن «التجارب تنفي مقولة أن الأحزاب تتسبب بشرذمة نواب زحلة على طاولاتها، وأنها تتسبب بعدم توافقهم على مصالح المدينة»، متسائلاً «عمّ نفذ لزحلة عندما كانت غير ممثلة بأحزابها المركزية في لبنان، وعندما كان نوابها بإتجاه واحد سياسياً، وكان زمنهم زمن البحبوحة»؟
زمن صعب
ويضيف عقيص مدافعاً عن نفسه وبالتالي عن زملائه النواب الحزبيين «أننا أتينا بزمن صعب جداً، ومع ذلك نحن نواب زحلة مع كل خصوماتنا السياسية التقينا على موضوع تنظيف نهر الليطاني، وطريق ضهر البيدر، والبناء الجامعي الموحد، وكهرباء زحلة، ووقعنا على القانون الذي يحافظ عليها انا وسيزار المعلوف وعاصم عراجي وأنور جمعة. بالتأكيد مع الأسف وصلنا في مرحلة أصبحت فيها خزينة الدولة من دون اي مورد، وزمن الـ»كورونا» الذي شطب عامين ونصف، ولا يزال مستمراً، من عمر هذه الولاية، إنما النية كانت موجودة أكثر من اي وقت مضى».. ويقول: «من جهتي حاولت باكراً بموضوع الكهرباء والليطاني ان اكون حلقة الوصل بين كل النواب، نجحت بنسبة ضئيلة وفشلت بنسبة اكبر، ليس لأنني لم ارغب بالنجاح انما للأسف إما بسبب عدم التجاوب والمتابعة، وإما بسبب الظروف الاقتصادية والسياسية العامة بالبلد التي لم تدعنا نصل لما نرغب بالوصول اليه». ومن هنا يعتبر عقيص «أن هذه الأسلحة التي قد تستخدم بمعركة زحلة أصبحت غير مقبوضة من الناس، فهناك وعي سياسي عال جداً لدى الزحليين، وهم قادرون على التمييز بين الصح والخطأ»، مشدّداً على «اهمية التنوع السياسي داخل زحلة الذي يجب الحفاظ عليه ديمقراطياً ويمكنه ان يكون مصدر غنى».
لسنا السبب
هل ستكون «القوات» مرتاحة بمعركتها في زحلة، في ظل الواقع الإجتماعي الضاغط الذي تحدث عنه، والذي تسوده الدعوات الى مقاطعة كل الأطراف السياسية التي شكّلت جزءاً من المنظومة السياسية الحالية، ومن بينها «القوات»؟
يرفض عقيص الإشارة الى ان «كلن يعني كلن» تشمل «القوات» و»أننا مأزومون بسبب الضائقة الإجتماعية»، مضيفاً «أعتقد أننا أبعد ما نكون عن المشاركة بالتسبب بهذه الأزمة، ونحن وإن شاركنا بالسلطة من خلال بعض الوزراء في بعض الحكومات، ولكن اداءنا في هذه الحكومات كان ضد المحاصصة والفساد. وبالتأكيد لا أحد قادراً على مواجهتنا بأي موقف او أداء وزاري قريب من منظومة الفساد. في وقت من الأوقات رأينا انه من حقنا ان نمثل ناسنا بالحكومة، وكان لدينا أمل، ولو أخذ بالتضاؤل، بأنه يمكن إصلاح هذه المنظومة من الداخل، وعندما اكتشفنا انه يستحيل هذا الشيء انكفأنا عن المشاركة. ليس تحت وطأة الثورة كما يدّعي الكثيرون، لأن الثورة إختفت لاحقاً، وبقينا مصرّين على عدم المشاركة، خصوصاً بحكومة الرئيس نجيب ميقاتي الاخيرة، وقد كان ذلك قراراً اختيارياً لـ»القوات»، وهو قرار رأى البعض انه إنتحاري على ابواب الإنتخابات، ولكنه برأينا بقي أميناً للخطاب الذي حملناه باكراً منذ ايلول 2019، ولخطابنا عند قيام المبادرة الفرنسية. إذا لا نعتقد ان مقولة «كلن يعني كلن» تعنينا، لا من قريب ولا من بعيد».
وإذ يشير عقيص الى «إستطلاعات تبين لنا بأن الشعبية القواتية في قضاء زحلة اذا لم تتقدّم بشكل ملحوظ، فإنها بالتأكيد لم تتراجع»، يرى في المقابل «أنه لا يجوز لأي فريق سياسي أن يكون مرتاحاً للمعركة، بل طبيعة الديمقراطية تفترض أن لا نشعر بفائض قوة ولا غرور أو إطمئنان كلي».
يذكر أن النائب عقيص هو المرشح الثاني الذي يسمّى بشكل علني بعدما كانت مجموعة «زحلة تنتفض» قد سمّت أيضا الدكتور عيد عازار مرشحاً إفتراضياً لها عن المقعد الأرثوذكسي.