ماكرون يخرق "لبنانيا" في المملكة.. وحلّ معضلة البيطار يقترب: الثلثاء؟!
"التيار" لا يمانع بمخرج قضائي عبر "البرلمان".. مقايضة تُطبَخ بين بري وباسيل
الدولار "طلوع نزول".. قائد الجيش: صمود عسكريينا امام الازمة الاقتصادية اولوية
المركزية- لأن أهل الحكم في هذا البلد سلّموا "ذقونهم" ورقابَنا، الى الايراني والفرنسي والسعودي والاميركي (...) بات من الطبيعي ان يفقدوا اي قدرة فعلية على ادارة شؤون لبنان ومؤسساته وعلى تحديد مصيره ووجهة سيره، من دون "مرشد"، واصبح طبيعيا ايضا ان يضبطوا ايقاع الحلّ والربط محليا، على "ساعات" الخارج. من هنا، وغداة استقالة الوزير جورج قرداحي استجابة لضغوط مورست عليه من باريس، اوضح الرّجل انها أتت بعد ضمانات تلقاها بأن خطوته ستساهم في حل الازمة الدبلوماسية، توجّهت الانظار الداخلية السياسية اليوم نحو الرياض، لتلمّس حجم "مونة" الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، ومدى قدرته على دفع الامير الشاب الى "التهدئة" مع بيروت، ومدّ يد العون اليها من جديد، في مهمّةٍ شاقة، حقق ماكرون نجاحا فيها، جاء مفاجئا ومخالفا لكل التوقعات.. كما ان الإليزيه يرعى حركة داخلية للتوصل لـ"صفقة" شاملة، تتيح الافراج عن مجلس الوزراء المخطوف من الثنائي الشيعي، يبدو بدورها أحرزت تقدما لكن ستتظهّر نتائجها في الايام القليلة المقبلة: فإما يُصار الى تكبيل يدي المحقق العدلي في انفجار المرفأ القاضي طارق البيطار عبر مجلس النواب، ويدعم "لبنان القوي" هذه التسوية مقابل دعم عين التينة لمطلب "التكتل" تقليصَ عدد النواب الممثلين للاغتراب، فيعاود مجلس الوزراء نشاطه... أو "يفرط" هذا "الديل"، اذا "خاف" الفريق البرتقالي من تداعياته الشعبية عشية الانتخابات، فتبقى الحكومة مشلولة... هذا اذا لم تؤثّر أجواء "فيينا" الملبدة ومفاوضاتُها النووية العقيمة، على موقف حزب الله، فيعود الى المطالبة بتطيير البيطار نهائيا، لا بتقليص صلاحياته فحسب...
فتح صفحة جديدة: في الانتظار، المواقفُ التي سجّلت في الساعات الماضية، توحي كلّها بإيجابية وبانفتاح على الحلول والمعالجات.. فهل تجد ترجمة "عمليّة" لها؟ ماكرون الذي انتقل من قطر الى السعودية، قال "سأبحث خلال جولتي في المنطقة الأزمة بين لبنان ودول الخليج"، مضيفا "لا بد للحكومة اللبنانية أن تستأنف العمل من أجل تطبيق الإصلاحات المطلوبة". وتابع "ناقشت مع أمير قطر الوضع في الخليج ولبنان"، مشيرا ماكرون إلى أن "استقالة الوزير قرداحي ستفتح الباب أمام إمكانية إعادة المبادلات بين لبنان والمملكة العربية السعودية". وبالفعل بدا ان الخلوة التي جمعت ماكرون وبن سلمان تمكنت من فتخ ثغرة في حائط العلاقات الثنائية بين بيروت والرياض حيث تخللها اتصال اجراه الرجلان برئيس الحكومة نجيب ميقاتي تم خلاله الاتفاق على فتح صفحة جديدة بين البلدين وهذا ما ابلغه به بن سلمان، وفق المعلومات التي لفتت الى اتصال سيحصل بين ماكرون ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون ايضا. وافيد ان هذه الصفحة ستُفتح بناء على مبادرة فرنسية وانطلاقا من خارطة طريق واضحة وعلى اساس التزامات تحفظ سيادة لبنان. وقد صرح ماكرون قبيل مغادرته السعودية في ختام جولته الخليجية، بأن السعودية ولبنان يريدان الانخراط بشكل كامل من أجل "إعادة تواصل العلاقة" بين البلدين في أعقاب الخلاف الدبلوماسي الأخير.
