القمة تنطلق رسميا والحضور الرئاسي يتقلص:امير الكويت يعتذر
مبادرة لعون واشـــادة من ابو الغيط وتصعيد من فرنجيــة
بيدرسون يغادر سوريـــا ومحادثات اليمن تتواصل في عمان
المركزية- لم يحجب انطلاق اعمال القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الرابعة في بيروت الضوء عن حجم الانقسام العمودي الذي يتسيّد المشهد العام في البلاد على خلفية الازمات، المزمنة منها كالملف الحكومي، والطارئة المنبثقة من رحم القمة ودعواتها والاشكالات الداخلية التي رافقتها ليبياً وسورياً وادت الى تقليص حجم التمثيل العربي الى الحد الادنى في ما يُقرأ فيه رسالة عربية الى السلطة اللبنانية في شان هيبة الدولة وقراراتها وامانها المفقود.
الحضور يتراجع: اذ، ومع تقدم الايام والساعات في اتجاه موعد القمة التي حرص الامين العام للجامعة العربية احمد ابوالغيط اثر زيارة لقصر بعبدا على الاشادة بها وبتنظيمها، توسّعت لائحة رؤساء الدول المعتذرين عن عدم الحضور، وكان آخرهم اليوم الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، بعد امير الكويت الشيخ صباح الجابر الصباح . وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اعتذر عن الحضور واعلنت مصر إيفاد رئيس الوزراء لتمثيلها. ثم انضم الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى قائمة المُعتذرين، وكلّف رئيس الحكومة رامي الحمدالله رئاسة الوفد المُشارك"، كذلك فعل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمس. وليس بعيدا، قال السفير السوري علي عبد الكريم علي في تصريح "اعتذرت عن حضور قمة بيروت كون الجامعة العربية هي المنظمة وحتى الان الجامعة في وضع غير صحيح تجاه سوريا".
اجتماعات ومبادرة لعون: رغم ذلك، انطلقت قبل الظهر أعمال القمة، في فندق فينيسيا في بيروت، في جلستها الاولى لمناقشة مشروع برنامج عمل اجتماع اللجنة المعنية بالمتابعة والاعداد للقمة، على مستوى كبار المسؤولين. وأعلنت المديرة العامة لوزارة الاقتصاد عليا عباس، بعد انتهاء الجلسة "ان اللجنة أقرت جدول الاعمال ورفعته الى اللجنة التي ستجتمع بعد الظهر والتي تضم كبار المسؤولين والمندوبين الدائمين". واشارت الى ان "انعقاد القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في هذا الوقت في لبنان سيكون له من الطبيعي انعكاس ايجابي على اقتصاد لبنان، مع علمنا بالازمات التي تمر بها المنطقة والركود الاقتصادي الذي تشهده معظم اقتصادات الدول العربية، ومن الاكيد ستخرج القمة بتوصيات نأمل أن تكون قابلة للتنفيذ. ومن الطبيعي ستكون مبادرة لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون في القمة سيتكلم عنها، ولها انعكاس على وضعنا".واذ أعلنت عن مشاريع عديدة، قالت: "نحن وضعنا جدول اعمال كاملا يتضمن وضع رؤية عربية موحدة في مجال الاقتصاد الرقمي. نحن في العام 2019 وكل الدول العربية ومنها لبنان السباق في التكنولوجيا والكفاءات العالية، يتوجب علينا مواكبة العالم في مجال الاقتصاد الرقمي". ولفتت الى "ان تمت مناقشة ملف النازحين في اطار الورقة السياسية التي تتكلم عن النازحين واللجوء السوري".
صعوبات كبرى: وسط هذه الاجواء، لفت رئيس الجمهورية الى "ان عالمنا العربي يعاني اليوم من صعوبات كبرى ابعدت المسافات بين الدول العربية، والى ان هذه المرحلة لم تنته بعد"، آملا خلال استقباله وفد اتحاد الغرف العربية، برئاسة رئيس الاتحاد محمد عبده، وحضور وزيرة التضامن الاجتماعي في مصر غادة والي، والوزير السابق عدنان القصار الرئيس الفخري للاتحاد، في ان "يحافظ القطاع الخاص العربي على الوعي الذي لديه ويعيد لمّ شمل الجميع"، مشيرا الى "ان دولنا العربية كافة في حاجة الى مثل هذا الحضور الجماعي الموحَّد، لكي نتكاتف ونساهم في تذليل الصعوبات".
