موجة دعم بكركي تتوسع ومحاولات احتواء مفاعيلها تتحرك
"المستقبل" يؤيد الطروحات البطريركية: حكومة اختصاصيين
"المركزي" يدرس ملفات المصارف...فتح المدارس مخاطر جدية
المركزية- الحرب الوطنية التي اعلنها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على اسباب ومسببي انهيار دولة لبنان، بسلاح المبادرة وكلمة الحق وجرأة الموقف المنبثق من رحم امعاء لبنانية خاوية وكوارث تضرب البلاد بقنابل مسيّلة لدموع شعبه المقهور، يطلقها المتفرجون على انهيار الهيكل والمنتشون بخراب البصرة ببرودة اعصاب، قرر هؤلاء انفسهم امتصاص مفاعيلها تدريجياً وسحب وهجها الشعبي بعد موجة التأييد الواسعة العابرة للطوائف لمواقف سيد الصرح والتي ذكرتهم على الارجح بنداء المطارنة وما افضى اليه، فاتخذوا خطوات احترازية لتطويق مفاعيلها وسارعوا الى التنقيب عن كيفية اعادة احياء تواصل طال انقطاعه مع بكركي، من دون ان يغفلوا في المقلب الآخر هز عصا الشارع الطائفي وفق مقولة "ضربة عالحافر وضربة عالمسمار".
اطلالة الراعي: غداة كلمة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي العالية السقف والمواقف، السبت الماضي، تتجه الانظار الى الآلية التنفيذية لاقتراحه القاضي بالذهاب نحو مؤتمر دولي حول لبنان لتحييده من جهة، وانقاذه اقتصاديا من جهة ثانية، وتدعيم الشرعية فيه من جهة ثالثة. وبينما يفترض ان يوضح الراعي في اطلالة تلفزيونية مساء تفاصيل هذا الجانب، اضافة الى تعريجه على قضايا اخرى من علاقته ببعبدا الى رده على حملات تخوينه والتحريض عليه، ويكشف تفاصيل مبادرة جديدة والتطورات التي استجدت ازاء حزب الله بعد خطابه، استمر الحج السياسي الى الصرح اليوم تأييدا لمبادرة الانقاذ البطريركية.
المستقبل في بكركي: في السياق، وفي وقت استقبل الراعي في بكركي وفدا من تيار "المستقبل" برئاسة النائبة بهية الحريري في اطار جولة يقوم بها على المرجعيات الروحية في البلاد. اثر اللقاء، قال النائب سمير الجسر باسم الوفد "بتكليف من الرئيس سعد الحريري التقينا اليوم صاحب الغبطة، وشددنا على يد غبطته للمبادرات والمساعي الحثيثة التي يبذلها من أجل إيجاد حل للخروج من الأزمة السياسية وصولا الى تأليف الحكومة". اضاف: " وضعنا غبطته في أجواء الجهود التي يبذلها دولة الرئيس للاسراع في تشكيل الحكومة كما أطلعناه على نتائج الاتصالات الخارجية التي يقوم بها الرئيس الحريري في سبيل خلق جو ملائم لدعم نهوض لبنان غداة تأليف الحكومة". وتابع "أكدنا لغبطة البطريرك أن الرئيس الحريري مصمم على تأليف حكومة مهمة من الاختصاصيين غير الحزبيين والمشهود لهم بالكفاءة والنجاح في حياتهم العملية، وأكدنا أننا نضم صوتنا الى صوته حول ضرورة تأليف الحكومة اليوم قبل الغد...وشددنا على أن الرئيس المكلف ملتزم بتطبيق الدستور وإتفاق الطائف نصاً وروحاً وخصوصاً ما ينصّ عليه الدستور لجهة حفظ حقوق اللبنانيين مسيحيين ومسلمين على حد سواء. وجدّدنا للبطريرك دعمنا لإعلان بعبدا كاملا الذي نص بخاصة على تحييد لبنان عن سياسة المحاور والصراعات الإقليمية والدولية وتجنيبه الإنعكاسات السلبية للتوترات والأزمات الإقليمية وذلك حرصاً على مصلحته العليا ووحدته الوطنية وسلمه الأهلي، ما عدا ما يتعلق بواجب التزام قرارات الشرعية الدولية والإجماع العربي والقضية الفلسطينية المحقة، بما في ذلك حق اللاجئين الفلسطينين في العودة الى أرضهم وديارهم وعدم توطينهم".
حاصباني: في الغضون، أكد نائب رئيس مجلس الوزراء السابق غسان حاصباني أن "الكنيسة تتدخل عندما ترى ان هناك حاجة لتصويب الأمور مضيفاً"التأييد الواسع لبكركي يؤكد أنها ليست طرفاً. البطريرك الراعي اطلق صرخة مسيحية لكنها وطنية لاقت أصداء لدى مجموعات كبرى من كافة الطوائف. المجتمع الدولي يرى ان هناك صرخة لبنانية للتفاهم على حياد لبنان وما يقوله الراعي ليس عملية تدويل تُفرض علينا من الخارج بل صرخة لتثبيت ما يتفق عليه الافرقاء اللبنانيين والتزام الدول كافة بحماية هذا الاتفاق اللبناني والالتزام بتحييد لبنان عن صراعاتهم".