الحزب منفتح: من جانبه، وفي موقف هو الاول لحزب الله غداة الاستقالة، شدد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله، على أن "حزب الله يعمل من أجل أن تنجح الحكومة في عملها، وكنا ولا نزال منفتحين على كل المعالجات التي تؤدي إلى إعادة ضخ الحياة لجلسات مجلس الوزراء، ونحن نعبر دائما عن تأييدنا وتشجيعنا لقيام الوزراء بمهامهم، ولعمل اللجان الوزارية، وإعداد الملفات والأوراق، ولكن أيضا نريد للحكومة مجتمعة أن تعمل، وهناك طريق واضح أمام القيمين عليها يستطيعون سلوكه، وفي أيديهم معالجات يستطيعون اللجوء إليها للخروج من أزمة عدم اجتماعها، ولا سيما أن أسباب عدم اجتماعها باتت معروفة".
قاض بسلطة مطلقة: هذه الاسباب اشار اليها بوضوح وزير العمل مصطفى بيرم الذي اعتبر أن "فصل السلطات أساسي"، رافضا "الاستنسابية". واذ رحب بـ"الاتصالات والمساعي والحوار لمعالجة الأمور والقضايا على مستوى الوطن"، شدد على "أهمية التزام الصلاحيات الدستورية، إذ لا يمكن لقاض ان يتحول الى سلطة مطلقة يستطيع ان يأتي برئيس حكومة او وزير او نائب، وبالتالي تتحول لديه صلاحيات غير منصوص عليها في الدستور، ويصبح أكبر وأقوى من الرئيس اللبناني. فليسأل أي لبناني في الشارع، هل رئيس الحكومة الفلاني هو من فجر المرفأ والاتهام انه قتل ودمر؟ هناك تحريض كبير جدا، وهذه نقطة خلافية".
الحل الثلثاء؟: بحسب ما تقول مصادر سياسية متابعة لـ"المركزية"، فإن حركة اتصالات تدور في الكواليس بالواسطة وبالمباشر، بين بعبدا والسراي وعين التينة وميرنا الشالوحي والضاحية، لإنضاج اتفاق تحرير مجلس الوزراء، غير ان التفاهم لا تزال دونه عقبات، ففيما يرى الثنائي الشيعي ان تفعيل مجلس محاكمة الرؤساء والوزراء وتجييرَ محاكمة هؤلاء اليه، بقرار "نيابي" يولد من "ساحة النجمة"، هو الانجع والاسرع، يبدو رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل يربط موافقته على تأمين الميثاقية وتصويت بعض نوابه لهذا الاجراء، بضمانات حيال "المغتربين" يقدّمها اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري، ايا يكن قرار المجلس الدستوري (الذي يبدأ الاثنين درس الطعن المقدّم امامه من قبل لبنان القوي)، وربما ايضا بتعيين بديل لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة. فاذا انتزعها، من غير المستبعد ان تقرّ هذه الصيغة في جلسة مجلس النواب المقررة الثلثاء المقبل. والا فإن الاتصالات ستستمرّ حتى ايجاد الحل..
