"الدسـتوري" يفتتح موسم التعيينات الغائبة عن جلسـة الخميس الحكوميـــــة
القوات غير مرتاحة وموفدها في عين التينة وســلامة: ندعم خفض كلفة الديــن
اللقاء الامني الثلاثي في تل ابيب: قراءات متباينة ...وايران لا تسعى لامتلاك "النووي"
المركزية- على رغم اتساع دائرة الحركة السياسية المتصلة بمناقشة مشروع قانون موازنة العام 2019 في لجنة المال واستمرار الاهتمام بلمف التعيينات الذي يفتتح موسمه في محطة اولى غدا في الجلسة العامة للمجلس النيابي من خلال انتخاب حصته الخماسية من أعضاء المجلس الدستوري، طغت اصداء اللقاء الثلاثي الامني في اسرائيل على المشهد الداخلي وسط ترقب لما سيعقبه من خطوات على مستوى الوضع العام في سوريا ومصير الوجود الايراني فيها.
التعيينات غدا: فعشية جلسة مجلس النواب التي سيسبقها اجتماع هيئة مكتب المجلس لتحديد جدول اعمالها، على ان يليها انتخاب الاعضاء الخمسة في المجلس الدستوري، بدا ان لا رضى سياسيا على كيفية التعاطي مع هذا الملف.
القوات غير مرتاحة: ففي وقت اعربت مصادر رفيعة في القوات عبر "المركزية" عن عدم ارتياحها لما يجري على صعيد المجلس الدستوري، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد الظهر وزير الاعلام السابق، موفدا من رئيس القوات سمير جعجع وعرض معه الاوضاع العامة، علما ان بري كان التقى امس وزير الدولة لشؤون الرئاسة سليم جريصاتي الذي أكد ان لا محاصصة في التعيينات... في غضون ذلك، استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رئيس المجلس الدستوري عصام سليمان، وتسلم منه الجزء الثالث من مجموعة قرارات المجلس الدستوري 2015-2019.
مجلس الوزراء: من جهة أخرى، وفي انتظار عودة الرئيس سعد الحريري الى بيروت خلال ساعات، للمشاركة في الجلسة النيابية غدا، عُلم ان جلسة لمجلس الوزراء ستعقد في الحادية عشرة والنصف من قبل ظهر الخميس المقبل في السراي مخصصة لاستكمال البحث في البنود المتبقية من الجلسة السابقة وفي مواضيع جديدة. في المقابل، سئل مصدر مقرب من الرئيس الحريري عن صحة ما نشر عن لقاءات سياسية عقدها في باريس فأجاب: "حكي من الخيال لا اساس له في الوجود".
سلامة والسندات: على الصعيد المالي – الاقتصادي، أعلن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أن "البنك المركزي يدعم مساع حكومية لخفض تكلفة خدمة الدين في ميزانية 2019، لكن لم يتم الانتهاء بعد من إبرام اتفاق في شأن التدابير". وعما إذا كان تم الانتهاء من إبرام اتفاق بين الحكومة والقطاع المصرفي في شأن سندات الخزانة المنخفضة الفائدة، قال سلامة: "كلا لم يُنجز بعد، سنجري مناقشات في شأن الميزانية، لكن الأرقام ستُحقق". وقال سلامة لـ"رويترز" على هامش مؤتمر "يوروموني" في بيروت: "سنناقش أفضل السبل لتحقيق ذلك لأننا ندعم هذا التوجّه في البنك المركزي، إنما لن يُفرض شيء على المصارف". أضاف: "يتوقع البنك المركزي ألا ينمو الاقتصاد أو ينكمش في العام 2019 وإن قد تحسّن الوضع بفضل تحسّن السياحة". وتابع: "الآفاق قد تتحسّن بدءاً من النصف الثاني من العام الجاري بسبب تحسّن الاستهلاك نظراً إلى الموسم السياحي الجيّد، لكن لننتظر ونرَ". ولفت سلامة إلى أنه لا يتوقع أي مشكلات في سداد لبنان سندات دولية مستحقة هذا العام، مطمئناً إلى أن "ملاءة الحكومة المالية ليست على المحك". وعن تحويلات اللبنانيين من الخارج، أوضح سلامة أنها "مستقرة عند نحو 7 إلى 8 مليارات دولار سنوياً". وعما إذا كان ذلك كافياً لتلبية احتياجات لبنان المالية، قال: "إذا لم يكن ذلك كافياً، فإن البنك المركزي سيعوّض النقص".
