ميقاتي من بكركي الى الاردن: السعودية قبلتي السياسية
عبداللهيان يغادر واعدا باستمرار ارسال النفط : نحترم سيادة لبنان
دعاوى من المشنوق وخليل وزعيتر ضد بيطار وسلامة يرد "الهجوم"
المركزية- على خطين متوازيين يركز السياسيون اللبنانيون بوصلة متابعاتهم اليومية، الى جانب انشغالهم بالهم الانتخابي الذي سيحتل قريبا قائمة الاولويات. زيارة وزير خارجية ايران حسين امير عبد اللهيان التي انتهت بمؤتمر صحافي فيه من المواقف ما لا يطابق الواقع لا سيما لجهة تأكيد احترام سيادة لبنان التي يخرقها في مختلف الاتجاهات، وتطورات ملف التحقيقات في جريمة انفجار المرفأ التي يأبى من في المنظومة الحاكمة الا ان يقنص عليها يوميا للنيل من كل خطوة من شأنها ان تظهر حقيقة المتورطين في الملف.
ايران والنفط والسيادة : بقي وزير الخارجية الايرانية حسين امير عبداللهيان شاغل الساحة المحلية السياسية اليوم. فقد اكد في مؤتمر صحافي في ختام زيارته لبنان "اننا سنساعد لبنان الشقيق للعبور من أزمته"، وقال: "مستعدون للمساعدة عبر استثمارات إيرانية أو لبنانية لإقامة معملين لإنتاج الكهرباء". وأعلن "اننا مستمرون بإرسال المشتقات النفطية الى لبنان، ونأمل ان يكون في المستقبل باطار اتفاقيات بروتوكولية بين البلدين". واشار الى ان "إيران على استعداد لتأمين حاجات لبنان من الأدوية والاغذية والمستحضرات الطبية، وأكدنا للمسؤولين اللبنانيين أن إيران على استعداد لانشاء مترو الانفاق". وقال: "ايران تكن احتراما كاملا لسيادة لبنان وتعبر عن رغبتها ببذل جهودها لدعم لبنان من خلال التعاون بين الحكومتين ومستعدون للتعاون في المجالات كافة". ورأى ان "دول المنطقة وشعوبها لن تسمح للولايات المتحدة أن تنجح في حربها الاقتصادية وحصارها على لبنان، ونأمل من خلال الانفتاح الاقليمي بكسر الحصار الذي يستهدفنا جميعا". واعلن ان "المحادثات الايرانية السعودية تسير في الاتجاه الصحيح، ونحتاج المزيد من الحوار. حتى الآن توصلنا الى اتفاقات معينة". وأكد ان "دور ايران والسعودية له بالغ الاهمية على صعيد ارساء الاستقرار في المنطقة". ولفت الى "اننا سنعود الى محادثات فيينا على أن يتم تحقيق المصلحة الوطنية لإيران وشعبها".
عند نصرالله: وكان "حزب الله" أعلن في بيان، أن الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله استقبل وزير خارجية الجمهورية الاسلامية والوفد المرافق، في حضور سفير الجمهورية الاسلامية في بيروت محمد جلال فيروزنيا، وكان عرض للتطورات السياسية في لبنان والمنطقة. وأشار البيان إلى أن "وزير الخارجية أكد ثوابت الموقف الإيراني تجاه لبنان ودعمه والوقوف إلى جانبه على كل الصعد. وشكر السيد نصرالله للوفد الزائر وقوف الجمهورية الاسلامية في إيران إلى جانب لبنان دولة وشعبا ومقاومة خلال كل العقود الماضية إلى اليوم، وأثبتت أنها الحليف الصادق والصديق الوفي الذي لا يخذل أصدقاءه مهما كانت الظروف صعبة، وأن الآمال كبيرة جدا لخروج لبنان من هذه المحنة التي أصابته وبتعاون الجميع إن شاء الله".
