ثورة 17 تشرين تستعيد وهجها...على الوعد حتى تحقيق الاهداف
بومبيو: غير مقبول العمل كالمعتاد وعون: يدي لم تزل ممدودة للاصلاح
التيار لن يسمي الحريري ويرفض تسخيف الخلاف... وفرنسا: حان الوقت
المركزية- هي ثورة 17 تشرين في ذكراها الاولى. هي النور الباقي في عتمة ليالي اللبنانيين وبصيص الامل الاخير في حياتهم في ظل استمرار تحكم المنظومة السياسية التي قادتهم عن تصور وتصميم الى اسوأ حال، بمسار البلاد والعباد غير آبهة بما اقترفت وتقترف، لا بل تمضي من دون ان يرف لها جفن في تصفية الحسابات في ما بينها وابرام الصفقات والتسويات على حساب الشعب الجائع الذي لم يعد يجد الا عبّارات الموت هربا من موت محتّم ومصير اسود. لم يكن الثوار الذين نزلوا الى الشوارع منذ عام رافعين الصوت منذ عام منشدين التغيير والاصلاح من خلال اقتلاع الطبقة الحاكمة من جذورها لاعادة بناء دولة تليق بمن تبقى من ابنائها، يتوقعون بعد عام من ثورتهم ان يكونوا حيث هم اليوم، بنوا آمالا واسعة على تغيير وشيك، لكن قوة الفاسدين وتجذرهم في الفساد وتغلغلهم في الدولة واداراتها عبر مناصريهم الذين يبدون مصلحة الزعيم على وطن لم يتربوا على وضعه اولوية، اضافة الى عدم دعمهم من الخارج على رغم اتهامهم بتلقي التمويل من السفارات،وحتى فيروس كوفيد -19 ، كلها عوامل فرملت ثورتهم وتحقيق الهدف، وابقت المجال مفتوحا لانغماس السياسيين بمزيد من الاقترافات. فكان انفجار 4 اب الذي لم يحاسب واحدا منهم حتى الساعة وكانت المناكفات "الصبيانية" الحائلة دون تكليف من يشكل حكومة انقاذ، حتى ان الدولة باتت رهن اتصال بين هذا وذاك في اطار لعبة "بيي اقوى من بيك".
لكن الشعب الذي اراد الحياة، لا بدّ سيستجيب قدره ويخرجه من براثن مَن رسموا له قدرا اسود ولبنان الحقيقي لا بد سيتغلب عليهم وسيعود بإرادة ابنائه وثواره.
احتفالات 17 تشرين: متحدية جائحة كورونا وتداعياتها المنهكة، والجدران الامنية المنصوبة امامها، استعادت ساحة الشهداء حلة ثورة 17 تشرين لإحياء الذكرى السنوية الاولى لانطلاقتها. الوفود من مختلف المناطق انهت استعداداتها توجّهت بكثافة للمشاركة في الاحتفال المركزي. من ساحة صور ومن تعلبايا وبعلبك وطرابلس وقرى جبل لبنان وكل البلدات انطلقت المواكب للمشاركة في الاحتفال الرسمي حيث تضاء شعلة الثورة. كما عمّت الاحتفالات والمسيرات مختلف المناطق. وفي ساحة الشهداء احتفلت مجموعات من الحراك بعد الظهر بالمناسبة، وسط الاغاني والاناشيد الثورية ورفع الإعلام اللبنانية ويافطات ترفض السلطة القائمة وسياسة الفساد والمحاصصة والمحاور وتطالب بانتخابات نيابية مبكرة وقانون عادل ونظام منبثق من ارادة الشعب، وألقيت كلمات لعدد من منظمي الاحتفال، شددوا فيها على "استكمال الثورة حتى تحقيق كافة المطالب وهي تأمين العدالة الاجتماعية، استعادة الاموال المنهوبة، محاسبة الفاسدين، إلغاء النظام الطائفي وانتخابات نيابية مبكرة. ثم قلد المنظمون "وسام الثورة" للعديد من المحتجين وأهالي الشهداء والجرحى والمعتقلين.
