لا مفاجآت في زيارة بومبـيو... والتوافق الســياسي في المختبر الحكومــي غــدا
وزراء القوات يطالبــون بإرجـــاء البحث في خطة الكهرباء غـدا منعا لـ"ســلقها"
بيدرسون يطلع المسؤولين على مساعيه السورية وواشنطن على خط رأب الصدع الخليجي
المركزية- يبدو المشهد اللبناني مستغرقاً في هدنة سياسية مستجدة تفرضها مقتضيات التسوية الرئاسية ووجوب انعقاد جلسة مجلس الوزراء غدا وزيارة وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو لبيروت بعد غد، واستوجبت تغليب اللغة الايجابية في التعاطي مع الملفات والازمات، والتراجع عن المواقف العالية السقف التي وتّرت الاجواء طوال الاسبوع الماضي. تحت هذا السقف تدور الحركة السياسية في البلاد، في انتظار نتائج الامتحان الاولي في مختبر مجلس الوزراء الذي سيضع اكثر الملفات سخونة على طاولته غدا، في ضوء خطة الكهرباء التي وُزعت على الوزراء للاطلاع عليها قبل الجلسة.
مقاربة القوات الحكومية: وفيما تستقر عناوين زيارة رأس الدبلوماسية الاميركية على مواقف ادارته المعروفة التي اعلنتها سابقا السفيرة اليزابيت ريتشارد من السراي والزوار الاميركيون الذين حطوا في بيروت تباعا، مركزة على وجوب التزام سياسة النأي بالنفس، وهو ما سيؤكده من سيجتمع اليهم بومبيو من المسؤولين اللبنانيين، ما يدفع نحو عدم اطلاق الرهانات على مفاجآت يحملها الضيف الدبلوماسي من دون التقليل من اهمية الزيارة في حد ذاتها، تبقى الجلسة الحكومية تحت مجهر المعاينة، لا سيما في ما يتصل بمقاربة القوى السياسية للخطة الكهربائية وتحديدا القوى المناوئة لخيار البواخر وفي مقدمها القوات اللبنانية التي اكدت مصادرها لـ"المركزية" ان وزراءها الذين يعقدون مساء اجتماع في معراب عشية الجلسة الوزارية، سيطالبون بارجاء البحث في خطة الكهرباء، كونها وصلت في وقت متأخر قبل الجلسة، فيما تستوجب بحثا معمقا منعا لحرقها وتمريرها على غفلة، واشارت الى جملة ثوابت يجب ان تتوافر في خطة الكهرباء ابرزها:
- وجوب وقف مزاريب الهدر قبل اطلاق اي خطوة عملية، من الفواتير الى التعدي على الشبكة، لان خلاف ذلك سيجعل اي خطة من دون جدوى.
- عدم المماطلة بالحلول الظرفية المدرجة في الخطة وضرورة تحديد موعد نهائي، لأقل فترة ممكنة، وطرح كل الخيارات المحتملة التي تخدم الهدف المشار اليه.
- وضع دفتر شروط واضح المعالم تدرج فيه كل هذه الخيارات من استخدام الغاز الى مراعاة الشأن البيئي، والاعتماد على مناقصات شفافة بتمريرها عبر ادارة المناقصات منعا لتمديد الواقع الحالي.
واذ اعربت المصادر عن اعتقادها بأن الهدوء سيحكم جلسة الغد، اشارت الى ضرورة اقفال ملف الكهرباء للانتقال الى الاتصالات ووجوب تشكيل الهيئات الناظمة .
اما التعيينات، فأكدت المصادر ان وزراء القوات سيشددون على التمسك بالالية لعدم تكرار سيناريو زمن الوصاية ، والا وخلاف ذلك يعني اصرار بعض القوى السياسية على المضي في نظم الشعر حول الاصلاح ليبقى حبرا على ورق، فما دام الموظف لا يشعر بأن مرجعيته القانون فقط لا الجهات السياسية التي توظفه لن تستقيم الادارة في اي شكل.
