الاعياد ترجئ الاستحقاقات والتحركات الشعبية ترابض على جبهة مس الرواتب
عون: مشروع موازنة واضحة في اقرب فرصة والافكار لا تلزم احـــــدا
حوار مثمر بين واشنطن وموسكو حول سوريا وتناقض عميق في شان فنزويلا
المركزية- مع أن عطلة الجمعة العظيمة وعيد الفصح ستطبع البلاد بجمود سياسي طوال الايام الأربعة المقبلة، خصوصا مع غياب رئيس الحكومة سعد الحريري الذي غادر بعد الظهر الى الرياض، الا انها لن تحول على الارجح دون استمرار الاجتماعات خلف الكواليس بحثا عن موارد اضافية او خيارات عصر نفقات بعيدا من جمرة المس برواتب الموظفين التي ستحرق الحكم والحكومة على الارجح وفق ما تظهر المعطيات الميدانية على المستوى الشعبي.
الموازنة في بعبدا: الشأن المالي حضر اليوم في قصر بعبدا. اذ اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اصراره على ان يكون هناك مشروع موازنة في اقرب فرصة، معتبرا "ان كل الافكار التي يتم تداولها هي مجرد افكار لا تلزم احدا، والواجب يقتضي ان يتم طرح مشروع موازنة واضح المعالم ومتضمنا الاصلاحات المرجوة، على طاولة مجلس الوزراء، فيصار الى نقاشها ضمن المؤسسات الدستورية سواء في الحكومة او في المجلس النيابي. وعندها يبدي كل طرف رأيه بكل شفافية بها، فيتم اتخاذ القرارات لمصلحة لبنان وماليته العامة، من خلال مكافحة الهدر وضبط العجز عبر خطة عامّة تعبّر عنها هذه الموازنة". ورأى الرئيس عون، حسب ما نقل عنه رئيس لجنة المال والموازنة النيابية النائب ابراهيم كنعان الذي زاره قبل الظهر، ان "بغياب هذا المشروع والنقاش داخل المؤسسات الدستورية، فإننا لا زلنا بعيدين عن المطلوب". وكان عون استمع من كنعان الى نتائج زيارته الى واشنطن واللقاءات مع عدد من المسؤولين الاميركيين والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
البنك الدولي: وفي السياق، قال كنعان "ما يمكنني قوله عن اللقاءات في واشنطن، ان كان هناك اهتمام، لا سيما لدى البنك الدولي، بمشاريع تهم الشباب اللبناني والقطاعات الاقتصادية في لبنان، لأنها تنحصر باللبنانيين. لقد كان هناك نقاش عميق حول هذه المشاريع ومدى ادخال مسألة النازحين السوريين فيها. وكان هناك قرار بحصرها بالشباب اللبناني، لأنها طويلة الأمد، ونحن نعتبر جميعا ان وجود النازحين السوريين في لبنان مؤقت ولا يجوز البناء على حضور مؤقت في مشاريع طويلة الامد. وهذا امر ايجابي، وستكون هناك اجتماعات في الاسبوع المقبل، وسيأتي الينا موفدون، لتطوير اللقاءات التي حصلت ونناقش تفصيليا المشاريع المطروحة".
ارجاء الاجتماع المالي: وليس بعيدا، اوضحت مصادر مالية متابعة ان الاجتماع المالي الذي كان من المفترض انعقاده في القصر الجمهوري هذا الاسبوع تم ارجاؤه الى ما بعد الاعياد نظرا لوجود حاكم المصرف المركزي رياض سلامة خارج البلاد ولارتباط العديد ممن يفترض حضورهم بمواعيد مسبقة. واشارت الى ان هذا الاجتماع دوري وشبه شهري وهو ايضا غير الورشة المالية التي يتم التحضير لانعقادها بعد الانتهاء من مناقشة الموازنة في مجلس الوزراء واحالتها الى المجلس النيابي.
جنبلاط واعادة النظر: ودائما على الخط الاقتصادي، غرّد رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط عبر "تويتر" قائلاً: "لا مفر من إعادة النظر في بعض التقديمات غير المنطقية في الاسلاك العسكرية وبعض القطاعات المدنية. وافضل طريقة هي في مصارحة الرأي العام مع الالغاء الكامل لامتيازات الوزراء والنواب والجميع. إن الحزب الاشتراكي سيقدم مجدداً مشروعه كما يدعو المصارف الى المساهمة في خفض العجز".