تلفزيون 17: وتزامناً مع الذكرى ، أعلنت إدارة محطة تلفزيون 17 TV عن بدء بث برامجها عبر القمر الصناعي عربسات تردد 12092V | Badr-4 | JMC، وعلى الإنترنت عبر (Live streaming) https://www.tvseventeen.com وذلك في مواكبة لكافة الاحداث والتطورات المتعلقة بالثورة اللبنانية.
عون..الوقت لم يفت: وفي المناسبة، غرد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عبر "تويتر": "بعد مرور عام على انطلاقة التحركات الشعبية يدي لم تزل ممدودة للعمل سوياً على تحقيق المطالب الإصلاحية إذ لا إصلاح ممكناً خارج المؤسسات والوقت لم يفت بعد".
حتى بلوغ الاهداف: من جهته ،غرّد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع عبر "تويتر": "ثورة حتى بلوغ الأهداف".
بومبيو..غير مقبول:ولم تقتصر المواقف في الذكرى على الداخل بل تذكرها الخارج ايضا.وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو وجه رسالة للمسؤولين اللبنانيين في ذكرى انطلاق احتجاجات 17 تشرين فغرد قائلا: "منذ عام مثل اليوم، بدأ اللبنانيون بالنزول إلى الشوارع للمطالبة بالإصلاحات، وبتحسين الحكم، ووضع حد للفساد المستشري الذي خنق إمكانات لبنان الهائلة. تبقى رسالتهم واضحة ولا يمكن إنكارها، فالعمل كالمعتاد غير مقبول".
بريطانيا...هناك سبب للأمل: اما السفير البريطاني في لبنان كريس رامبلينغ، فغرد عن ثورة 17 تشرين، مؤكدا أن: "على لبنان أن يجد طريقه للعودة إلى الاستقرار والازدهار. الكل يعرف ما يجب أن يحدث، والمجتمع الدولي يبقى متحداً حول وجوب القادة أن يحققوا إنجازات حيث فشلوا حتى الآن. إن الإصلاحات العاجلة و حكومة جديدة فعّالة، مع وضع المصلحة الشخصية والمجتمعية جانباً، أصبحت أكثر أهمية الآن، هناك سبب للأمل. هناك الآن نقاش مفتوح حول حجم التغييرات الضرورية، والقضايا التي لطالما كانت من المحرمات. هناك أشخاص طيبون في أجزاء من الإدارة، وهم بحاجة إلى الدعم. أغلبية الشعب اللبناني تدفعه القيم الحميدة. فليس من دون معنى أن يسود الطابع السلمي الحراك وأن يتم دفع الأفراد بدرّاجاتهم خارج الحشود. فقد تشهد وحتى أنها شهدت بلدان أخرى كمّاً أكبر من العنف."
ولفت الى انه: "اليوم نحن ندعم مجالات جديدة مثل الصحة بينما نضاعف دعمنا في مجالات عدة مثل الأمن والتعليم والإنسانية".
الحريري يعود الى بعبدا؟ اما الملف الحكومي فلم يخرج على حال الجمود المسيطرة عليه منذ ارجاء الاستشارات الى الخميس المقبل، وسط ترقب لحركة ما من جانب الرئيس سعد الحريري الذي كان قال من بعبدا حينما زارها اخيرا انه سيعود الى زيارتها لاطلاع الرئيس ميشال عون على حصيلة مشاورات وفد كتلة المستقبل مع القوى السياسية.
