التشكيل في مرمى الشروط والمطامع واديب في بعبدا عصرا
حلفاء الحزب يستفيقون على حصصهم: " لنا رأينا في الوزراء"
تصعيد مزدوج عشية قانون العفو وكورونا يخرج عن السيطرة
المركزية- لا جديد تحت شمس التشكيل. الازمة ترواح والتعقيدات تزداد ومن لم يشترط قبل مبادرة الحريري التنازلية يفرض شروطه اليوم. فإلى اين يأخذ المسؤولون والقادة السياسيون البلاد؟ بين مشترط مدجج بفائض قوة سلاحه ينفذ امر عمليات اقليميا، ومتنازل يتجرع كأس سم لمصلحة انقاذ وطن انعدمت الآمال بإنقاذه، ومتخاذل لا يقدْم ولا يتخذ قرارا، ومنظّر يجلس في عليائه يفتي وينصح ويحتسب نقاطه الانتخابية، ومنكفئ "منطفئ" لا يأبه لما يجري على قاعدة "بعود عن الشر وغنيلو"، تبقى حكومة الانقاذ عالقة في شباك التعطيل والشعب في شباك اليأس المستحكم به في ظل أسوأ ادارة لأسوأ ازمة تقودها أسوأ سلطة حاكمة حولت لبنان الى اسوأ دولة على الاطلاق.
أجواء غير مشجعة: رغم الاتصالات التي يجريها الرئيس المكلف مصطفى اديب مع الثنائي الشيعي لحل عقدة المال وتمثيل الحزب والحركة في الحكومة العتيدة، لا توحي الاجواء على ضفة التأليف بالخير، بل على العكس، تبدو ضبابية غير مشجعة.
لا حلحلة: وفي وقت كان يفترض ان يزور اديب بعبدا ظهر اليوم، أجرى صباح اليوم اتصالا هاتفيا برئيس الجمهورية العماد ميشال عون وطلب تأجيل الموعد الى بعد الظهرفتم تحديد آخر في الخامسة عصرا.
ورجحت مصادر مطلعة لـ"المركزية" ان يكون الرئيس المكلف في وارد اجراء اتصالات مهمة في الساعات الفاصلة عن موعد الخامسة من شأنها ان توضح مسار التطورات بحيث يضع الرئيس عون في ضوئها. وافاد المعلومات ان اللقاء الذي سيجمع اديب بالخليلين مساء قد يسهم في ضوئه في اشاحة الضبابية عن مصير التشكيل سلبا او ايجابا، علما ان "الخليلين أبلغا الرئيس المكلف بأنّ الثنائي الشيعي سيسمّي الوزراء الشيعة لغير وزارة المال".
عقد اضافية: وبحسب المواقف، لا يبدو ان حل عقدة "الثنائي"، اذا ما تمّ، سيعني اقتراب موعد ولادة الحكومة. فغداة اعلان رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية، انه لا يوافق على ان يختار الرئيس المكلف مَن يمثّل المردة في الحكومة من دون استشارته، خاصة ان كتلته سمّت أديب، ليستشيرها لا ليتجاوزها... غرد رئيس الحزب "الديمقراطي اللبناني" النائب طلال أرسلان عبر حسابه على "تويتر" اليوم، "اكثر من مشكلة ستواجه الحكومة ورئيسها اذا لم يتم احترام الكتل النيابية بالمواصفات المطلوبة". من جهتها، تبدي اوساط الطاشناق ايضا تشددا حيال اختيار الوزراء الارمن في الحكومة العتيدة. وكل ذلك يحصل فيما تتحدث معلومات عن توجّه لدى بعبدا للتمسك باختيار الوزراء المسيحيين، فرئيس الجمهورية لا يمكن ان يبصم على وزراء لا يعرفهم يُسقطهم عليه رئيسُ الحكومة، في وقت تكثر الاسئلة عن مصير مبدأ "المداورة" الذي قد ترى بعض القوى انه من غير المنطقي ان تنطبق على وزارات وتُستثنى منها أخرى.