لجنة المال: وليس بعيدا من الشأن المالي، وفي موازاة استكمال بعثة البنك الدولي جولاتها على المسؤولين اللبنانيين مطالبة بالموازنة والاصلاحات، أعلن رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان انه تم اتخاذ قرار باخضاع كل بنود التعويضات والمكافآت في كل الادارات والوزارات للتدقيق، مؤكدا انه سيتم ارسال كتاب بهذا الخصوص. وشدد كنعان، بعد اجتماع لجنة المال، على أن التقشف يكون بالنفقات لا من خلال الضرائب والرسوم، معتبرا أن الدولة لا يجب ان تكون عدوة التدقيق "وهو مطلوب في التوظيف وفي الجمعيات لتبيان الوهمي من المستحق". ولفت كنعان الى ان بنود المتقاعدين من عسكر وغير عسكر لن تعود كما أتت من الحكومة وستعدّل على غرار ضريبة ال2 بالمئة على الاستيراد والحل بات قريباً. وراى كنعان أنه يجب ادراج صندوق المخاتير ضمن بند المساهمة في الموازنة لتكون الخدمة التي يقدمها المختار منظمة ويحظى بحماية اجتماعية.
عون وروما 2: وسط هذه الاجواء، تابع الرئيس ميشال عون عمل لجنة المال والموازنة النيابية، والتحضيرات الجارية لعقد جلسة لمجلس النواب. وفي اطار نشاطه الرسمي استقبل السفير الايطالي ماسيمو ماروتي، واجرى معه جولة افق تناولت العلاقات اللبنانية- الايطالية وسبل تطويرها، كما تركز البحث على متابعة القرارات والتوصيات التي صدرت عن مؤتمر "روما 2" الذي استضافته العاصمة الايطالية العام الماضي والذي خصص للبحث في دعم الجيش والمؤسسات الامنية اللبنانية. وسلم السفير الايطالي الرئيس عون نسخة من خريطة تظهر اعماق البحر وتضاريسه للشاطىء الممتد من مدخل بيروت حتى طبرجا، اعدت بالتعاون بين سلاح البحرية في الجيشين اللبناني والايطالي في اطار التعاون القائم بينهما والذي يشمل ايضا تنظيم دورات تدريبية.
عطب فكري: اقليميا، أعلنت إيران ان قرار الولايات المتحدة فرض عقوبات على الزعيم الأعلى للبلاد وكبار المسؤولين الآخرين أغلق بشكل دائم طريق الدبلوماسية بين طهران وواشنطن. واعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني، ان العقوبات الأميركية على طهران تنم عن يأس الولايات المتحدة الأميركية. وأكد روحاني، خلال كلمة نقلها التلفزيون الإيراني، "ان البيت الأبيض يعاني من عطب فكري، لأنه يواجه في كل يوم مشكلة"، لافتا إلى أن إيران تتحلى بالصبر الاستراتيجي، لكنها لا تخشى شيئا. اضاف "العقوبات الأميركية ستفشل والبيت الأبيض "متخلف عقليا"، مؤكدا أن "العقوبات على المرشد الإيراني علي خامنئي غير مجدية، لأنه لا يملك أرصدة في الخارج". وأوضح الرئيس الإيراني أن الأميركيين أثبتوا أنهم كاذبون في زعمهم ويريدون التفاوض.
لا نسعى للنووي: في الموازاة، نسبت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية إلى وزير الخارجية محمد جواد ظريف قوله إن "إيران لن تسعى أبدا الى امتلاك سلاح نووي". وأشار إلى "استخدام الولايات المتحدة لأسلحة نووية في الماضي وحديث الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن قراره إلغاء ضربة عسكرية على إيران لأنها كانت ستودي بحياة 150 شخصا". وسأل: "هل كنتم قلقين بالفعل على 150 شخصا؟ كم قتلتم أنتم بسلاح نووي؟ كم من جيل أبدتموه بهذه الأسلحة؟" وتابع: "إنما نحن الذين لن نسعى أبدا، لما لدينا من قيم دينية، الى امتلاك سلاح نووي".
اللقاء الثلاثي: في الاثناء، عقد اليوم في تل أبيب، اللقاء الأمني الثلاثي، الروسي – الاميركي- الاسرائيلي، المنتظر، والذي خُصّص لمناقشة الملف السوري والوجود الإيراني وحماية "أمن إسرائيل. وأعلن سكرتير مجلس الأمن الروسي، نيقولاي باتروشيف عقب اللقاء أنه أكد خلاله "دعم روسيا لوحدة أراضي سوريا وتأكيدها بأن لا حل عسكرياً للنزاع هنا". واضاف "أكد الجانب الروسي من جديد التزامه المستمر بسيادة الجمهورية العربية السورية واستقلالها ووحدتها، مضيفا "سيتم إجراء حوار بهذا الصدد". اما جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأميركي، الذي جدد التأكيد لدى وصوله إلى تل أبيب أمس، التزام الإدارة الأميركية بـ "أمن إسرائيل"، فلفت الى ان المحادثات الثلاثية كانت مثمرة وبناءة. واضاف "روسيا واحدة من الدول النووية العظمى، ونظن أنه ينبغي عليها أن تكون قلقة مثلنا من خطر انتشار السلاح النووي". من جانبه، اشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو، الى "اننا سنعمل على منع إعادة تموضع إيران عسكريًا في سوريا"، مضيفًا "سنرد على أي هجوم إيراني"، بحسب وكالة الأناضول.