التيار لن يسمي الحريري: اما التيار الوطني الحر فأكد مجلسه السياسي تمسّكه بالمبادرة الفرنسية وبتشكيل حكومة مهمّة يكون رئيسها ووزراؤها من أهل الإختصاص وتكون إصلاحية منتجة وفاعلة برئيسها ووزرائها وبرنامجها، على أن تدعمها الكتل النيابية. وأجمع خلال اجتماعه الدوري الكترونيا برئاسة رئيسه النائب جبران باسيل على "عدم تسمية دولة الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة بإعتباره ليس صاحب إختصاص مع تأكيد الإحترام لشخصه ولموقعه التمثيلي والسياسي. ورفض المجلس السياسي "تسخيف الخلاف حول هذه النقطة بتصويره خلافًا شخصيًا يمكن حلّه بلقاء أو بإتصال هاتفي، كما تحوير موقف التيار في الإعلام والسياسة من خلال حملة ممنهجة تصوّر موقفه وكأنه متوقف على إتصال سياسي لم يطلبه التيار أصلاً بل جاء التداول فيه نتيجة حملة إتصالات قام بها تيار المستقبل ورئيسه ونتيجة فبركات سياسية إعلامية صار التسويق لها. وأكد المجلس أن قرار رئيس الجمهورية بتأجيل الإستشارات أمرٌ يعود له، "لكنه في مطلق الأحوال لن يُغيّر في موقف التيار، وفي الوقت نفسه يؤكد التيار الوطني الحر تمسكه بإستمرار الحوار مع تيار المستقبل وهو سيعمل على تطويره تنفيذًا للبرنامج الإصلاحي تبعًا لما تم الإتفاق عليه في خلال زيارة وفد المستقبل للمقر المركزي للتيار قبل أيام". ولاحظ المجلس السياسي بحسب البيان، "إستمرار المحاولات السياسية والإعلامية اليائسة لإحداث فراق سياسي بين التيار الوطني الحر وحزب الله، وهي محاولات لم تتوقف منذ عقد التفاهم بينهما قبل 14 سنة، وهو تفاهم لا يمكن تجاوز أبعاده الوطنية. أما المواضيع التي يختلف الطرفان بشأنها فقد أصبحت معروفة، وعلى الرغم من أسف التيار لعدم معالجتها مما يفوّت على لبنان الفرص لضرب الفساد، وفقدان قوة دفع لبناء الدولة، إلا أن هذا لا يلغي ثابتة أن تفاهم مار مخايل حمى لبنان ووحدته من إعتداءات إسرائيل ومن الإرهاب وسيبقى عاملًا أساسيًا من عوامل قوة لبنان".
فرنسا... حان الوقت: وفي المواقف الدولية، جدّدت فرنسا دعوتها للمسؤولين اللبنانيين إلى التوافق لتشكيل حكومة، واعتبرت أنه حان وقت "اختيار النهوض بدل الشلل والفوضى". واوضحت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان إن "تشكيل حكومة مَهمّة قادرة على تطبيق الإصلاحات الضرورية لا يزال مؤجلا، رغم الالتزامات التي أعادت مجمل القوى السياسية اللبنانية تأكيدها". وأضافت "تعود لهؤلاء، ولهم وحدهم، مسؤولية الانسداد المطول الذي يمنع أي استجابة للانتظارات التي عبّر عنها اللبنانيون"، وشددت على أن باريس "مستعدة لمساعدة لبنان في الإصلاحات الكفيلة لوحدها بتعبئة المجتمع الدولي".
ابراهيم في واشنطن: من جهة اخرى أكّد المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم انّ "الزيارة الى واشنطن كانت ناجحة ولها طابع أمنيّ". وقال في حديث لـأم. تي. في: "لا أحمل أي رسالة سياسيّة أميركيّة الى المسؤولين اللبنانيّين ولمست كل حرص على استقرار لبنان وعلى الإسراع في تشكيل الحكومة غير أنّني لم ألمس أي رأي أميركيّ بأي شخصيّة لترؤس الحكومة اللبنانية".وأضاف: "لم يتمّ التطرّق الى موضوع "حزب الله" خلال زيارتي الى واشنطن والعنوان الأساس هو الإسراع في تشكيل الحكومة".