تفــــــاؤل "حذر" يلفّ اتصالات التشكيـــــل: الـولادة ممكنة خلال أسبوع؟
التسوية تقضي بوقوف وزير"التشاوري" على الحياد..و"لا" "اشتراكيــة" لتعديل الحقائب
واشنطن تدعم الجيش المُدافع الشرعي الوحيد عن لبنان..و"سوريا" بين بوتين واردوغان
المركزية- حافظت أسهم التفاؤل بولادة حكومية قريبة على ارتفاعها، لـ"اليوم الثاني على التوالي". فانطلاقا من التجارب السابقة، بات التعويل على المناخات الايجابية والذهابُ بعيدا في البناء عليها، خطوة غير حكيمة، ومن الأسلم التعاطي مع هذا الملف بحذر شديد وعلى قاعدة "كلّ يوم بيومه"، تفاديا لمفاجآت غير سارة.
شخصية حيادية: تدور خلف الكواليس، حركة اتصالات ناشطة، محورها بعبدا – بيت الوسط – عين التينة، هدفها بلورة اتفاق "تسووي" يحل معضلة تمثيل "اللقاء التشاوري" في الحكومة العتيدة. وبحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية" فإن المساعي تركّز على التوصل الى تفاهم حول "تموضع" الشخصية السياسية السنية التي سيتم الاتفاق عليها، داخل الحكومة. والمرجّح، وفق المصادر، ان تكون على "الحياد"، فلا تقف في شكل خالص، لا في خندق رئيس الجمهورية، ولا في خندق اللقاء التشاوري، خاصة وأن التصويت قلّ ما يتم اللجوء اليه داخل مجلس الوزراء. واذ تشير الى ان الوزير السني السادس سيوافق عليه "اللقاء التشاوري" لكن قد لا يكون بالضرورة من بين الاسماء التسعة التي يقترحها، تلفت الى ان الخرق المرجو قد يتحقق خلال أسبوع من اليوم.
لا تغيير في الحقائب؟ في المقابل، وفي وقت تردد ان ثمة عملا جاريا لإدخال تعديلات الى توزيعة الحقائب الوزارية الراهنة، استبعدت المصادر حصول تغييرات "جذرية" في هذا الشأن، خاصة وانها قد تفتح الباب على مطالب كثيرة يمكن ان تطيح التركيبة "الحريرية".
الاشتراكي يرفض: في السياق، أكدت مصادر الحزب التقدمي الاشتراكي لـ"المركزية"، تعليقا على المعلومات التي تحدثت عن إمكانية استبدال الحقائب المحسومة لصالحه، بأخرى، "أن لا معلومات لدينا حول هذا الموضوع، لكن ما يمكننا تأكيده أن لا تنازل عن حقيبتي التربية والصناعة، وما وافقنا عليه لا تراجع عنه"، جازمة "ان ليس وارداً التنازل عن أي شيء بعد الآن"، مستطردة "بالعكس، قد تعود الأمور الى سابق عهدها، ونعود الى المطالب القديمة". وأعربت عن عدم تفاؤلها بقرب تشكيل الحكومة.
أجواء بعبدا: في المقابل، نقل زوار بعبدا عبر "المركزية" تفاؤلا، وإن مشوبا بالحذر، لدى سؤالهم عن توقعات الرئاسة الاولى في موضوع تأليف الحكومة وما اذا كانت الولادة ممكنة خلال ايام، قائلين "لا تقول فول تيصير بالمكيول". ويعتقد الزوار على ما استخلصوه من الكلام القليل لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قضية التشكيل، ان الصعوبات ذللت في غالبيتها وما تبقى منها بات يقتصر على اعادة توزيع او تبديل في بعض الحقائب. ومن هنا القول، على ما يضيف الزوار، ان مشكلة تشكيل الحكومة لم تعد تلك القضية المستعصية، بل هي تدرجت وتحولت الى عقبة قد تجد الحل لها خلال ايام او اسبوع على ابعد تقدير، وهي رهن قدرة الرئيس المكلف على اقناع المستوزرين ولا سيما المعنيين بالحقائب الوزارية، بالتعديل او التبديل وتجاوبهم مع ما يطرح عليهم من صيغ.
مرونة "التشاوري": في الموازاة، اتسم موقف "اللقاء التشاوري" بمرونة اليوم. اذ قال أحد أعضائه قاسم هاشم لـ"المركزية" "وزير اللقاء يجب أن يكون ممثلا للقاء خصوصا في ما يتعلق بالثوابت الاساسية، ولكن في موضوع التصويت على طاولة مجلس الوزراء، الامر خاضع للنقاش حسب الملف والقضية، ووفق الاتفاق مع رئيس الجمهورية الذي تجمعنا معه العديد من القضايا"، مشيرا الى أن "الاتفاق محصور برئيس الجمهورية وليس "التيار الوطني الحر". وعن استعداد اللقاء لطرح اسماء خارج تلك المطروحة اليوم، قال هاشم "اللقاء في المبدأ موقفه معروف، نحن 6 أعضاء ومن حقنا أن نطرح الاصيل قبل الوكيل، ولكن اسهاما منا في تسهيل التشكيل كانت الفكرة في طرح اسم من خارجنا".