احترام الـ1701: من جهة ثانية، جال اليوم وفد عسكري بريطاني على المسؤولين اللبنانيين مجددا دعم المملكة للبنان. وفي السياق، أبلغ رئيس الجمهورية رئيس هيئة الاركان العامة في الجيش البريطاني، الجنرال السير نيكولاس كارتر في قصر بعبدا، التزام لبنان الكامل بتطبيق قرار مجلس الامن الرقم 1701، حفاظا على الهدوء والاستقرار في المنطقة الحدودية الجنوبية، على رغم الخروقات الاسرائيلية المستمرة في البر والبحر والجو، منوها بالتعاون القائم بين الجيش اللبناني والقوات الدولية، لافتا الى "ان الدفاع عن انفسنا في وجه اي اعتداء اسرائيلي هو من حقنا الطبيعي". وشكر الرئيس عون الجنرال كارتر على الدعم الذي تقدِّمه بلاده للجيش اللبناني، لاسيما في مجالي بناء ابراج المراقبة على طول الحدود اللبنانية – السورية، وتدريب العسكريين اللبنانيين، مشيرا الى ان هذه الابراج ساهمت في تمكين الجيش من مراقبة الحدود وضبط عمليات التسلل، كما لعبت دورا خلال معركة فجر الجرود، "التي انتهت بالقضاء على الارهابيين الذين احتلوا بعضا من اراضينا". واعرب الرئيس عون خلال اللقاء،عن خشيته من التداعيات التي تتسبب بها المواقف السياسية الاسرائيلية لاسيما في ما خص اعتبار القدس عاصمة لاسرائيل، ووضع الجولان المحتل تحت السيادة الاسرائيلية، خصوصا ان للبنان اراض في الجولان نتمسك بلبنانيتها. وجدد الرئيس عون التأكيد على موقف لبنان من مسألة النازحين السوريين وضرورة عودتهم الآمنة الى بلادهم من دون انتظار الحل السياسي الذي قد يتأخر، عارضا لأبرز التداعيات التي سببها هذا النزوح على القطاعات اللبنانية كافة. واكد رئيس الجمهورية ان الخلاف مع اسرائيل على الحدود البحرية في المنطقة الاقتصادية الخالصة لم يحسم بعد، لكن ذلك لن يحول دون المباشرة في اعمال التنقيب عن النفط والغاز في البلوكات التي حدَّدتها الحكومة اللبنانية.
دعم بريطاني: وكان الجنرال كارتر، اطلع الرئيس عون على اهداف زيارته الى لبنان، مؤكدا استمرار الدعم الذي تقدمه بلاده للجيش اللبناني، ومنوها بمواقف الرئيس عون في قيادة البلاد وما تحقق منذ انتخابه رئيسا للجمهورية. وزار الوفد ايضا رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في بيت الوسط وجرى بحث في المساعدات العسكرية البريطانية للبنان وسبل التعاون العسكري بين البلدين.
ابراهيم: أمنيا ايضا، أعلن المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، خلال رعايته افتتاح مركز أمن عام قانا، انه "وفاء لدماء الشهداء، الدولة لن تفرط بحبة تراب أو نقطة ماء من حقوقنا مهما كانت الظروف". وقال: "دمنا انتصر على السيف، وحمينا بدمنا سيادة لبنان وعزته"، مؤكدا "أن يد الغدر لن تنال من إصرارنا على العطاء والتضحية"، مشددا على اننا "في الدفاع والتضحية من أجل لبنان وأمان شعبه، وهذا واجبنا ولم نتأخر يوما في تحقيق ذلك فكان الأمن الاستباقي ومكافحة الارهاب والجريمة وملاحقة شبكات العدو الاسرائيلي".
قمة دولية: في مجال آخر، وبرعاية الرئيس عون، تستضيف بيروت قمة إسلامية مسيحية دولية تنظّمها رابطة العالم الإسلامي مطلع تموز المقبل وفق معلومات "المركزية" التي افادت ان التحضيرات اللوجستية قائمة لجهة ترتيب لوائح المدعوين وتحديد مكان عقدها، حيث ان النقاش بين المنظّمين يدور حول مواقع عدة يُمكن ان تستوعب عدد المشاركين الذي سيتخطى المئة. وتعقد رابطة العالم الاسلامي اجتماعات متواصلة مع المعنيين تحضيراً للقمة، وقد زارت قصر بعبدا منذ ايام ووضعت الرئيس عون في اجواء الاستعدادات على ان تستكمل جولتها على المرجعيات الدينية كافة بعيداً من الاعلام لدعوتها اولاً الى القمة ثم لاستمزاج رأيها في الحدث المُنتظر والمتوقّع صدوره في البيان الختامي.
روحاني: اقليميا، اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني "ان تصنيف الولايات المتحدة الأميركية للحرس الثوري الإيراني "منظمة إرهابية" عمل "بغيض" و"إهانة" لإيران". واشار الى "ان القوات المسلّحة الإيرانية لن تُستخدم ضد دول المنطقة وستستخدم فقط ضد "الغزاة" و"الصهاينة".
حوار مثمر: في غضون ذلك، أفاد مصدر دبلوماسي رفيع روسي، بأن مستشارة الرئيس الأميركي فيونا هيل، بحثت، خلال زيارتها إلى موسكو، العلاقات الثنائية والوضع في سوريا وفنزويلا. وقال لوكالة "سبوتنيك" "زارت فيونا هيل موسكو يومي 16-17 نيسان. وتم عقد لقاء مع هيئات مجلس الأمن الروسي والخارجية. وعلى وجه الخصوص، التقت نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف". وفيما أشار إلى أن "تم بحث الوضع في فنزويلا، وكشف الحوار عن تناقضات عميقة خطيرة واختلافات كبيرة في النهج"، لفت في المقابل الى ان تمت مناقشة سوريا "كأحد الموضوعات التي يدور حولها حوار مثمر بين موسكو وواشنطن".