السعودية القبلة: في المقابل، وفيما يعقد مجلس الوزراء جلسة بعد ظهر الثلاثاء المقبل في القصر الجمهوري لعرض رؤية كل من وزيرة الدولة لشؤون التنمية الادارية والوزراء المتعلقة بوزاراتهم وخطة عملهم، غادر رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي بيروت، الى المملكة الاردنية الهاشمية في زيارة خاصة. وقبيل مغادرته، زار ميقاتي البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي صباحا في الصرح البطريركي في بكركي. وقال بعد اللقاء ردا على سؤال حول فتح أبواب السعودية أمامه "أنا باعتقادي أن السعودية هي قبلتي السياسية والدينية وبالتالي لم تقفل أبوابها بأي حال، وعندما أؤدي صلواتي الخمس يوميا اتجه نحو القبلة في السعودية". وردا على سؤال عن الأوضاع المزرية التي يعيشها اللبناني، أكد ميقاتي "أننا لا نفوت فرصة الا ونكون فيها مع هموم الناس وانا اعرف هذه الهموم الكبيرة، ونحن نسعى، لكن بصراحة العين بصيرة واليد قصيرة، اذ لدينا مشكلات كثيرة ونسعى لحلها بروية، وقد اتخذ وزير الطاقة بالأمس اجراءات سريعة وقام بجولات على المحطات ونحن نلاحق كل المخالفات". وسئل عن التهديد الذي تلقاه المحقق المحقق العدلي القاضي طارق البيطار فاجاب: "لقد استفسرنا عن هذا الموضوع ولا شيء مؤكدا، التعليق الذي حصل قام به وزير العدل، وقد إتخذت الإجراءات اللازمة لإضافة الأمن والحراسة للقاضي البيطار، لكن أقول إنه يجب أن نميز بين الشعبوية والقانون والدستور، ويجب أن نتصرف بروية بعيدا من الشعبوية لأننا نريد الوصول الى الحقيقة".
ارتياب: في السياق، تقدم اليوم النائب نهاد المشنوق بواسطة وكيله المحامي نعوم فرح، بدعوى أمام محكمة التمييز الجزائية، طلب فيها نقل التحقيق في ملف انفجار مرفأ بيروت، من يد المحقق العدلي القاضي طارق بيطار، وتعيين قاض آخر لهذه المهمة بسبب "الارتياب المشروع". كما تقدم النائبان علي حسن خليل وغازي زعيتر بواسطة نقيبة المحامين السابقة أمل حداد والمحامي رشاد سلامة، بدعوى أخرى أمام محكمة التمييز المدنية، طلبا فيها رد القاضي بيطار عن القضية، واعتبرا أنه "خالف الأصول الدستورية، وتخطى صلاحيات المجلس النيابي والمجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء". وافيد ان رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي سهيل عبود أحال طلب زعيتر وخليل رد البيطار الى القاضية جانيت حنا في محكمة التمييز.
اذونات: وكان وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي قال من بكركي اليوم ان "بالنسبة لأذونات الملاحقة، اؤكد انني سأطبق القانون وقد يكون الأمر مفاجئاً". واعلن ان الانتخابات ستحصل في موعدها وستكون نزيهة وشفافة وسيتم تعيين هيئة الاشراف على الانتخابات والتأخير ليس عندي، وسأؤمّن نجاح الانتخابات الكامل والأكيد.
المفاوضات: معيشيا، وفيما ارتفعت بقوة اسعار المحروقات اليوم ومعها سعر صرف الدولار، عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا، مع نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي، عمل اللجنة الوزارية المكلفة التفاوض مع صندوق النقد الدولي، والتحضيرات الجارية لهذه الغاية وأوضح الشامي انه بعد تشكيل اللجنة، عقدت سلسلة اجتماعات تحضيرية، معرباً عن امله في "ان تنجز عملها سريعا لمباشرة المفاوضات مع صندوق النقد الدولي قريبا وفقا لرغبة رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء وأعضاء اللجنة أنفسهم".