ابراهيم والمبادرة وليبيا: في غضون ذلك، بقيت مسألة عدم حضور ليبيا القمة تثير الغبار حولها. وفي تداعياتها، كلام لافت للمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم من عين التينة بعد زيارته رئيس مجلس النواب نبيه بري. حيث قال، ردا على سؤال عما اذا كان ساهم في الشرخ بين الرئاستين الاولى والثانية في موضوع تأشيرات الدخول للوفد الليبي؟ "انا يهمني أمن البلد بالدرجة الاولى فقط". وعن مبادرة تشكيل الحكومة وما اذا كانت ماتت، اجاب: الان نحن نتكلم عن غير الحكومة. ولم أعد معنياً بهذا الموضوع ابداً لا من قريب ولا من بعيد.
فرنجية يصعّد: من جهة ثانية، وغداة الاجتماع الماروني في بكركي وما شابه من توتر بقي محدودا بين المردة والتيار الوطني الحر، واصل رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية حملته ضد الوزير جبران باسيل، من دون ان يستثني ايضا الرئيس المكلف سعد الحريري. اذ غرّد عبر حسابه على موقع "تويتر" قائلاً "إذا كان الرئيس سعد الحريري مصرّاً وحريصاً على منح الثلث الضامن لرئيس الجمهورية كما قرأنا في "المستقبل" اليوم فليتنازل من حصّته عن وزير سنّي للقاء التشاوري فتُحلّ المشكلة". اضاف "حزب الله" متمسّك بتمثيل "اللقاء التشاوري" في الحكومة ولن يتراجع ونحن لم نقل انه ضد ان يكون لرئيس الجمهورية الثلث الضامن، اما نحن كفريق مسيحي فإننا ضد منح الثلث الضامن لمن يريده ضدّ باقي المسيحيين".
مصير غصن: على صعيد آخر، أعلن وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير أن الدولة الفرنسية المساهم الأكبر في شركة رينو، طلبت عقد اجتماع لمجلس إدارة مجموعة صناعة السيارات في الأيام المقبلة لتعيين رئيس لمجلس إدارتها خلفا لكارلوس غصن الموقوف منذ شهرين في اليابان، قائلا: "في هذه المرحلة، نحتاج الآن إلى إدارة جديدة دائمة لرينو". تزامنا، تقدم محامو غصن باستئناف ضد قرار رفض اخلاء سبيل موكلهم بكفالة، في الوقت الذي يواجه فيه غصن ثلاثة اتهامات جديدة بمخالفات مالية، الا ان المعلومات افادت "المركزية" ان السلطات القضائية اليابانية جددت تمديد توقيف غصن اليوم بعدما رفضت الاستئناف. وتخوف منسق اللجنة المركزية لدعم غصن الدكتور عماد عجمي عبر "المركزية" "من امكان تمديد فترة الاعتقال لمدة غير منظورة ونقل عن اوساط قانونية ودبلوماسية متابعة للقضية "قلقها من استمرار اعتقال غصن الذي لا يزال رغم وضعه الصحي الصعب يخضع لتحقيق شبه يومي على مدى ساعات دون وجود محامين ويصرّ على براءته من الاتهامات الموجهة اليه ويفنّدها بثبات"، واشار الى "ان النظام القضائي في اليابان لا يستثني اي خطأ من اي شخص مهما علا شأنه ومركزه امام اقل شبهة"، مستشهداً "بما حصل مع رئيس وزراء اليابان السابق Tanaka الذي اتهم باتباع طرق غير مشروعة في صفقة "لوكهيد" للطيران الاميركية مع اليابان في اواخر السبعينات واصر على انكار التهمة وتوفي في مستشفى السجن. كذلك مع قطب شركة BIZI للتكنولوجيا العملاقة اليابانية الذي استمر التحقيق معه طيلة تسعة اشهر الى ان اعترف ببعض الاخطاء قبل احالته امام المحكمة".
بيدرسون يغادر: سوريا، أنهى المبعوث الدولي الخاص الى سوريا غير بيدرسون زيارته الأولى الى دمشق، مؤكداً الحاجة للتوصل الى حل سياسي برعاية الأمم المتحدة ينهي النزاع المستمر في البلاد منذ نحو ثمانية أعوام. واوضح مصدر في الأمم المتحدة في دمشق لوكالة فرانس برس ان بيدرسون غادر صباح الخميس دمشق الى بيروت، بعد زيارة استمرت ثلاثة أيام وتخللها لقاء مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم.
مفاوضات يمنية: اما يمنيا، فاستأنف ممثلو الحكومة اليمنية والحوثيون في عمان اجتماعاتهم لليوم الثاني على التوالي وللمرة الأولى منذ اتفاق السويد قبل شهر، لبحث تطبيق اتفاق تبادل الأسرى، على ما أفاد مصدر في الأمم المتحدة. وذكر المصدر الذي طلب عدم الكشف عن إسمه، لوكالة فرانس برس إن اللجنة الخاصة بإتفاق الأسرى الموقع قبل شهر في السويد عقدت اجتماعات الأربعاء وستجتمع الخميس في عمان لبحث تطبيق هذا الإتفاق.