الموازنة على حبال الاضرابات المعلّقة...لمسات شبه نهائية في "المالية"
عون يتابـع وبري متفائل...وصلة المنصورية: بكركي مباشرة على الخط
ايران تعلّق بعض تعهداتها في النووي وروحاني يهدد برد صارم اذا...
المركزية- تقدمت التطورات الاقليمية ملف الموازنة واضراباتها، في ضوء "البعد " الخطير الذي اكتسبه قرار الجمهورية الاسلامية الايرانية تعليق بعض تعهداتها في الاتفاق النووي مع الدول الكبرى في ذكرى مرور عام على القرار الأميركي بالانسحاب من الاتفاق، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الايرانية في بيان، حيث تم إبلاغ القرار رسميا صباحاً في طهران لسفراء الدول التي لا تزال موقعة على الاتفاق (ألمانيا والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا).ذلك ان تعليق التعهدات الايرانية من شأنه ان يرفع مستوى التوتر والحماوة الى درجة يُخشى معها بلوغ نقطة الانفجار.
المناخات الدولية والاقليمية الساخنة تبدو لفحت الاوضاع اللبنانية التي لا تقل سخونة، حيث تراجعت وتيرة الاضرابات والاعتصامات باستثناء اعتكاف القضاة في انتظار ما ستؤول اليه النقاشات الحكومية في جلسات مجلس الوزراء اليومية التي خصصت اليوم لدرس مخصصات السلطات العامة من وزراء ونواب لناحية خفض الرواتب، وأرجئ النقاش في مسألة رفع الضريبة على فوائد الودائع إلى الغد.
ترحيل الموازنات الملحقة: وافادت مصادر معنية "المركزية" ان ثمة اقتراحا يتم تداوله في شأن الموازنات الملحقة، بحيث اذا لم يتم الاتفاق عليها في جلسة يوم الجمعة تُرحّل لتصدر لاحقا بمراسيم تصدر عن مجلس الوزراء.
اجتماع في المالية: وليس بعيدا، أفيد ان وزير المال علي حسن خليل رأس قبل الجلسة، اجتماعا مطولا في الوزارة، ضمّه الى المسؤولين عن اعداد الموازنة وعن وارداتها في شكل خاص، حيث تم وضع لمسات شبه نهائية ستُعرض على الحكومة، علما ان خليل اعلن ان "لم يتم صرف النظر عن المادة ٦١ التي لها علاقة بالرواتب"... وقبل الجلسة ايضا، قال وزير الاتصالات محمد شقير "قد نبدأ اليوم بارقام الوزارات وسنتابع البحث في القوانين الضريبية". اما وزير الاعلام جمال الجراح فقال "سنبحث في ارقام الوزارات ومن المفترض ان ننتهي من الموازنة الجمعة فهناك عدد من البنود تأخذ وقتا". من جانبه، قال وزير الدفاع الياس بوصعب "بند تجزئة العكسريين سقط بالامس ولا لبس في الموضوع ويبدو أنّ الأمور اختلطت على وزير الاعلام".
عون يتابع: في الاثناء، تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ردود الفعل على مشروع الموازنة في ضوء اللقاءات التي عقدها خلال الساعات الـ48 الماضية، والتي ادت الى وقف التحركات الاحتجاجية والاضراب في عدد من القطاعات، وعودة الحياة الطبيعية الى المرافق التي شهدت اضرابات. كما تابع المناقشات الجارية في مجلس الوزراء حول بنود مشروع الموازنة والتعديلات التي تم ادخالها على بعضها.
بري والفرصة الوحيدة: أما رئيس مجلس النواب نبيه بري، فقال في لقاء الأربعاء النيابي ان الموازنة هي الفرصة الوحيدة التي يمكن من خلالها تجاوز الوضع القائم. واعرب عن إستيائه من الشائعات التي ضخّت اخيراً في وسائل التواصل الإجتماعي، وهذا المناخ تآمري لا يعكس الواقع والحقيقة، فالبلد ليس مفلساً والوضع النقدي سليم وتحت السيطرة. واشار الى ان إنجاز الموازنة سيخلق أجواء ثقة حتى قبل إقرارها في المجلس النيابي، مؤكداً مرة اخرى ان لا مسّ بحقوق الفئات الفقيرة ومحدودة الدخل والمتوسطة. ورأى ان قانون الموازنة قادر على ان يحمل معايير موحدة للراوتب في المؤسسات والمصالح المستقلة. وقال في مجال آخر ان النظام الطائفي هو المشكلة والحل لا يكون كما عبرت سابقاً إلا بالدولة المدنية للتخلص من الطائفية القاتلة.
القضاة معتكفون: في الأثناء، قرر القضاة بعد اجتماع عقدوه في قاعة محكمة التمييز في قصر العدل في بيروت، الاستمرار بالاعتكاف والتوقف عن العمل إلى حين انتهاء الحكومة من درس مشروع الموازنة وترقب ما يتضمن من بنود تمس مكتسبات القضاة. وأفيد ان رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي جان فهد انضم الى الاجتماع ونقل الى القضاة أجواء الاتصالات مع الرؤساء، وطلب منهم فك الإضراب "لأن التضحيات مطلوبة من الجميع" وقال لهم ان "سلطة لا تعتكف ضد سلطة"، لكن القضاة أبقوا على قرارهم بالاستمرار بالاعتكاف.
