لبنان في فلك "قبرشمون": الجبل يدفن شهيديه وابراهيم في خلدة مجددا
باسيل الى طرابلس نهاية الاسبوع: لقاء مع الكوادر وغداء عند كرامي
اعتراض ناقلة نفط الى سوريا...وايران: المحادثات مع واشنطن ممكنة
المركزية- مع ان اي موعد لجلسة مجلس الوزراء التي وعد رئيس الحكومة سعد الحريري الثلثاء بتحديده خلال 48 ساعة لـ"نأخذ نفس" لم يحدد بعد، بات واضحًا من خلال خريطة المعطيات والمواقف ان جهود احتواء حادثة قبرشمون تحرز تقدما واضحا في اتجاه اعادة "السكينة" الى الجبل المُصاب اصابة بالغة بدليل الاعلان عن دفن شهيدي الحادثة غدا وبعده، على امل ان تُدفن معهما كل ذيول الحادثة وتداعياتها وتعود الحكومة الى الالتئام لطي صفحة "اشكالية الثلثاء" التي وضعت مصيرها على المحك، وتعود الى توجيه بوصلتها في اتجاه الاستحقاقات الكبرى السياسية والاقتصادية على كثرتها.
ابراهيم في خلدة والغريب عند بري: وفي السياق، زار ابرز العاملين على خط إطفاء نيران "الفتنة" في الجبل، المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، دارةَ خلدة والتقى رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال إرسلان. اما وزير شؤون النازحين صالح الغريب الذي كان حاضرا، فغادر الاجتماع متوجها الى عين التينة للقاء الرئيس نبيه بري. وقال من هناك "لمست من الرئيس بري الحرص على الاستقرار في الجبل والحقيقة تبقى كما هي حتى لو لم تجد تأييدا عاما لها وهويعرف الحقيقة ومشكور لمساعيه".
الامور تسير كما يجب: وبعد اجتماع خلدة، قال ارسلان "الأمور تسير بالمسار الذي يعمل عليه اللواء ابراهيم بكلّ شفافية وصدقية ولا يختلقنّ أحد روايات غير واقعية، وهو يعمل لأمن الجبل"، مضيفا "الحديث عن أن احالة حادثة قبرشمون إلى المجلس العدلي ستفجّر الحكومة مرفوض لأنه يمس بهيبة الدولة". أما ابراهيم، فقال "وليد جنبلاط قال بالأمس كلمة أساسية وهي أنّه تحت القانون والأمور تسير في الاتجاه الصحيح ولن ادخل في مسألة اعداد الموقوفين، والمجلس العدلي ليس عندي فكل ما يتعلق في السياسة يبقى في السياسة".
توافق على التشييع: والى المواقف المطمئنة هذه ، أعلنت مديرية الإعلام في الحزب "الديمقراطي اللبناني" اليوم أن "رئيس الحزب طلال أرسلان ونزولا عند رغبة الهيئة الروحية العليا لطائفة الموحدين الدروز والمشايخ العقلاء واحتراماً للقيم والعادات التوحيدية الشريفة، قد توافق مع عائلتي الشهيدين عضو الهيئة التنفيذية في الحزب رامي أكرم سلمان والكادر الحزبي سامر نديم أبي فراج على تعيين موعد تشييعهما بمأتمين حزبيين وشعبيين في مسقط رأسيهما، حيث سيتم تشييع الشهيد رامي سلمان نهار الجمعة الساعة 2 بعد الظهر في بلدته الرملية، وتشييع الشهيد سامر أبي فراج نهار السبت في 6 تموز 2019 في الاولى بعد الظهر في بلدته بعلشميه". واضافت "هذه الخطوة لن تثنينا عن المطالبة والإصرار على تسليم جميع المطلوبين والمتورطين والمحرضين إلى الأجهزة الأمنية والقضائية المختصة، حيث أن دماء الشهيدين البطلين والجرحى الذين سقطوا نتيجة الكمين المسلح لن تذهب سدى وهي امانة في اعناقنا، ولا حل لهذه المشكلة إلا باتخاذ الإجراءات القضائية اللازمة ومحاسبة كل من يثبته التحقيق متورطا في محاولة الإغتيال التي حصلت".
لا للتغطية: الا ان ارسلان كان غرّد عبر حسابه على "تويتر" قبل الظهر، قائلاً "أحذّر من مخاطر تسليم أناس أبرياء للتغطية على المتورطين الحقيقيين بجريمة الاغتيال التي هدّدت السلم الأهلي وأمن الدولة على حد سواء، ومسارهما القضائي معروف وليس بحاجة لاجتهادات وتدوير زوايا". وأضاف: "مؤكداً على ما قاله فخامة رئيس الجمهورية بأن هنالك مسارين مختلفين لا يلتقيان. اولاً المسار القضائي للاقتصاص من المحرّض والمرتكبين والثاني المسار السياسي القائم على الأسس الوطنية لقيام الجمهورية". وختم "هذا هو موقفنا الواضح والصريح ولا مجال للقبول بأي طروحات أخرى لا تجدي نفعاً، شاكرين القوى الأمنية ودور اللواء ابراهيم على هذه الأسس التي أقرها المجلس الأعلى للدفاع".
زيارة طرابلس قائمة: وليس بعيدا، وبعدما توقع معظم اللبنانيين الغاء زيارة الوزير جبران باسيل الى طرابلس نهاية الاسبوع الجاري، او تأجيلها على الاقل الى حين عودة الهدوء السياسي الى البلاد، جزمت مصادر "التيار الوطني الحر" لـ"المركزية" انها لا تزال قائمة، في موعدها نهاية الاسبوع .