سلامة ينفي: من جهة اخرى، صدر عن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بيان ردّ فيه على صحيفة Le Temps السويسرية التي اتهمت مصرف لبنان وحاكمه بالتدخل لحذف 14 صفحة من تقرير صندوق النقدد الدولي.
وجاء في البيان: "نشرت صحيفة "Le Temps " السويسرية مقالاً مدسوساً يتهم فيه مصرف لبنان وحاكمه بالتدخل لحذف 14 صفحة من تقرير صندوق النقد الدولي.
ان هذا المقال وكل ما جاء فيه لا يمت للحقيقة بصلة وان نسب هذه الاتهامات والتدخلات الى حاكم مصرف لبنان بعيدة كل البعد عن الواقع. كماوان زعم حذف 14 صفحة من هذا التقرير له اهداف سلبية تجاه الحاكم نفسه وهي تدخل ضمن حملة الاستهداف العدوانية المتواصلة على شخصه.
ان طريقة عمل صندوق النقد الدولي هي جدية وشفافة ومن يدرك طريقة عملها لن يصدق هكذا اكاذيب واقاويل. ان من يقوم بوضع هكذا تقرير هو فريق عمل مؤلف من اشخاص عدة من صندوق النقد يزورون لبنان ويناقشون المواضيع كافةً التي سيوضع التقرير على اساسها كما ونتائج هذا التقرير وذلك معجميع الاطراف المعنية في الدولة اللبنانية سيما رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ووزير المالية و المجلس المركزي لمصرف لبنان، ولا يقتصر فقط على حاكم مصرف لبنان. يتجه بعدها فريق الصندوق النقد الدولي الى واشنطن في الولايات المتحدة حيث يتم كتابة التقرير النهائي ويرسل الى الدولة اللبنانية وليس فقط مصرف لبنان لوضع ملاحظاتها عليه التي يمكن ان يؤخذ او لا يؤخذ بها. يتم بعدها مناقشة هذا التقرير والموافقة عليه من قبل مجلس ادارة صندوق النقد المؤلف من مدراء تنفيذيين يمثلون بلدان العالم كافة.من الواضح ان ما صدر عن صحيفة Le Temps يؤكد عدم جدية هذا المقال كونه ينسب الى حاكم مصرف لبنان شخصياًحذف 14 صفحة من تقرير هكذا مؤسسة عالمية ومحترمة كصندوق النقد الدولي.
المريب هو توقيت كتابة هذا المقال واعلان لبنان بدء المفاوضات الجدية مع صندوق النقد الدولي مما يدعو للقلق لوجود جهات هدفها تفشيل كل الجهود لتعافي لبنان. من الجدير ذكره انها ليست المرة الاولى التي يتعرض لها حاكم مصرف لبنان الى هكذا حملات من قبل صحيفة le temps ما يؤكد وجود بعض المغرضين وراء هذه المقالات المشبوهة والكاذبة. الغريب ان كل هذه الحملات العدوانية على حاكم مصرف لبنان بدأت في نيسان 2020 بعد اعلان لبنان تعثره عن دفع اليورو بوندز في آذار 2020. علماً ان كل هذه الحملات على شخص حاكم مصرف لبنان لن تثنيه عن اكتشاف وكشف من كانوا حملة ال CDS عند تعثر لبنان في سداد مستحقاته من الـ"يورو بوندز".
باسيل مصدوم: وكان رئيس "التيار الوطني الحرّ" النائب جبران باسيل غرّد عبر "تويتر": "حقيقة أُخرى صادمة: في نيسان 2016، عشية هندساته المالية، حذف حاكم مصرف لبنان ١٤ صفحة من تقرير صادر عن صندوق النقد والبنك الدولي يحذر من كارثة بعد اكتشاف عجز المركزي الكبير وفقدان السيولة من المصارف. قبل ٣ أعوام ونصف من بداية الانهيار، طمس الحاكم الحقيقة عمداً فأضاف جريمة على جريمة".