وصلة المنصورية: حياتيا، تجددت الاشتباكات بين اهالي المنصورية والقوى الامنية اعتراضا على استكمال مد خطوط التوتر العالي في المنطقة. وأكد الأهالي ان "منظمة الصحة العالمية حذرت من حدوث خطر محتمل في حال وجود خطوط التوتر العالي وهذا الامر كاف كي لا تُمد، وطالما الحل موجود لن نقبل بمد هذه الخطوط". القرار نهائي: ورغم اعلان بكركي دعمها الاهالي ودعوتها الى الحوار في شأن الوصلة، أعلن مجلس الوزراء ان قرار مدّها نهائي. فقد غادر وزير الإعلام جمال الجراح جلسة مجلس الوزراء لبعض الوقت، وتحدث الى الصحافيين عن موضوع وصلة المنصورية وما يحدث هناك، وقال "تعلمون أن هناك إشكالات حاصلة بسبب تنفيذ خطة الكهرباء التي أقرها مجلس الوزراء في منطقة المنصورية، لذلك فإن المجلس يؤكد الآتي: علميا، لم يثبت ان هناك ضررا على الناس جراء وصلة المنصورية، وهذا الامر ليس في منطقة المنصورية فقط. هناك الكثير من المناطق في لبنان يمر فوقها الخط نفسه وبالقوة الكهربائية نفسها، ولم يتم إثبات وجود اي ضرر من مد مثل هذه الخطوط. منطقة المنصورية كأي منطقة في لبنان، وليس هناك اي خطر على حياة الناس، كل الدراسات التي أجريت تؤكد ان ليس هناك ضرر، وكل الخيارات الاخرى تم بحثها ومناقشتها ايضا". وعلى الاثر غادر وزيرا الطاقة ندى بستاني والدفاع الياس بوصعب الجلسة وتوجها الى بكركي.
طهران والنووي: اقليميا، قررت طهران تعليق بعض تعهداتها في الاتفاق النووي بعد عام على القرار الأميركي الانسحاب من هذا الاتفاق، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الايرانية اليوم في بيان. وتم إبلاغ القرار رسميا صباحاً في طهران لسفراء الدول التي لا تزال موقعة على الاتفاق (ألمانيا والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا)، وفق الوزارة. إلى ذلك، اشارت الوزارة إلى "ان الرئيس الإيراني حسن روحاني اكد في رسائل إلى زعماء القوى العالمية الخمس ان طهران لن تبيع اليورانيوم المخصّب والمياه الثقيلة لدول اخرى بعد الآن". واكد "ان بلاده ستخفض مزيداً من التزاماتها ضمن الاتفاق النووي، وستزيد مستوى تخصيب اليورانيوم، بعد مهلة 60 يوما". كما حذّر من "رد صارم" إذا احيل الملف النووي مرة أخرى إلى مجلس الأمن الدولي، وقال ان طهران مستعدة للمفاوضات النووية. واكد روحاني "ان انهيار الاتفاق النووي خطر على إيران والعالم".
أسف دولي: في المقابل، أعلنت وزيرة الدفاع الفرنسية أن بلادها تريد الإبقاء على الاتفاق النووي وحذرتها من عدم احترام التزاماتها قائلة إن ذلك قد يجعل مسألة إعادة تفعيل آلية العقوبات مطروحة. وقالت الوزيرة فلورنس بارلي إن "ما من شيء أسوأ من انسحاب إيران"، مضيفة أن فرنسا وبريطانيا وألمانيا تبذل قصارى جهدها لبقاء الاتفاق. اما الكرملين، فأعلن أن إيران تعرضت لاستفزاز سبّب تراجعها عن بعض بنود الاتفاق النووي بسبب ضغوط خارجية ملقيا باللوم في ذلك على الولايات المتحدة. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في مؤتمر صحافي "الرئيس بوتين تحدث مرارا عن عواقب خطوات غير مدروسة في ما يتعلق بإيران وأعني بذلك قرار واشنطن الانسحاب من الاتفاق. الآن نرى أن هذه العواقب بدأت تحدث". واعلن متحدث باسم الحكومة الألمانية ان ألمانيا ترى أن تصريحات الحكومة الإيرانية مؤسفة وتحثها على عدم الإقدام على أي خطوات عدائية. وذكر المتحدث أن برلين تريد الإبقاء على الاتفاق النووي الإيراني وقال إنها ستضطلع بالتزاماتها كاملة طالما تفعل إيران المثل. ووصفت بريطانيا تعليق إيران العمل بالتزامات في الاتفاق النووي بالخطوة غير المرحب بها.
نتنياهو يتعهّد: في الاثناء، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بعدم السماح لإيران بالحصول على أسلحة نووية. وقال في حفل لمناسبة الذكرى السنوية لقتلى الحروب الإسرائيلية "سمعت أن إيران تعتزم مواصلة برنامجها النووي ونحن لن نسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي".