اضـــراب موظفي "المركزي"... لا سيولة بالليرة اذا استمر
جعجع في زحلة وباسيل في جبيل: لا نخــــاف التظاهرات
نيران بين اسرائيل وغزة وروحاني: سنبيع النفط رغم العقوبات
المركزية- عجقة جولات قيادية مناطقية وزحمة اجتماعات ولقاءات ملأت الساحة السياسية الداخلية في عطلة نهاية الاسبوع، توازيا مع الاستراحة الحكومية من نقاشات مشروع الموازنة ومشاحناته الوزارية، وما يتفرع منه شعبياً من تحركات في الشارع واضرابات بقي ابرز محاورها مصرف لبنان مع تظاهر موظفيه لليوم الثاني على التوالي، معلنين "الاضراب المفتوح اعتبارا من الاثنين استنكاراً للهجمة الشرسة غير المبررة التي يتعرض لها المصرف وموظفيه ورفضاً للمحاولات التي تهدف الى وضع اليد عليه، الأمر المخالف لكل القوانين والاعراف الدولية".
هذا الاضراب سيشغل الاوساط السياسية والمالية والشعبية في الايام المقبلة نسبة لتداعياته المحتملة على حركة المصارف والسيولة، في ضوء ارتفاع المخاوف من عدم توافر الاموال في المصارف. الهواجس المشروعة اكدها مصدر مصرفي لـ"المركزية" بالقول ان كل التعاملات النقدية بالليرة اللبنانية ستتأثر حكما فيما لو استمر الاضراب بحيث سيتعذر سحب كميات نقدية كبيرة او حوالات بالليرة، لعدم توافرها لدى المصارف، خلافا لواقع التعامل بالدولار الذي لن يتأثر بالاضراب ما دام لا علاقة لمصرف لبنان به. وحذر المصدر من ان استمرار الاضراب لاكثر من اسبوع ستكون عواقبه وخيمة.
طربيه في بعبدا: الواقع المصرفي المستجد، يبدو حمل رئيس جمعية المصارف جوزيف طربيه الى بعبدا حيث استقبله الرئيس ميشال عون واطلع منه على الواقع المصرفي في البلاد في ضوء التطورات الاخيرة. وافادت مصادر مطلعة لـ "المركزية" ان زيارة طربيه تأتي عشية توجّهه الى الولايات المتحدة الاميركية حيث عرض مع الرئيس عون للواقع المالي والاقتصادي وفي شكل خاص تداعيات إضراب موظفي المصرف المركزي.
خليل... والاضراب المفتوح: وفي وقت غرّد وزير المال علي حسن خليل عبر حسابه على موقع "تويتر" قائلاً "ان كل الحديث حول مشروع لتغيير في العلاقة القانونية بين وزارة المال والمصرف المركزي محض اختلاق ولا أساس له وجزء من حملة ضخ المعلومات المغلوطة والمشبوهة للتشويش على إقرار الموازنة"، استكمل موظفو مصرف لبنان اضرابهم في يومه الثاني، واصدروا بيانا اعلنوا فيه ان "استكمالا للخطوات التي تتابعها نقابة موظفي مصرف لبنان، وبعد تقييم الوضع وانتهاء اليومين من الاضراب والإقفال التام من قبل موظفي المصرف، ونظراً لعدم وجود اي تجاوب من قبل السلطات المعنية واستمرارها بالاصرار على تضمين مشروع الموازنة البنود التي تتعلق بضرب حقوق الموظفين ووضع اليد على مصرف لبنان الذي يتمتع كسلطة نقدية بإستقلالية ادارية ومالية كما نص عليه قانون النقد والتسليف، وكما هو معتمد ومتعارف عليه في الدول المتقدمة. وبناء عليه، عقدت نقابة موظفي مصرف لبنان جمعية عامة ...واتخذت قراراً بالاجماع بإعلان الاضراب المفتوح... وحمّلت السلطات المعنية "مسؤولية الشلل الذي سيصيب حركة العمل في البلاد"، واكدت "انها على تنسيق تام مع الاتحاد العمالي العام وكل النقابات وممثلي موظفي الادارات المتضررة من الاجراءات المنوي تنفيذها التي تحرمهم من حقوقهم".
دريان والموازنة والفرقة مع الاشقاء: الموازنة وتفاعلاتها، شكلت محور رسالة وجهها مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الى اللبنانيين بمناسبة شهر رمضان فدعا إلى "ان يكون عصر النفقات وضبطها، هو الأساس في بنود الموازنة، واتباع سياسة التقشف، ومقاومة الفساد والهدر، وإجراء إصلاحات جذرية في مؤسسات الدولة، ومحاسبة كل مقصر او متهاون في عمله. وهذا يتطلب اتخاذ إجراءات صارمة وحاسمة ومتوازنة، للخروج من الوضع الذي نحن فيه اليوم، وإلا سنبقى على ما كنا عليه، وستستمر الفوضى وضياع المال العام للدولة، ويزداد الدين، وهنا الطامة الكبرى". اضاف "كفى لبنان مزايدات، ولا يحاولن احد ان يوقع لبنان في الفرقة او التباين بين قياداته، ومع وطنه العربي، بخاصة الأشقاء في دول الخليج العربي، لأن ذلك لا نحصد منه إلا مزيداً من البلبلة والضياع. ودعا إلى "فتح صفحة جديدة ونقلة نوعية في ممارسة التعامل في الشأن الداخلي والخارجي. وقال: نمر في مرحلة صعبة، فالمخاطر كثيرة، والاستهدافات للبنان ايضا كثيرة، ولن نتمكن من مواجهة هذه العواصف والصفقات الدولية، إلا بمزيد من التضامن والوعي والإدراك، وعدم التهجم على الأشقاء والأصدقاء. فلندع الخلق للخالق، وإلا هلكنا، فنحن بلد لا يتحمل أي هزة سياسية أو اقتصادية او امنية".
