عقم داخلي وترقب خارجي...البابا في قبرص: قلق جدا تجاه ازمة لبنان
الراعي: الشعب في مكان والسياسة في آخر ومكمن الحل ليس في يدنا
الرؤساء وقرداحي يعايدون الامارات وهاجس كورونا يعود بقوة
المركزية- في غياب اي بارقة امل بإعادة القطار الحكومي الى سكة العمل مجددا، اقله في المدى المنظور، بعدما اقفل طريق الوساطات والمعالجات بسواتر رفض كل المخارج المقترحة، ربطا بطبيعة التعقيدات التي تحكم الوضع الداخلي، والرهان على نتائج الحراك الخارجي من مفاوضات فيينا الى زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى الخليج، بقي المناخ السياسي المشدود مخيما على البلاد وتقدمت الملفات الاقتصادية والمالية والصحية، الى الواجهة نظرا لبلوغها نقاطا بالغة الحساسية تستوجب معالجات فورية، قبل وقوع الكارثة.
الراعي ينتقد: اما في المواقف، ومن قبرص التي استقبلت قداسة البابا فرنسيس الذي عبر في لقاء مع الكنيسة المارونية فيها عن "قلق شديد" تجاه الأزمة في لبنان، فانتقاد بطريركي لاداء السلطة السياسية. اذ في اطار زيارته الرعائية الى جزيرة قبرص، زار البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي رئيس أساقفة قبرص خريسوستوموس الثاني في نيقوسيا على رأس وفد. وبعد الاستقبال، جرى التطرق الى الوضع في لبنان حيث أكد الراعي ان المشكلة الاساسية في لبنان سياسية تتبعها الازمات الاجتماعية والاقتصادية، ومكمن الحل ليس بين ايدينا، فالشعب بمكان والسياسة بمكان اخر، وبالتالي ما زلنا نؤمن ان وطننا هو بلد الحرية والانفتاح والتعايش والديمقراطية وكلنا رجاء أنه سينهض من كبوته. طالبا من رئيس الاساقفة الصلاة على نية لبنان وقبرص. كذلك، زار البطريرك الراعي والوفد المرافق الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس في المقر الرئاسي نيقوسيا، وكان في استقبالهم وزير الأقليات فوتيس فوتيو.
غالاغر الى لبنان: كنسيا ايضا، استهل وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب زيارته لروما بلقاء مع أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين حيث تناول البحث الازمة التي يمر بها لبنان على كافة الاصعدة وكيفية حلّها ودعم الفاتيكان المستمر للبنان حكومةً وشعباً مع التأكيد على ان يكون لبنان بمنأى عن الصراعات في المنطقة. كما التقى بوحبيب وزير خارجية الفاتيكان الكاردينال بول ريتشارد غالاغر وعرض معه الدعم الذي يقدمه الفاتيكان للقطاع التربوي وكيفية تطويره. كما تم التطرق الى العمل التي تقوم به الحكومة اللبنانية في مجال الطاقة والمفاوضات مع صندوق النقد الدولي. واكد الكاردينال غالاغر على دعم الفاتيكان للبنان الذي سيزوره في الفصل الاول من العام المقبل.
ميقاتي – غريو: في الداخل، وعشية زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، عراب حكومة معا للانقاذ المعطلة، الى كل من الرياض والدوحة وابو ظبي، عقد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اجتماعات وزارية وديبلوماسية في السرايا والتقى سفيرة فرنسا آن غريو وعرض معها المستجدات السياسية وتطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة.
عون يعايد الامارات: في الغضون، برز اليوم اعلان الكويت ضبط 5 متهمين جدد في قضية تمويل حزب الله. في المقابل، ابرق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان مهنئا بالعيد الوطني وجاء في البرقية: لمناسبة احتفال بلدكم الشقيق بالعيد الوطني، أتوجّه إلى سموكم، باسمي وباسم الشعب اللبناني، بالتهنئة القلبية على ما حققته إرادتكم ورؤيتكم الحكيمة لبلدكم من عزّة وتطور وحداثة. نتطلع اليوم إلى دولة الإمارات كبلد شقيق نعتز به، ونصبو إلى توطيد أفضل العلاقات الثنائية معه، مقدرين بامتنان ما لكم ولشعبكم ومسؤوليكم من أياد بيضاء تجاه وطننا، وتجاه اللبنانيين الذين تحتضنهم دولتكم كأبناء لها، موفرة لهم كل ظروف الأمان والطمأنينة. واسأل الله تعالى، أن يمدّكم بالصحة والعافية لتواصلوا قيادة شعبكم وبلادكم على دروب السلام والازدهار والسؤدد".