عون وبيدرسون: في الاثناء، بقي ملف النازحين حاضرا بقوة في المشهد السياسي، لا سيما مع وجود مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون في لبنان حيث زار قصر بعبدا. فكانت مناسبة ابلغه فيها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ، انه لم تعد للبنان القدرة على تحمل تداعيات النزوح السوري على مختلف الصعد الاجتماعية والاقتصادية والحياتية "وبتنا كمسؤولين قلقين على بلادنا". وقال "وصلنا الى الحد الاقصى للقبول بتحمل تداعيات وجود النازحين ولا بد من العمل جديا لاعادتهم الى المناطق الامنة في سوريا والتي باتت شاسعة ويمكنها ان تستعيد اهلها". اضاف: "لقد شاركت دول عدة في الحرب على سوريا وتريد ان تحملنا النتائج. لو خصصت هذه الدول 10 في المئة من تكاليف هذه الحرب لحل مأساة النازحين، لكانت ساعدت في حل مشاكلهم الانسانية وتجنيب العالم المزيد من الازمات". واشار عون الى ان لبنان لم يرفض خلال سنوات الحرب السورية اي نازح سوري لاسباب انسانية، اما اليوم فلم تعد هناك حاجة لان سوريا بدأت تستعيد امنها واستقرارها باستثناء جيوب صغيرة. وجدد عون دعوته الامم المتحدة والدول المانحة الى تقديم المساعدات الى السوريين العائدين الى بلادهم، لاسيما وان ثمة مناطق سورية لم يصل اليها الدمار وبالتالي يمكن لسكانها العودة اليها، مشيرا الى ان اكثر من 172 الف سوري عادوا من لبنان، ولم يصلنا اي تقرير يشير الى تعرضهم لمضايقات او ممارسات غير انسانية.
تقدير أممي: من جهته، عرض بيدرسون للرئيس عون الاتصالات التي قام بها مع المسؤولين السوريين في دمشق والمعارضة السورية في الرياض، متمنيا الوصول الى نتائج ايجابية تعيد الامن والاستقرار الى سوريا. كما اكد دعم الامم المتحدة للبنان في المجالات كافة كي يتمكن من مواجهة التحديات الراهنة.
عند ابراهيم: ومن قصر بعبدا، توجه بيدرسون الى المديرية العامة للامن العام حيث استقبله المدير العام اللواء عباس ابراهيم في مكتبه وبحث معه الاوضاع العامة اضافة الى شؤون النازحين السوريين في لبنان.
بكركي تدعم بعبدا: وليس بعيدا، وخلال استقباله في بكركي، أعضاء المجلس التنفيذي للرابطة المارونية الجديدة برئاسة النائب السابق نعمة الله ابي نصر، قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي "لا اريد على الإطلاق ان يفهم الرأي العام اننا ضد النازحين ابدا نحن معهم في العودة الى وطنهم وتاريخهم لديهم حضارة ليعودوا الى ثقافتهم. واللعبة الدولية التي اشاعت الحرب وهدمت الحجر تريد ان تعيدهم وتربطهم بالحل السياسي ومن غير المعروف متى يأتي هذا الحل. انه هدم للإنسان والتاريخ والحضارة والثقافة السورية هذا ما اود قوله للسوريين نحن لسنا ضدكم نحن معكم ونقول لهم يجب ان تعودوا الى وطنكم بكرامة لأن وجودكم بات يشكل خطرا علينا من كل الجوانب" واضاف "نحن مع صوت فخامة رئيس الجمهورية الداعي الى الفصل الكامل بين الحل السياسي في سوريا وعودة النازحين. اما ربطهم ببعض فهذا اكبر خطأ في لبنان.
رسالة باسيل: في غضون ذلك، وعشيه مناقشة مجلس الأمن الدولي تقرير الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريتش بشأن القرار الرقم1701 في 27 الجاري، حمّل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش، رسائل عدة تتعلق بالخروق الإسرائيلية لـ1701 وبالنازحين وتوفير عودتهم الى سوريا. وقال الاخير بعد اللقاء "حملني الوزير باسيل رسالة متعلقة باللاجئين السوريين وضرورة توفير كل الشروط اللازمة لعودتهم الى سوريا. وفي هذا الاطار اشرت الى القوانين الانسانية والنظم الدولية، وهذا ما يتفهمه وزير الخارجية، لكني اؤكد ان ثمة توافقا داخلياً في لبنان على وجوب بذل الجهود ورؤية نتائج ملموسة لعودة السوريين في اقرب وقت ممكن وان وجودهم يتسبب بمشكلات في لبنان وان هناك اتفاقا سياسيا على ذلك" وتابع "بحثنا في موضوع الحدود البرية والبحرية مع إسرائيل والحاجة إلى تسريع العمل في هذا الخصوص. وأكد الوزير الاهتمام الواضح في أن تقوم الأمم المتحدة بدور تسهيلي هذا المجال".