باسيل... لا نخاف التظاهرات: وليس بعيدا من الموازنة واحتجاجاتها، اكد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل خلال جولة في قضاء جبيل "اننا لا نخاف من التظاهرات طالما نحمي 4 مليون ونصف من الشعب اللبناني والسياسة الحالية هي نتيجة التبعية السياسية للخارج ومن يمنعنا من حماية اقتصادنا وصناعتنا هو العقل السياسي في لبنان الذي يخاف من الخارج". واشار الى "ان مشكلة السياسيين في لبنان هي التفكير القصير المدى، علينا النظر الى البعيد اي الى الشباب ومستقبل عملهم وحياتهم". واعتبر "ان ظروف لبنان صعبة لكن الإيمان بما نقوم به يحقق المعجزات". ولفت في لقاء مع شباب "التيار الوطني" الحرّ في جبيل، الى "اننا نملك الأفكار لكننا لسنا المقرر الوحيد في الحكومة والمجلس ومشكلة لبنان الاقتصادية ان الدولة أصبحت رب العمل الأكبر بدل أن تقوم بدورها في تكبير حجم الاقتصاد وزيادة الإنتاجية وفرص العمل". وشدد على "ان المطلوب خفض العجز حيث يجب وزيادة الضرائب، خصوصاً في القطاع المصرفي". واوضح "اننا أمام فرصة إستثنائية من أجل التصحيح الاقتصادي في البلد ويفترض اتخاذ قرارات استثنائية وخوفي ألا يكون النقاش حول الموازنة على مستوى الأزمة".
جعجع في زحلة: من جهته، انتقل رئيس حزب "القوات اللبنانية سمير جعجع الى زحلة، وعقد لقاء في مقرّ اقامته في فندق القادري مع منسقية "القوات" – البقاع الاوسط في حضور الامين المساعد لشؤون المناطق جوزف ابو جودة ومنسق المنطقة طوني القاصوف.
ما بعد الموازنة: في غضون ذلك، اكدت مصادر دبلوماسية غربية لـ"المركزية" ان انظار الدول المعنية بالشأن اللبناني لا سيما الاوروبية والخليجية، تترقب ما سيؤول اليه مشروع الموازنة الخاضع للنقاش في مجلس الوزراء لتنبري بعد ذلك الى اتخاذ الخطوات ذات الصلة، ان بالنسبة الى وضع مقررات "سيدر" موضع التنفيذ ربطا بالاصلاحات المطلوبة، او في ما يتصل بالزيارات الخليجية وحركة السياح خلال موسم الصيف والاستثمارات المرتقبة.
بين اسرائيل وغزة: اقليمياً، سقطت عشرات الصواريخ على مستوطنات إسرائيلية على حدود قطاع غزة، بينما دوت صفارات الإنذار في المناطق الحدودية لإسرائيل مع القطاع المحاصر. وجاء في بيان للجيش الإسرائيلي، إن "حتى هذه الساعة تم رصد إطلاق نحو 90 قذيفة صاروخية من قطاع غزة باتجاه إسرائيل، حيث تمكنت القبة الحديدية من اعتراض عشرات منها"، فيما أشارت مصادر أخرى إلى إطلاق أكثر من 100 صاروخ. كما قصفت دبابات الجيش مواقع عدة تابعة لمنظمة حماس". ودوت صافرات الإنذار في تل أبيب وأسدود وعسقلان، فيما هاجمت دبابات الجيش الإسرائيلي مواقع قبالة السياج الأمني الحدودي مع قطاع غزة.
ايران والنفط: ايرانياً، اكد الرئيس حسن روحاني "ان بلاده ستبيع النفط رغم العقوبات الأميركية المفروضة"، لافتاً الى "ان هذه العقوبات تستهدف العملة الإيرانية والاحتياطات الأجنبية".وفي تصريحات للتلفزيون الرسمي، شدد روحاني على "ان يجب على إيران تعزيز صادراتها غير النفطية ومواصلة مبيعاتها من النفط لمواجهة العقوبات الأميركية، وزيادة دخلها من العملة الصعبة وخفض الإنفاق".
من جهته، اعتبر وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في تصريح "ان في حال وجد عداء في المنطقة لا اظن ان احداً سيكون بمنأى عنه". واوضح "ان سياستنا تعتمد على الحفاظ على علاقات جيّدة مع دول الجوار وحتى الآن الشركاء الأقرب إلى إيران هم العراق وتركيا وباكستان وافغانستان وروسيا وارمينيا واذربيجان. كما ان جيراننا في أسيا الوسطى وايضا الصين مهمون للغاية كما ينبغي الاشارة إلى علاقاتنا مع الهند وهؤلاء هم في اولوياتنا وسيبقون كذلك ونأمل بمثل هذه العلاقات مع دول مجلس التعاون الخليج الفارسي بالاضافة إلى انه تجمعنا علاقات جيدة جدا مع البعض منهم وليست جيدة مع البعض الاخر، لكننا نريد علاقات ممتازة مع الجميع".