...وقرداحي ايضا!: في المناسبة عينها، لفتت ايضا تغريدة وزير الاعلام جورج قرداحي جاء فيها "أطيب تحية من القلب، الى الامارات الحبيبة، قيادة وشعبا، بمناسبة عيدها الوطني الخمسين. خمسون عاما، كأنها خمسون قرنا من الانجاز والتطور والرقي والطموح. مسيرة، أرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد، ورسخ بنيانها أركان الدولة الذين جاؤوا بعده، ليجعلوا من بلادهم بلاد خير، وسلام وازدهار وتسامح، تشع أنوارها على العالم. أحبتي في الامارات، كل عام وانتم بخير، ووطنكم بألف خير".
الوفاء للمقاومة: في المقابل، رأت كتلة "الوفاء للمقاومة" في بيان عقب اجتماعها الدوري بمقرها في حارة حريك، ، أن "الأزمة الحكومية الراهنة في البلاد، كشفت المزيد من مواطن الخلل التي تحتاج إلى معالجة قانونية ووفاقية"، معتبرة أن "غياب الرؤية الوطنية الواحدة، وتفاوت النظرة إلى الثوابت الحاكمة هما منشأ أغلب الاختلافات حول مقاربة القضايا والمستجدات اليومية التي نواجهها في حياتنا السياسية والعامة. أما ازدواجية المعايير فهي سبب الإطاحة بالنظام العام وبالقوانين التي تحكم بموجبها السلطات. ومع تنامي الفساد، وانعدام الثقة وحصول الانقسام يأتي الاستقواء بالخارج كعامل إضافي لتعميق الشرخ وتوسيع هوة التباينات". واعتبرت أن "أوضح أسباب الأزمات المتوالية التي تعصف بالبلاد، محاولة التذاكي لمخالفة الدستور تارة وتجاوز ثوابت الوفاق الوطني تارة أخرى، وخلف ذلك كله تغليب المصالح الشخصية أو الفئوية على مصالح العباد والبلاد واعتماد الاستنسابية في تنفيذ ما جرى التفاهم والتوافق حوله"، لافتة إلى أن "مقاربة الحل في قضية المحقق العدلي يجب أن تكون تحت سقف الدستور، كما أن مقاربة الأزمة السعودية المفتعلة لا تصح بالمجاملة ولا بالاستخفاف بسيادتنا وكرامتنا الوطنية مع تأكيدنا على أهمية وضرورة تسوية العلاقات اللبنانية مع الدول لا سيما منها الدول العربية الشقيقة. وإلى أن يحصل تعديل للدستور، لن يكون من صلاحيات المحقق العدلي مقاضاة الوزراء ورؤساء الحكومات تحت ضغط قوى خارجية أو موجة انفعال مفهومة تحاول قوى في الداخل استثمارها لمآرب سياسية خاصة". وأشارت الى أنه "بمعزل عن أداء المحقق التسييسي والاستنسابي والذي لا يجوز السكوت عنه، أو التغاضي عن الإجراء القانوني والإداري إزاءه، فإن المخرج للأزمة الحكومية الراهنة يبدأ من العودة إلى الدستور واحترام الأصول الدستورية".
نفايات: على صعيد آخر، ولمتابعة الأزمات المحلية، اجتمع الرئيس ميقاتي مع وزير البيئة ناصر ياسين الذي قال بعد الاجتماع "بحثنا في موضوع النفايات الصلبة والخطة التي نعمل عليها من اجل إدارة اكثر استدامة لهذا الملف، ونحن نعمل لتفادي أزمة اضراب عمال شركات جمع النفايات، لان هناك مشكلة في العقود بين الشركات ومجلس الانماء والاعمار، تناقشنا في كيفية حلها، والتفكير بإدارة مستدامة لهذا القطاع". وقال ردا على سؤال "نحاول تسيير عقود الشركات مع مجلس الإنماء والإعمار وإدخال تعديلات عليها، آخذين في الاعتبار التضخم الحاصل، وسأتابع الموضوع مع وزير الداخلية من اجل تفادي أزمة في الشارع".