وعلمت "المركزية" "ان من ضمن برنامج الزيارة لقاء لباسيل مع كوادر التيار في المدينة في معرض رشيد كرامي الدولي، قبل ان ينتقل الى دارة النائب فيصل كرامي حيث يولم على شرفه والوفد المرافق. اما مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعّار فتجنّب لقاء باسيل على قاعدة "ابعدوا عنّي هذه الكأس". وفي حين يتوقّع ان يُصدر التيار في الساعات المقبلة بياناً يُحدد فيه برنامج الزيارة ومحطات باسيل في عاصمة الشمال واللقاءات التي سيعقدها كما العادة، اكدت المصادر "ان لا علاقة لزيارة طرابلس بما حصل في منطقة قبرشمون اثناء جولة الوزير باسيل في قرى الجبل"، موضحةً "ان زيارة باسيل للمناطق مُجَدْوَلة في وقت سابق، ومن الطبيعي ان يزور اي رئيس حزب اي منطقة لبنانية". غير ان اللافت في زيارة باسيل الى طرابلس غياب المعنيين في المدينة عن الاستعدادات لها، المُفترض-بروتوكولياً ان يكونوا على بيّنة منها لمواكبتها تنظيمياً ولوجستياً. وفي السياق، قال رئيس بلدية طرابلس احمد قمر الدين لـ"المركزية" "لا اعلم حتى الان اذا كانت الزيارة قائمة او تم ارجاؤها، كما انه لم يُبلغني احد بالزيارة اساسا، وقد يكون السبب ان مسؤولي التيار في المدينة يتولّون ترتيبها وتنظيمها".
الموازنة: على صعيد آخر، وفي وقت لم يحدد بعد اي موعد لجلسة مجلس الوزراء، عقد اجتماع في وزارة المالية ضم الوزير علي حسن خليل ورئيس لجنة المال ابراهيم كنعان وفريق وزارة المال لمراجعة المواد المعلّقة في مشروع موازنة 2019. وكانت اللجنة في جلستها المسائية أمس برئاسة النائب إبراهيم كنعان واصلت بحث وإقرار البنود المعلقة من موازنة وزارة الاتصالات و"أوجيرو" والهيئة الناظمة للاتصالات بحضور الوزير محمّد شقير، وأقرّت موازنة الوزارة و"أوجيرو" باستثناء مساهمات الرواتب، نظراً للزيادة الملحوظة عن العام الماضي، وبند تجهيزات أخرى بقيمة 63 مليار وبند صيانة أخرى بقيمة 94 ملياراً، لم يكن ملحوظاً، وطلب النواب إيضاحات قانونية تتعلق بهذه البنود.
عيتاني-الحاج: من جهة أخرى، مثل الممثل المسرحي زياد عيتاني للمرة الأولى بصفته مدعيا في ملف المقدم سوزان الحاج والمقرصن إيلي غبش، أمام قاضي التحقيق زاهر حمادة الذي استمع الى إفادته التي كرر فيها ما ورد في الشكوى التي تقدم بها. في المقابل، صدر عن وكلاء المقدم سوزان الحاج بيان قالوا فيه " تناقلت بعض وسائل الاعلام وبعض المواقع الالكترونية خبرا مفاده ان الممثل زياد عيتاني مثل اليوم امام المحامي العام الاستئنافي في بيروت بصفة مدّعٍ بدعوى ضد موكلتنا، وهنا يهمنا ان نؤكد ان لا علم لنا بهذه الدعوى علما انه لا يجوز له قانونا الادعاء على موكلتنا بقضية نظر فيها القضاء سابقا. ونتمنى على الممثل عيتاني ان ينأى بمسرحياته عنا، فلقد استثمر فيها ما يكفي وما يتخطى الذوق السليم".
ايران: اقليميا، نقلت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء عن وزير الاستخبارات (الأمن الداخلي) الإيراني محمود علوي قوله إن بإمكان طهران وواشنطن إجراء محادثات بشرط أن ترفع الولايات المتحدة عقوباتها وتسمح السلطات العليا بإيران بإجراء محادثات بين الخصمين. وأضاف علوي "إنه يمكن أن تعيد إيران النظر في إجراء محادثات مع واشنطن لكن ذلك في حالة رفع ترامب العقوبات وإعطاء كبار قادتنا الإذن بإجراء مثل هذه المحادثات". وقال "كان الأميركيون مرعوبين من قوة إيران العسكرية. هذا هو السبب في قرارهم إلغاء قرار مهاجمة إيران".
اعتراض ناقلة: في الاثناء، أعلنت حكومة جبل طارق، أنها أوقفت قبالة سواحلها، ناقلة نفط عملاقة تنقل نفطا إلى سوريا على الرغم من العقوبات. وقال رئيس حكومة هذه المنطقة البريطانية، فابيان بيكاردو في بيان "لدينا كل الأسباب التي تدعو إلى الاعتقاد أن "غريس 1" كانت تنقل شحنتها من النفط الخام إلى مصفاة بانياس التي يملكها كيان يخضع لعقوبات الاتحاد الأوروبي المفروضة على سوريا". وأضاف أن وكالات إنفاذ القانون ومشاة البحرية الملكية البريطانية صعدوا على متن الناقلة العملاقة صباحاً. وتابع "بموافقة مني، سعت هيئة الميناء وسلطات إنفاذ القانون لإشراك مشاة البحرية الملكية في تنفيذ هذه العملية".