بلد العجائب: في غضون ذلك، وفي وقت اشارت مصادر "حزب الله" لـ"المركزية" الى "ان الاجواء الحكومية ايجابية، لكن الحذر واجب باعتبار ان لبنان بلد العجائب والربع الساعة الاخير"، بقي رئيس مجلس النواب نبيه بري على تفاؤله اليوم.
بري والزخم: فقد جدد الرئيس بري امام النواب في لقاء الاربعاء النيابي، القول ان "هناك نفسا وزخما جديدين لتشكيل الحكومة في غضون اسبوع او اقل"، كما سمع من الرئيس الحريري. وقال "الأجواء جيدة وإيجابية، واذا ما استمررنا بالتأخر في تأليف الحكومة نكون بدأنا بارتكاب جريمة وطنية". وركز بري خلال اللقاء على الاوضاع الاقتصادية والمالية، وأشار الى أن "ما ورد في تقرير موديز عن تصنيف لبنان يتطلب من الجميع ان نخرج من التجاذبات والإنقسامات وننصرف الى مواجهة كل التحديات، وبوجود الحكومة يمكن إتخاذ الإجراءات المناسبة والإجابة عن كل الأسئلة المتعلقة". وكرر انه اذا لم تتشكل الحكومة الجديدة فإنه سيطالب بعقد جلسة للحكومة من اجل تحويل الموزانة للمجلس النيابي، مشيرا الى انه سيدعو ايضا الى جلسات تشريعية متتالية.
توازن في التنازل: وأعلن عضو كتلة التنمية والتحرير النائب علي بزي ان الرئيس بري نقل الى النواب، الاطمئنان بما يتعلّق بالزخم الجديد. وأكد بزي "انه يفترض أن يكون هناك توازن في التنازلات لتشكيل الحكومة، موضحا ان "لم يتم التطرق بشكل مباشر مع الرئيس بري إلى مسألة توزيع الحقائب وقد قرأه في الصحف فقط، كما انه شدد على ضرورة تمثيل "اللقاء التشاوري" إما بأحد النواب الستة أو اسم من الثلاثة التي قدموها"، مشيرا إلى أنّ 31 كانون الثاني هو الـ"deadline" في ما خصّ تشكيل الحكومة.
شكل الحكومة والبيان: وفي انتظار ما قد يتمخض عن هذا الحراك المستجد، أشارت مصادر سياسية مراقبة لـ"المركزية" الى ان لا بد من اخذ التطورات المتسارعة في المنطقة في الاعتبار خلال المساعي المبذولة لدفع الحكومة الى النور. فالاخيرة لا يمكن ان تكون ميالة، لا من حيث الشكل، ولا من حيث "المضمون" (البيان الوزاري) لصالح اي من المحاور المتصارعة في الاقليم.
فوتيل: وليس بعيدا، برز اليوم اعلان السفارة الأميركية في بيان أن قائد المنطقة المركزية الوسطى الجنرال جوزف فوتيل، الذي جال ترافقه السفيرة الأميركية إليزابيث ريتشارد، في اليومين الماضيين على كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلف سعد الحريري وقائد الجيش العماد جوزيف عون، وقائد قوات "اليونيفيل" اللواء ستيفانو ديل كول، أعاد تأكيد "التزام الحكومة الأميركية تعزيز الشراكة اللبنانية الأميركية ودعمها للجيش اللبناني بصفته المدافع الشرعي والوحيد عن لبنان".
باسيل في دافوس: من جهة أخرى، كثف وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الموجود في دافوس، اجتماعاته اليوم، فبعد الاجتماع المغلق الخاص بسوريا، والذي ضم عددا من وزراء الخارجية والدفاع ورؤساء اجهزة أمنية عالمية وموظفين امميين معنيين بالملف السوري، اجتمع الوزير باسيل بالمبعوث الخاص للأمم المتحدة في سوريا غير بدرسون، واستكمل نشاطاته بغداء عمل ضم عددا من وزراء الخارجية والطاقة، ناقش الدور الروسي في منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى لقاءات جانبية مع مسؤولين دوليين.
النصرة في ادلب: اقليميا، وقبيل لقاء مرتقب بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب اردوغان في موسكو اليوم، سيخصص للتباحث في الوضع في ادلب من جهة وفي الشمال السوري غداة توجه الاميركيين نحو الانسحاب منه من جهة أخرى، ذكرت متحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية أن الوضع يتدهور سريعا في محافظة إدلب السورية، حيث حاولت روسيا وتركيا إقامة منطقة لخفض التصعيد. وقالت المتحدثة ماريا زاخاروفا إن المنطقة تخضع الآن لسيطرة شبه كاملة لجبهة النصرة. ونقلت وكالة إنترفاكس عنها قولها "استمرار الاستفزازات يشكل خطرا على المدنيين وعلى العسكريين السوريين وعلى قاعدة حميميم الجوية الروسية".