سيدة الجبل: في الموازاة، وبعد اجتماعه الكترونيا، أكد "لقاء سيدة الجبل" أن الحشد الذي إحتضنته بكركي يوم السبت الماضي شكل دعما والتفافا حولها، مؤكداً انها دعوة لوضع الاصبع على الجرح حتى نرتّب أولياتنا كلبنانيين. وقال: صحيح ان هناك فساداً مستشرياً بالتوازي مع أزمات اقتصادية واجتماعية وصحية واخلاقية، إنما الأصح هو ان لبنان واقع تحت الإحتلال الإيراني المتمثل بـ "حزب الله" وسلاحه مع سكوت مريب من غالبية الطبقة السياسية اللبنانية. لذا اتت مبادرة البطريرك الماروني بسرديتها الوطنية لتدعم المقاومة السيادية بوجه هذا الإحتلال.وأضاف: الحقيقة الساطعة هي ان سلاح "حزب الله" هو الآمر الناهي بمعزل عمن يجلس على هذا الكرسي أو ذاك، لذا فالمطلوب وبإلحاح من القامات الوطنية الانضواء في معركة تحرير لبنان من هذا الاحتلال سلمياً وديموقراطياً، واعادة التوازن الى الصيغة، اذ ان لبنان يُحكم بقوة التوازن وليس بموازين القوى. كما ندعو كل اللبنانيين في بلاد الاغتراب إلى الالتفاف حول موقف بكركي الوطني والانخراط في معركة استعادة استقلال لبنان.
الجوزو: من جانبه، أشاد مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو "بالموقف التاريخي للبطريرك الماروني"، معتبرا أنه "تحدث بلسان جميع اللبنانيين دون تفرقة، وقالها بالفم الملآن، لبنان على الحياد، ولن يدخل في صراعات المنطقة، التي دمرت كثيرا من الدول العربية خدمة للمشروع الذي أشعل نار الفتن المذهبية والطائفية، بين السنة والشيعة في العراق وفي سوريا واليمن". وقال في تصريح "نحن مع البطريرك الراعي، في مواجهة أعداء لبنان وأعداء العروبة في لبنان، لأن الذين كانوا يدعون أنهم حماة المسيحيين في لبنان، يحاولون بيع لبنان لدولة تحارب العرب، وتعمل على جعل لبنان قاعدة عسكرية ضد الأمة العربية، وضد الأشقاء العرب، تحت غطاء مسيحي يتآمرون فيه على المسيحيين أنفسهم، فجاء رأس الكنيسة المارونية في لبنان، وأعلن رفضه لهذه الصفقة التي يراد من ورائها اعلان الحرب على لبنان هوية وكيانا، لتحل مكانه دولة غير عربية، لتجر لبنان الى الدمار والخراب والإفلاس كما هو الحال الآن".
عون – غريو: على صعيد الحكومة، لا جديد. الا ان ملف التشكيل حضر في قصر بعبدا في لقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع سفيرة فرنسا آن غريو والمستشار السياسي في السفارة جان هلبرون. واجرت السفيرة غريو مع الرئيس عون جولة افق عامة وتطرق البحث الى "الازمة الحكومية ورغبة فرنسا في ايجاد حلول سريعة تسفر عن تشكيل حكومة تواجه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد". وتم تأكيد "وقوف فرنسا الى جانب لبنان لمساعدته على تجاوز الازمات التي يمر بها، لا سيما وان الشعب اللبناني يستحق ان يعيش مطمئنا ومرتاح بال وفي ظروف اجتماعية واقتصادية افضل".
الاشكاليات الدستورية: من جانبه، جدد المكتب السياسي لحركة أمل بعيد اجتماعه الاسبوعي "الدعوة الملحّة لتجاوز المزايدات السياسية، وطرح الاشكالات الدستورية والقانونية، والإسراع بإنجاز تشكيل الحكومة لمعالجة حالة الانهيار الحتمي للوضع الاقتصادي والاجتماعي، وإنعكاسه على الاستقرار الامني، والذي لن يُبقي لأي طرف حصة أو دور لتحقيق مصالحه الخاصة نتيجة هذا الانهيار، وأبرز تجلياته اليوم الفلتان غير المسبوق في سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، وتخطيه كل الحدود وإنعكاسه ارتفاعاً جنونياً في الاسعار بعيداً عن أي رقابة حقيقية تقوم بها الوزارات المعنية".
اجتماع مصرفي: ماليا، عقد اجتماع برئاسة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة يضم المجلس المركزي ولجنة الرقابة على المصارف، لدراسة الملفات التي تقدمت بها المصارف بعد انقضاء استحقاق شباط، لعرض ما رفعته المصارف بشأن التزامها بالتعاميم المتعلقة بالملاءة بالدولار. وافيد ان لجنة الرقابة تدرس ملفات المصارف، ومن لم يتمكن منها من تأمين نسبة الـ 3% سيولة للمصارف المراسلة قد يُمنح فترة تمديد محدودة.
المدارس: اما صحيا، وفيما اعيد فتح مزيد من القطاعات التجارية اليوم،ف أكد مدير "مستشفى رفيق الحريري الجامعي الحكومي" فراس ابيض ان "الأعراض لا تظهر على معظم الأطفال المصابين بفيروس كورونا، ولذلك فان ارقام الإصابة بالعدوى لدى الصغار غالبا لا تعكس الواقع. واشار الى انه "يمكن أن يصاب الأطفال بكورونا، رغم وجود بعض الأدلة على أنهم قد يكونون أقل عرضة للإصابة. في حالة الإصابة، لن تظهر الأعراض على الغالبية، وقد يكون لدى البعض أعراض خفيفة، لكن القليل منهم سيمرض بشدة. هذا هو السبب في أنهم عادة لا يخضعون لاجراء فحص PCR" .وتابع "مع وضع كورونا الحالي في لبنان، فإن فتح المدارس ينطوي على مخاطر. مع ذلك، تلعب المدارس دورًا حيويًا في الصحة النفسية والاجتماعية للطلاب، بالإضافة إلى تأثيرها التربوي. الجدل الحقيقي ليس ما إذا كان ينبغي فتح المدارس ام لا، ولكن تحت أي ظروف".