التنقيب في البر: من جهة ثانية، وعشية جلسة مجلس الوزراء التي ستبحث خطة الكهرباء، أعلنت وزيرة الطاقة ندى بستاني من على متن الباخرة جانوس ٢ في مرفأ بيروت "الإنتقال من المراحل التحضيرية لعمليات الإستكشاف بالبحر اللبناني إلى مرحلة التنفيذ والبدء بمسح للبيئة البحرية وتنوعها البيولوجي في البلوكين ٤ و ٩". واشارت الى ان "شركات البترول ستعتمد مرفأ بيروت كقاعدة بحرية لوجيستية طوال فترة الإستكشاف، وسنطلب قريبا من الحكومة الموافقة على إطلاق دورة التراخيص الثانية في المياه الإقليمية اللبنانية، وسنبحث غدا في المجلس قانون التنقيب عن البترول في البرّ".
لقاء الاربعاء: على صعيد آخر، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الى عقد جلسة عامة للاسئلة والاجوبة قبل ظهر الاربعاء الواقع في 27 آذار الحالي. ووزع جدول الاسئلة على النواب. وجدد الرئيس بري في لقاء الاربعاء النيابي التأكيد على ان مكافحة الفساد يمكن اختصارها بكلمتين: "تطبيق القانون"، مؤكداً مرة اخرى على تطبيق القوانين التي لم تطبق والتي بلغ عددها حتى الان 43 قانوناً. ونقل النواب عنه قوله انه كما اعلن سابقاً فإنه سيدعو الى جلسات تشريعية ورقابية شهرياً، التشريعية في النصف الاول من الشهر والرقابية في النصف الثاني منه. واشار الى ان جلسة الاسئلة والاجوبة التي دعا اليها يوم الاربعاء المقبل يتضمن جدول اعمالها 13 سؤالاً. وتناول الرئيس بري الاوضاع الإقتصادية والإجتماعية في البلاد مؤكداً مرة اخرى ان الإجراءات الواجب إتخاذها من اجل الاصلاح يجب ان لا تطاول الفئات الفقيرة او محدودة الدخل.
التفتيش والسجل العقاري: وعلى خط مكافحة الفساد، شدد وزير المال علي حسن خليل في اتصال مع رئيس "التفتيش المركزي" جورج عطيّه، على استمرار عمل التفتيش في ما يقوم به في "أمانات السجل العقاري" وطلب منه التوسّع في كل عمليات التدقيق وكل الملفات من دون استثناء لتحديد المخالفات وضبطها. وأوضح المكتب الإعلامي لوزير المال في بيان، أن "ذلك يأتي استكمالاً للاجتماع الذي عقده الوزير خليل أمس مع أمناء السجل العقاري في لبنان، حيث أبلغهم بشكل صارم ضرورة الالتزام بالقواعد والأصول المرعية لمنع أي مخالفة". وأثنى خليل على "دور التفتيش المركزي في هذا المجال وأهمية متابعة الأمر في إطار تعزيز دور الهيئات الرقابية التي تساعد على انتظام عمل الإدارات، وتأمين الخدمة العليا للمواطنين ومصالح الدولة".
رأب الصدع الخليجي: اقليميا، قال وزير الخارجية الأميركي، إن بلاده تسعى لتعزيز العلاقات الأمنية مع الكويت. واشار بومبيو في مؤتمر صحفي مع نظيره الكويتي، صباح خالد الحمد الصباح، أن الأزمة الخليجية لا تصب في مصلحة المنطقة والعالم، مضيفا "نسعى إلى إيجاد حل للأزمة الخليجية ورأب الصدع". وأوضح أن لا يوجد تغيير في السياسة الأميركية تجاه عملية السلام في الشرق الأوسط. وقال "هناك حوار استراتيجي مع الكويت في مختلف المجالات، وناقشنا قضايا الدفاع ومحاربة الإرهاب والتجارة".