التيار والحل عبر البرلمان: غير ان بيان التيار الوطني الحر اليوم، أشّر الى ان ثمة تقدّما تحقق، اذ لم يمانع بحلّ يأتي عبر "قناة" مجلس النواب. فقد أبدى المجلس السياسي في التيار "إستياءَه من إستمرار تعطيل مجلس الوزراء من دون أي مبرّر، فالحكومة غير مسؤولة ولا صلاحية لها في حسم الخلاف القضائي القائم". ورأى "المجلس أن إيجاد الحلّ هو من صلاحية القضاء أو مجلس النواب الذي يمكنه أن يتّبع الأصول اللازمة في هذا المجال". وجدد التيّار "مطالبته الحكومة بتعيين بديل لحاكم مصرف لبنان. فالأسباب الموجبة لإقالته باتت أكثر من أن تحصى، بدءا من فشله في الحفاظ على سلامة النقد الوطني، وهو في بديهيات وظيفته، وليس إنتهاء بمخالفاته الكثيرة لقانون النقد والتسليف والدعاوى المقامة ضده في 7 دول، الى جانب الملاحقات القضائية الحاصلة في حقه داخلياً، وصولاً الى إستمرار تمرّده على قرار الحكومة إجراء التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان، بذرائع واهية. لكل ذلك، كيف للثقة في العملة الوطنية أن تستقيم فيما المسؤول المباشر عنها وسيرته المهنية والشخصية موضع شك وشبهة وملاحقة دولية"؟
البطاقة التمويلية: شد الحبال هذا، يدور بينما الحكومة معطّلة والانهيار يشتد والاوضاع المعيشية تزداد صعوبة وقد عاود الدولار ارتفاعه اليوم، قبل ان ينخفض متأثرا بالانباء الايجابية الآتية من الرياض. ليس بعيدا، وفي وقت ستعود اللجان النيابية إلى دراسة اقتراح القانون الرامي إلى وضع ضوابط موقتة واستثنائية على التحاويل المصرفية والسحوبات النقدية (كابيتال كونترول) الاثنين المقبل، بعدما لم يتم إدراجه على جدول أعمال الجلسة التشريعية الثلثاء، ستكون "البطاقة التمويلية" التي لم يتأمّن تمويلها بعد، حاضرة في الجلسة العتيدة.
الصمود اولوية: الضائقة المالية والمادية، دفعت قائد الجيش العماد جوزيف عون الى رفع الصوت من جديد. فخلال تفقده الطبابة العسكرية في بدارو حيث جال في أقسامها، نوّه بالجهود التي تبذلها الطبابة العسكرية رغم التحديات والظروف الاقتصادية الضاغطة، وتوجّه إلى العسكريين بالقول "أنتم خط الدفاع الأول عنّا جميعًا. تواجهون المخاطر لأجل أكثر من أربعمئة ألف مواطن بين عسكريين في الخدمة الفعلية وعائلاتهم ومتقاعدين وعائلاتهم". وأضاف "حقّقت الطبابة العسكرية مؤخرًا تقدمًا لافتًا لجهة تطوير خدماتها الصحية وتوسيعها، كما تأهيل المباني الخاصة بها، وذلك بفضل الإرادة وحسن الإدارة والشفافية. وهي تسعى لضمان استمرارية توفير الخدمات الصحية لكل المرضى بما يصون كرامتهم، وتتابع كل الحالات الصحية والمرضية وتعالج أي مشكلة تواجهها، لأن سلامة عسكريينا وعائلاتهم هي أمانة بين أيدينا وصمودهم أمام هذه الأزمة هي أولوية بالنسبة إلينا"... واردف "أصبحت السلامة الصحية الهاجس الأكبر للشعب اللبناني، فتدهور الوضع الاقتصادي أثّر في القطاع الصحّي بشكل كبير وخطير. لكن رغم ذلك، فإن مرضى الجيش لا يزالون يحظون بتغطية صحية شاملة سواء في المستشفى العسكري أو المستشفيات الخاصة المتعاقدة مع الجيش. لا شكّ في أن الطبابة تعاني أيضًا من هذه الأزمة، لكنّ أثرها يبقى محدودًا مقارنة مع ما يعانيه القطاع الصحي المدني". وأكّد العماد عون أن الطبابة هي في سلّم أولويات القيادة حاليًّا، إذ تُحَوَّل إليها معظم المساعدات التي يقدّمها متبرّعون مؤمنون بضرورة دعم الجيش ومساعدته، مشيرًا إلى أن القيادة تتواصل أيضًا مع الدول الصديقة لطلب الأدوية والمستلزمات الطبية.