قبلان يصعّد: على اي حال، لا تبدو العقبة الشيعية ستحلّ الا بتراجع اديب عن شروطه. وتأكيدا على ذلك، قال المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، بكل محبة نسأل أهل الحياد عن أي حياد نتحدث، بينما يجري تشكيل حكومة في كواليس ومطابخ ما وراء البحار! وهذا ما نرفضه ونمانعه بموقفنا الواضح والحازم الذي يقول لا لرهن البلد، ولا لتطويبه للخارج. ولهذا نحن نصر على تسمية وزرائنا، ونرفض تسميتهم من قبل أي كان، وذلك على قاعدة إما نظام لا طائفي وخارج كل المحاصصات، وإلا فلتسم كل طائفة من يمثلها في الحكومة. نعم هذا هو موقفنا، طالما نحن في دولة الطائف والطوائف، إلى أن يقتنع الجميع بالدولة المدنية، ويأتوا إلى نظام جديد، يخرجنا من الطائفية والعصبية ويدخلنا في دولة القانون والمؤسسات والحقوق والواجبات على قاعدة الأهلية والكفاءات . هذا هو موقفنا، وهذه هي دعوتنا القلبية الصادقة، والتي لن نتراجع عنها لا بتهديد ولا بوعيد ولا بتجويع، وهذا لن يمر، فناهبو الدولة معروفون، ومعركتنا هي تغيير هذا النظام المسؤول الأول والأساسي عن مزرعة الدولة وفساد البلد وتحويل الدولة إلى مزارع تنهب فيها مقدرات البلد ومدخرات الناس. كما أن معركتنا الوطنية هدفها حماية البلد من السماسرة الجدد الدوليين والإقليميين لمنع المزيد من الانهيار في هذا البلد. لذا نحذر بشدة من تكرار حكومة 5 أيار، رافضين لأي محاولة اختراق سياسي من شأنها أخذ البلد من جديد إلى سواتر داخلية وحروب أهلية لا سمح الله". واعتبر المفتي قبلان أن "البلد مأزوم، والخارج ليس بجمعية خيرية، والمطلوب من رئيس الحكومة المكلف التواصل مع الجميع، والانفتاح على سائر القوى الوطنية لتثبيت الاستقرار وإنعاش الاقتصاد ومنع الانهيار، وليس لرفع المتاريس وتدويل الأزمة الداخلية. وننصح الجميع ليس بالنزول عن الشجرة فحسب، بل الإصغاء جيدا لصوت العقل الذي يقول: بوحدتنا وتعاوننا وتنازلنا ننقذ بلدنا، لأن تجربتنا التاريخية مع الخارج مخزية".
علوي عند بري: وفيما يحكى عن دخول مصري على خط التشكيل، لتسهيل ولادة الحكومة، بحث رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، مع سفير مصر لدى لبنان ياسر علوي، في الاوضاع العامة والعلاقات الثنائية بين البلدين. وغادرالسفير علوي من دون الادلاء بأي تصريح.
ضغط للعفو: في مجال آخر، وعشية الجلسة التشريعية الاسبوع المقبل المدرج فيها قانون العفو العام، وعلى رغم ان طبيب سجن رومية ابلغ المسؤولين في الاجتماع الذي عقد في بعبدا ان المساجين لا يتجاوبون مع الاجراءات المطلوبة للوقاية من "كورونا" ما يؤشر الى تعمّد رفع عدد الاصابات لممارسة المزيد من الضغط لاقرار العفو، واصل اهالي الموقوفين تصعيدهم للضغط في الاتجاه نفسه، فعمدوا الى قطع طرقات عدة امام سراي طرابلس، ساحة ايليا في صيدا وتقاطع المدينة الرياضية في اتّجاه بيروت من اجل الضغط على المسؤولين لاقرار العفو.
خارج السيطرة: صحيا، ومع توسّع دائرة الاصابات بكورونا واقتحامه السجون، حذر رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي، من أنّ "فيروس "كورونا" خرج عن السيطرة في لبنان، ومن الصعب جدًّا السيطرة عليه إذا استمرينا بالطريقة نفسها"، موضحًا أنّ "هناك إجراءات وُضعت منذ بدء تفشّي الوباء في شباط الماضي، منها ضرورة ارتداء الكمامة والتزام التباعد الاجتماعي والتعقيم، لكنّها لا تُطبّق كما يجب". وأكّد في حديث إذاعي، أنّ "للحدّ السريع من انتشار الفيروس، يجب الالتزام بالإجراءات الوقائيّة، بغياب اللقاح في الوقت الحالي. هذا هو الأمر الأنجع لوقف الانتشار"، مشيرًا إلى "أنّنا إذا لم نقم بذلك، فنحن متّجهون إلى عدد إصابات أكبر، والخوف أن تكون الإصابات خطرة وتستلزم دخول العناية الفائقة، الّتي أصبح 80 بالمئة منها معبأ". وشدّد عراجي على أنّ "هناك إجراءات اتُخذت، لكن الوزارات المعنيّة لم تطبق الإرشادات والإجراءات الوقائيّة، منها منع التجمعات دون كمامة والغرامات على المخالفين وغيرها، كما أنّ هناك استهتارًا من الناس، وكثر للأسف غير مقتنعين أنّ هناك "كورونا" من الأساس". وبيّن أنّ "معظم المستشفيات الحكومية تتحمّل العبء الأكبر بالنسبة لاستقبال المصابين بالفيروس".