الاجور: اقتصاديا، التقى ميقاتي رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي شارل عربيد الذي قال إثر اللقاء: عرضنا أموراً ذات طابع إقتصادي، إجتماعي ومعيشي، ومن ضمنها موضوع الأجور. ووضعته في أجواء الحملة التي أطلقناها تحت عنوان "كانون الأول صفر اشتباك"، وتمنيت على القوى السياسية أن تلتزم هذا الشهر بهذه الحملة، فلبنان يستأهل أن نعطيه فرصة، وقد سمعت منه كلاماً مشجعاً في هذا الشأن، وهو يؤيّد الهدوء في السياسة علّنا من خلاله نجد حلولاً للمشاكل. أضاف: تطرقنا أيضاً إلى موضوع الأجور و"لجنة المؤشر" التي أشارك في جزء من اجتماعاتها، ونحن نتكل دوماً على دعم دولة الرئيس، والمجلس الاقتصادي والاجتماعي يلعب دوره كونه صلة وصل بين قوى الإنتاج والحكومة وناقلاً مزاج الناس التي تركز اهتمامها الآن على الأمور الاجتماعية والمعيشية.
لجنة المال: ليس بعيدا من الشأن الاقتصادي- المالي، التأمت جلسة لجنة المال والموازنة، برئاسة النائب ابراهيم كنعان لمتابعة درس اقتراح القانون المتعلق بالفائدة على الديون والقروض الصناعية والزراعية والسياحية والمرسوم الرامي الى ترقية رتباء في المديرية العامة لقوى الامن الداخلي الى رتبة ملازم.بعد الجلسة، أعلن كنعان ان "اللجنة أقرت اقتراح القانون المتعلق بترقية الرتباء في قوى الأمن الداخلي بعد الاخذ بملاحظات وردت في رد فخامة الرئيس للقانون بعد ان تأكدت من كلفته المالية المتواضعة وامكانية تأمينها من موازنة وزارة الداخلية". وقال "أقرت اللجنة مبدئياً ترقية اشخاص ومفتشين في المديرية العامة للأمن العام بعد الأخذ بملاحظات فخامة الرئيس الواردة في ردود أحيلت بالمرسومين رقم ١٧١٣ - ١٧١٤ وقد طرحتهم من خارج جدول الأعمال بعد موافقة الأعضاء الحاضرين". وأضاف: "أحالت اللجنة اقتراح تصفير الفوائد المصرفية على القروض الصناعية والسياحية والزراعية على لجنة فرعية بمشاركة الوزراء المعنيين لوضع ضوابط وآلية عادلة على أن تصدر تقريرها خلال ١٥ يوماً".
تفعيل التلقيح: صحيا، ابدى الرئيس عون قلقه من الواقع المستجد جراء التطورات المتعلقة بتجدد ارتفاع عدد المصابين بوباء كورونا بعد التراجع الذي كان تحقق خلال الفترة الماضية، داعيا الى الإسراع في اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من انتشار الوباء من جديد والتجاوب مع الحملات المنظمة للتلقيح ورفع منسوب التدابير الوقائية الضرورية، وجهوزية المستشفيات الحكومية والخاصة لمواجهة أي طارىْ. وكان الرئيس عون عرض الوضع الصحي العام في البلاد مع نقيب أطباء لبنان في بيروت البروفسور شرف أبو شرف الذي اطلعه على الواقع الراهن، مشددا على ضرورة وضع البلاد في حالة تأهب قصوى لمواجهة تجدد انتشار وباء كورونا والمتحولة الجديدة التي ظهرت في عدد من الدول، ولا سيما منها الدول العربية.
نبدأ بأنفسنا: وليس بعيدا، غردت وزارة السياحة على "تويتر" :"حماية الموظفين في الوزارة والمواطنين والزوار وسلامتهم وسلامة المجتمع مسؤولية ملقاة على عاتقنا. لذلك، نعتذر عن عدم استقبال المواطنين في وزارة السياحة غير الحاصلين على شهادة التلقيح للجرعة الأولى على الأقل، أو نتيجة سلبية لفحص pcr لا تتعدى مدتها 48 ساعة.… نبدأ بأنفسنا".
اتفاقية مع البنك الدولي: الى ذلك، اعلن وزير الصحة فراس ابيض اليوم "عن اتفاقية مع البنك الدولي لدعم تعرفات استشفاء مرضى وزارة الصحة العامة بنسبة ثلاث اضعاف ونصف، وهي دخلت حيز التنفيذ من البارحة. تهدف الاتفاقية الى الحد من التكاليف الاضافية التي يتكبدها المواطن، بالاضافة الى زيادة دخل الطبيب المعالج".